الصينيون يطرحون إقامة تحالفات مع السعوديين في مشاريع النقل العام بالحافلات
فيما شهدت ورشة عمل حضرها مسؤولون ومختصون صينيون وسعوديون في جدة، بحث التعاون المشترك في مجال "النقل العام بالحافلات" وتطوير التحالفات بين البلدين، أكد لـ"الاقتصادية" زاهنج مينج القنصل التجاري الصيني في جدة، أن هناك توجهات قوية مشتركة بين البلدين لرفع حجم التعاون التجاري والاقتصادية بشكل كبير بين البلدين.
وقال مينج خلال ورشة عمل بعنوان "تبادل الخبرات في إدارة وتشغيل حافلات النقل العام"، استضافتها الغرفة التجارية الصناعية في جدة، إن "التعاون الاقتصادي والتجاري جزء مهم بين العلاقات السعودية الصينية، حيث تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط من المملكة، حيث تصدر يوميا نحو مليون برميل من النفط الخام إلى الصين، وكذلك تستورد المملكة من الصين كل عام الكثير من الآلات الميكانيكية والسيارات والمنتجات الصناعية الخفيفة والخضراوات والفواكه".
وبين أن الحكومة الصينية تهتم كثير بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إضافة إلى تشجيع الشركات الصينية على العمل وتطوير تحالفاتها وشراكاتها مع الشركات السعودية خلال الفترة المقبلة.
من جهتهم، دعا عدد من المختصين السعوديين والصينيين في مجال النقل إلى ضرورة تطوير صناعة النقل العام بالحافلات في المملكة، ولا سيما مع التطور الكبير في هذا المجال دوليا، وما يمثله النقل العام في المملكة من أهمية بالغة مع تنفيذ مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام في مدينة الرياض وما يتضمنه من محطات للقطار والحافلات.
وطالب المختصون بزيادة التعاون الصيني السعودي في مجال «النقل العام بالحافلات»، مع العمل على تعزيز التقنية التشغيلية والإدارية، خاصة أن المملكة أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وشمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط حسب إحصاءات رسمية صينية العام الماضي، مع نمو الصادرات الصينية إلى المملكة فيما يخص صناعة الحافلات.
وقدم عدد من المختصين الصينيين، خلال الورشة التي افتتحها نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة زياد البسام، عرضا لأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا النقل العام بالحافلات من تقدم وتطور صناعي في الصين، من خلال مختصين في مجال النقل بالحافلات ممثلين لشركة قوانغشي يوشاي المحدودة لصناعة الحافلات.
وأوضحوا أن «قوانغشي يوشاي» من أهم اللاعبين في سوق الحافلات في الصين، وأن منتجاتها ومحركاتها تستخدمها أشهر العلامات التجارية الصينية في صناعة الحافلات مثل يوتونج وجولدن دراجون وسين وين وهيجر، مشيرين إلى أن الحافلات الصينية تسهم في حل المشكلات المرورية على الطرق السعودية وتقدم خدماتها في عديد من مدن المملكة بهدف توفير كفاءة عالية من احتياجات السكان فيها مع تعزيز قدرات خدمة النقل سواء في النقل المدرسي أو النقل العام أو خدمات نقل الحجاج والمعتمرين.
فيما تضمنت الورشة عرض أربع حافلات للتعريف المباشر بأحدث التقنيات الصينية في هذا المجال، حيث أشار المختصون الدوليون إلى أن سوق الحافلات الصينية للنقل شهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، من خلال توجه عام بتعزيز خدمات الحافلات التقنية بالتطوير البحثي، مع العمل على ارتفاع مستوى التخصصية والأمن والسلامة، مشددين على أن مسؤولية الشركة عن جودة الحافلات كبيرة جدا ومهمة للغاية.
وأشار المشاركون بالورشة إلى أن هناك زيادة طلب على النقل العام بالحافلات في المملكة، فوزارة التعليم لديها توجه بدعم الجهات المعنية بتحديث خدمة النقل المركزي، حيث إن سوق الحافلات المدرسية تتسع بصورة مطردة سنويا، وأوضحوا أن سوق الحافلات المدرسية في المملكة تمر بمرحلة تنمية كبرى في السنوات الأخيرة ولكنها بحاجة إلى مزيد من التطور على المستوى الفني والتقني والقانوني.
واعتبر المختصون أن وزارة الحج مهتمة بصورة كبيرة بمجال النقل بالحافلات للمعتمرين، خاصة في موسم الحج لاستيعاب الأعداد الكبيرة لحجاج الداخل والخارج، وأيضا وزارة النقل مع تضاعف أهمية النقل العام في المملكة في ظل تنفيذ مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض وما يتضمنه من النقل بالحافلات ومحطاتها في عديد من الأماكن في العاصمة.