سعود الدوسري .. أجَّل إجراء عملية في قلبه لزيارة والدته في المستشفى
لم يتمالك الإعلامي سعود الدوسري، نفسه قبل وفاته، عندما بلغه نبأ دخول والدته مستشفى قوى الأمن في مدينة الرياض، وتحديدا في وحدة العناية المركزة، ليطير إلى العاصمة السعودية، وأجل حينها إجراء العملية الجراحية في قلبه، كان الأطباء قد قرروا إجراءها له في أسرع وقت ممكن في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس.
وكان الراحل سعود الدوسري- رحمه الله، يعاني تضخما في القلب، أقر الأطباء وقتها بضرورة سرعة إجراء عملية جراحية له تفاديا لحصول مضاعفات، إلا أنه فضل زيارة والدته المرقدة في وحدة العناية المركزة في الرياض للاطمئنان والوقوف على صحتها، ومن ثم السفر بعدها إلى باريس لإجراء العملية الجراحية، إلا أن قدرة الله- سبحانه وتعالى- حالت دونه ودون إجراء العملية.
يصف لـ"الاقتصادية" عبد الرحمن الحقباني (ابن أخت سعود الدوسري رحمه الله)، الفقيد بأنه كان من الشخصيات الهادئة المتمتعة بأخلاق عالية، طيب المعدن، ومحبوبا داخل أوساطه الاجتماعية، الجميع يكن له المودة والاحترام والتقدير، مضيفا: "في زيارته الأخيرة إلى العاصمة الرياض وخلال زيارته جدتي، قبل أسبوع تقريبا، قد كان يقول لنا إنه يعاني تعبا لم يبلغنا إياه، وأنه سيذهب للعلاج في باريس".
ويتابع الحقباني حديثه قائلا: "نحن جميعا داخل عائلتنا نفخر كثيرا بمواقف الراحل سعود الدوسري مع زملائه وأصدقائه ومحبيه عندما نسمع عنها أو نشاهدها، علاقاته واسعة وكبيرة، الكل اتفق على احترامه وتقديره ومحبته، فهو ذو سمعة طيبة حسنة بشوش ودائما مبتسم".
ونقب ابن أخت الفقيد سعود الدوسري عن محاسن خاله، وهو يتعامل مع أخته التي تكبره سنا، حيث يبين أن الفقيد كان يكن كل مودة واحترام وتقدير لأخته التي تكبره سنا"، مضيفا: "الراحل كان يفعل كل عمل خيري طيب بصمت وكأنه لم يفعله ولا أحد يعلم عنه". وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعية، خلال اليومين الماضيين، نبأ وفاة الإعلامي سعود الدوسري- رحمه الله، ببالغ الحزن والأسى، فقد عرفه الناس ومحبوه ومتابعوه قبل عقود من الزمن في شاشات التلفزيون وهو يطل عليهم بابتسامته التي لا تفارقه على الإطلاق، كما عرفه أيضا إنسانا بشخصية واحدة سواء كان داخل أستوديوهات القنوات التلفزيونية أو خارجها في الشارع.
وتفاعل المغردون في موقع تويتر، وعبر وسم #سعود_الدوسري في ذمة الله، وعلى نطاق واسع، المشاركات الأخيرة والتغريدات التي كتبها الفقيد قبل وفاته، مبتهلين إلى المولى جل وعلا بالدعاء للمغفور له بإذن الله، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته. فيما قال الدكتور عبد الرحمن الحقباني (أخ الراحل سعود الدوسري رحمه الله) عبر حسابه الشخصي في موقع "تويتر": "إن سعود بدأ حياته طالباً في تحفيظ القرآن، كان سليم الصدر عف اللسان وديعا طيب المعشر حييا قليل الكلام والداه صالحان"، وتابع: "من لطف الله به وبنا أن ودعنا وداعا لافتاً؛ إذ كان في مثل هذه الليلة في منزلي (يعني الجمعة قبل الماضي)، وقد طلب أن أجمع له فقط إخوانه، وأخواته وأولادهما، مبيناً أن سعود (رحمه الله) جاء الخميس الماضي من فرنسا لزيارة والدته المنومة في العناية المركزة، وكنت عندها وكان هو أيضاً يشكو مرض قلبه، وأكد لي أنه ساع في العلاج".
وطالب الحقباني المغردين في "تويتر" بالدعاء للمرحوم بالرحمة والمغفرة، قائلا: "إن رحمة الله قريب من المحسنين"، منوهاً إلى أن آخر تغريدة له بالقرآن، وأول تعليمه بالقرآن، وأول عمل له في إذاعة القرآن، مبيناً أن جثمان سعود ما زال في فرنسا، وهو محل عناية ورعاية سفارة خادم الحرمين الشريفين، فمن أول خبر وفاته وهم يرعونه ويتابعون أمره.