المشاركة في الانتخابات
عندما انطلقت الانتخابات البلدية الأولى، كنت من الذين أتيحت لهم الفرصة للمشاركة في مراقبة هذه الانتخابات، تحت مظلة مؤسسات المجتمع المدني، ومن خلال هيئة وجمعية حقوق الإنسان وهيئة الصحفيين السعوديين... إلخ.
كان من نصيبي أن أكون ضمن فريق المراقبين في أحد المراكز الانتخابية في الدمام.
الإقبال على الانتخابات وقتها بدا كبير. حماس الناس لخوض التجربة في ذلك الحين، جاء لعدة أسباب، منها حجم الآمال الملقاة على عاتق المجالس البلدية.
عندما باشرت المجالس البلدية مهامها، واجه بعضها إشكالات مع بعض رؤساء البلديات، الذين كانوا يتعالون على أعضاء المجالس البلدية الذين وصلوا بالانتخاب. لم يطل هذا الأمر، إذ جاءت اللوائح لتنصف الأعضاء المنتخبين.
بالنسبة لمن أدلوا بأصواتهم في الانتخابات البلدية الأولى، لم تتحقق الآمال التي يعولون عليها، وبالنسبة لأعضاء المجالس البلدية المنتخبين، كان العذر الذي يقدمونه: أن البلديات لم تكن تتجاوب معهم، وأن بعضهم خاضوا سلسلة من الخلافات مع رؤساء بعض البلديات.
اليوم نحن نتهيأ لخوض انتخابات جديدة، واكبتها أنظمة جديدة، وواكبها أيضا تمكين للمرأة تصويتا وترشيحا.
وبالتالي فهناك متغير إيجابي في الصورة. لكن هل يكفي هذا الأمر لكسب الحماس من قبل من خاضوا تجربة التصويت الأولى؟
البعض يرى أن الإقبال لن يكون بكثافة المرة الأولى نفسها، وهم يعززون رأيهم بالاستشهاد بالأرقام.
ولكنني وكثيرين، نتمنى أن تتزايد أرقام المشاركين والمشاركات في التصويت، إذ إن ممارسة هذا الحق فرصة سانحة لدعم اختيار ممثلين من الجنسين، ذوي كفاءة تساعد على إثراء المجالس البلدية.
الانتخابات البلدية السابقة شهدت مظاهر إيجابية ومظاهر سلبية منها القوائم الجاهزة التي كانت تصل إلى الشخص ليصوت لها. هذه المخالفات معروفة في كثير من مجتمعات العالم الثالث، ولا يجوز الارتهان لها،.. إذ إن اختيارك ينبغي أن يكون نابعا من قناعتك بالبرنامج والرؤية التي يطرحها من يرغب في الترشح للانتخابات البلدية.
المشاركة في التصويت، وبذل الجهد في التعرف على المرشحين والمرشحات وبرامجهم، خطوة مهمة جدا، وهي تعطي للمشاركة فاعلية حضارية نحن في أشد الحاجة إليها.