ارتفاع الدولار والمخزونات يقودان السوق النفطية لانخفاض جديد

ارتفاع الدولار والمخزونات يقودان السوق النفطية لانخفاض جديد

تسبب ارتفاع الدولار الأمريكي وزيادة مخزونات البنزين في الولايات المتحدة في جذب أسعار النفط الخام مرة أخرى نحو الانخفاض بعد انتعاش محدود وقصير الأمد.
وفيما تتزايد المخاوف في السوق بشأن مستويات الطلب العالمي بسبب ارتفاع المخزونات، تتنامى التوقعات بشأن رفع الفائدة على الدولار الأمريكي الشهر المقبل ما يدعم صعود الدولار على حساب أسعار النفط الخام التي سجلت مستويات منخفضة قياسية متأثرة أيضا باستمرار ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي وعودة الحفارات للتزايد مرة أخرى.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مارك انجت نائب رئيس إكسبرو للخدمات النفطية لشؤون أمريكا الشمالية، إن الظروف الراهنة للسوق تتطلب مزيدا من التعاون والتكامل بين الشركات لدعم استمرارية نجاح هذه الصناعة الحيوية وتأمين إمدادات الطاقة في المستقبل مشيرا إلى شركة إكسبرو على سبيل المثال تعطي أولوية قصوى لبناء علاقات عالمية قوية، وأبرز برامج التعاون الحالية هي برنامج تعاونها مع شركة شتات أويل.
وشدد انجت على أهمية العمل على تنمية الاستثمارات وزيادة أنشطة الاستكشاف والتقييم وتكثيف الجهود من أجل الوصول إلى أفضل أساليب الإنتاج وأكثرها فاعلية حيث نركز حاليا على تطوير خدمة العملاء وزيادة جودة الأداء الميداني.
وأضاف انجت أن ظروف الإنتاج الحالية فى أمريكا الشمالية صعبة في ضوء انخفاض الأسعار مشيرا إلى أن شراكة "إكسبرو" و"شتات أويل" مهمة للجانبين وأن العمل الجماعي يستطيع مواجهة الصعوبات بشكل أفضل كثيرا من العمل الفردي خاصة أن الجانبين يتمتعان بشبكة عالمية من الخبرات المشتركة والعمالة الماهرة ما يدعم جهود التنمية في قطاع الطاقة الحيوي.
وأشار انجت إلى وجود عقد بين إكسبرو وشتات أويل بقيمة 200 مليون دولار لتقديم وتوفير خدمات متكاملة فيما يتعلق باختبار وأخذ العينات والخدمات النفطية في الجرف القاري النرويجي. وهذه المنطقة تحتاج إلى تعاون واسع لتطوير الإنتاج النفطي فيها في ضوء ظروف السوق الحالية.
ومن جهته، أكد بيش أرجيال المختص في مؤسسة "ست " السويسرية للطاقة، أن منتجي النفط الصخري يجب أن يسارعوا في إجراء حساباتهم بعدما تسبب بشكل أساسي في إضعاف سوق النفط الخام علاوة على ما يمثله من أخطار بيئية نتيجة التكسير العنيف للصخور العميقة ما يهدد بتغيير معالم القشرة الأرضية كما تسبب في وقوع العديد من الزلازل في الولايات المتحدة أخيرا.
وأشار أرجيال إلى أن احتدام المنافسة على الحصص السوقية هو ما ساهم في العودة إلى الأداء المتواضع للسوق وانخفاض الأسعار، مضيفاً أن العودة المتوقعة للصادرات الإيرانية مع تسارع الإنتاج في العراق وغيرها من دول أوبك أعطى انطباعا قويا في السوق باستمرار حالة وفرة المعروض على حساب نمو مازال متواضعا للطلب العالمي في ضوء تعثر وتباطؤ النمو الاقتصادي في العديد من دول العالم خاصة دول الاستهلاك الرئيسية في آسيا.
ومن جانبه، أوضح ايجور ياكوفلف المختص النفطي الروسي من مجموعة خبراء الطاقة الدولية أن فاتورة انخفاض أسعار النفط الخام باهظة على اقتصاديات العديد من الدول المنتجة ما يهدد بتراجع السياسات الاقتصادية القائمة على الوفرة والرفاهية لصالح سياسات التقشف والانكماش الاقتصادي في بعض الدول.
وقال ياكوفلف إن تمسك روسيا وأوبك في اجتماعهما في موسكو أخيرا بفكرة استبعاد التدخل في السوق لخفض الإنتاج يعكس القناعة بعدم جدوى هذا الإجراء في ظل ظروف السوق الراهنة التي تتسم بوفرة المعروض وسهولة تعويض أي كميات يتم خفضها ولذا جاء الاتفاق والقناعة من الجانبين بأن السوق تصحح نفسها بنفسها.
وذكر ياكوفلف أن أغلب القراءات الاقتصادية تصب في صالح تعاف قريب للسوق وتسارع في نمو الطلب العالمي بما يقلل الفجوة مع المعروض العالمي ويعيد التوازن والتعافي للسوق تلقائيا.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، فقد ظل النفط قرب أدنى مستوياته في عدة أشهر أمس مع بقاء برنت دون 50 دولارا للبرميل في ظل استمرار تخمة المعروض رغم معدلات التكرير القياسية للمصافي الأمريكية وغياب أي مؤشرات لخفض الإنتاج.
وبحسب "رويترز" فقد تراجع الخام الأمريكي 17 سنتا إلى 44.96 دولار للبرميل بعد أن لامس أدنى مستوى عندما سجل 44.82 دولار وهو أقل سعر له منذ 20 آذار (مارس).
وارتفع خام برنت في العقود الآجلة تسعة سنتات إلى 49.68 دولار للبرميل بعد أن نزل إلى 49.02 دولار أمس الأول وهو أقل مستوى له منذ 30 كانون الثاني (يناير).
وقال كارستن فرتش محلل سوق النفط في كومرتس بنك إن الأسعار إما أن تستقر أو تضعف أكثر على الأرجح، والانطباع السائد أن تخمة المعروض ستستمر لفترة طويلة.

الأكثر قراءة