مثقفون يطالبون بتجديد آلية «سوق عكاظ» وإخراجه عن «المحلية»

مثقفون يطالبون بتجديد آلية «سوق عكاظ» وإخراجه عن «المحلية»

طالب عدد من المهتمين بالشأن الثقافي، وبسوق عكاظ تحديدا، بتجديد الآلية التي يسير بها مهرجان سوق عكاظ التاريخي، الذي يقام بشكل سنوي شمالي محافظة الطائف، وذلك خلال تسع نسخ بدأت عام 1428هـ، بعد أن انقطع السوق عام 1429، داعين إلى تغيير الصورة السائدة في كل مهرجانات السوق، وإخراجه عن الطابع المحلي البحت.
وأكد المهتمون بالسوق أنه على الرغم من أن النسخة التاسعة هذا العام تكاد تكون مختلفة قليلا عن المهرجانات السابقة، في ظل ما تشهده فعاليات السوق من تطوير دوري، إلا أن هناك نوعا من النمطية لا يزال العلامة السائدة في كل مهرجانات السوق منذ انطلاقه وإعادة الحياة إليه عام 1428.
وقال لـ"الاقتصادية" مناحي القثامي، أحد الأدباء والمثقفين في محافظة الطائف، وأحد المهتمين بسوق عكاظ، إن هناك نمطية في السوق، حيث اتخذت مسار نمطية معينة، وفي مهرجان هذا العام، لا يزال يدور في محور النمطية السابق، لافتا إلى أنه لا جديد يمثل "عكاظ"، فمراحله السابقة هي ذاتها، فالجديد تكرار ما حصل في أعوام سابقة، مبينا أن ذلك حدث في ظل عدم إلمام ومعرفة تامة لما كان يجري في سوق عكاظ في السابق، مستثنيا نشاط جادة عكاظ من النمطية، كونها تمثل شيئا من ماضي السوق.
وأضاف،"ما زلنا نسير في ظل التقليد، أتمنى التجديد، بحيث لا يتعارض ذلك مع خصوصية سوق عكاظ، وعدم الخروج عنها، إضافة إلى القضاء على النمطية السابقة المتكررة، ولا يمنع الأخذ بالأشياء المعاصرة من دون خدش قيمة هذا السوق"، وتابع: "سوق عكاظ كان محفلا عالميا، ومنبرا للتجارة، وحل المشاكل، لذا أتمنى ألا يقتصر على المحلية".
من جهته، أوضح لـ"الاقتصادية" عيسى القصير، الباحث التاريخي، أن سوق عكاظ بدأ عام 586م، وانتهى عام 747م، الموافق لسنة 129هـ، ثم انتقل إلى العراق، قبل أن يعود مجددا عام 1428هـ، مشيرا إلى أن مدته كانت 161 سنة، لافتا إلى أنه كانت تحضر السوق جميع القبائل العربية من اليمن إلى الشام، فهي سوق تجارية، وثقافية، وأدبية، لافتا إلى أن كل نسخ السوق التي بلغت تسعا جاءت ضمن نمط واحد لم يتغير أي شكل فيها، مطالبا اللجان المسؤولة بالتجديد في سوق عكاظ، ولا سيما أنه كان محطة تجارية، واقتصادية في الجزيرة العربية، من اليمن إلى الشام، حيث كانوا يأتون إليه من الأردن، ومصر، واليمن وغيرها، كما طالب الباحث التاريخي، بأن تكون السوق على مستوى الدول العربية والإسلامية، من خلال مشاركتها في فعالياته، بالمنتجات والأزياء، وغيرها، وأضاف "النمط التقليدي منذ تسع سنوات، فقد تركز في الجادة، والسوق، ونحن هنا لا نقلل من جهود العاملين، واللجان، والجهات الحكومية، لكن ينبغي أن تتغير مفاهيم العرض والأداء، فهي سوق عربية إسلامية".

الأكثر قراءة