الفئة الضالة .. من استهداف المجمعات السكنية إلى تفجير بيوت الله
بقيت خلايا وعناصر (الفئة الضالة) على النهج ذاته الرامي إلى قتل الأبرياء وزعزعة الأمن في البلاد منذ تفجيرات مايو 2003، حتى العملية الانتحارية الغادرة في مسجد قوات أمن الطوارئ الخاصة في مدينة أبها في منطقة عسير الجنوبية ظهر أمس.
وكشفت العمليات الإرهابية المتفرقة على مدى أكثر من 12 عاماً عن تغيّر في طرق التنفيذ، بدأت بسيارات مفخّخة يقودها انتحاري أو أكثر تستهدف مجمعات سكنية أو منشآت حكومية أمنية واقتصادية، كما حدث حين استهداف مجمعات (أشبيليا) و(الحمراء) و(المحيا) السكنية في مدينة الرياض 2003، أو مبنى الأمن العام في حي الوشم وسط العاصمة، والمحاولة الفاشلة لتفجير مبنى وزارة الداخلية، ومركز تجنيد قوات الطوارئ شرقي الرياض والاقتحام المحبط لموارد النفط في بقيق شرقي السعودية وفي ينبع غربيها. وحاولت عناصر الفئة الضالة استهداف مقار بعثات دبلوماسية أجنبية في السعودية أو عناصر غربية عاملة في البلاد، لكنّها سرعان ما عادت لتتقصّد السعوديين على نحو مباشر وتبدأ في تنفيذ عمليات منفردة تجاه مواطنين من رجال أمن وغيرهم باستخدام أسلحة مباشرة أو أحزمة ناسفة. ووصلت الجماعات الإرهابية إلى ذروة الشذوذ الفكري والعقائدي بعمليات طالت بيوت الله خلال العام الجاري، راح ضحيتها مصلّون في الدّالوة في محافظة الأحساء، والقديح في محافظة القطيف، والعنود في الدمام، وكلها كانت في المنطقة الشرقية، في تحرّك واضح من قبل العناصر المنفّذة، لتأجيج الفتنة الطائفية وتفتيت اللحمة الوطنية. وجاء تفجير مسجد مقر قوات الطوارئ في منطقة عسير ظهر أمس وأدّى إلى استشهاد نحو 15 من رجال قوات الطوارئ ليعطي دلالة جديدة على أن (الفئة الضالة) مهما غيّرت من أساليبها وتنظيماتها، تظل تستهدف السعودية بكل مكوناتها الشعبية.