«افتح يا سمسم» بشكله الجديد .. يسبح عكس التيار

«افتح يا سمسم» بشكله الجديد ..  يسبح عكس التيار

لا تزال الدكتورة وفاء السبيل الخبيرة في أدب الطفل، تتذكر جيداً جلسات العصف الذهني التي جمعتها بنخبة من التربويين وعلماء اللغة وعلم النفس والوسائل التعليمية قبل أكثر من 35 عاماً، لوضع أهداف وتصورات النسخة الأولى من برنامج الأطفال الأشهر خليجياً "افتح يا سمسم".
وعزت السبيل التي تحمل تخصص الأدب المقارن، نجاح البرنامج في ذلك الوقت إلى ورش العمل التي حددت أهدافاً ونفذتها، فحقق "افتح يا سمسم" نجاحاً بسقف مرتفع لم تصل إليه برامج الأطفال الأخرى حتى اليوم.
ورغم مضي أعوام طويلة على توقف تصوير برنامج "افتح يا سمسم"، تبدو السبيل متفائلة بإطلاقه من جديد بالتزامن مع معرض حكايا الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، واعتبرت أن الموسم الجديد من البرنامج "سباحة عكس التيار، ففي الوقت الذي يسعى أولياء الأمور بكل ما أوتوا من عزم إلى دفع أبنائهم لتعلم اللغة الإنجليزية كلغة عالمية، فإن بمقدور البرنامج أن يعدل البوصلة التربوية تجاه اللغة التي لا بد أن تدعمها برامج توجد روح الانتماء إليها".
وشددت على أهمية مهرجان حكايا في تحفيز فئات المجتمع كافة خصوصاً النشء على القراءة والكتابة. وتابعت: "مع أن التقنية اختطفت أنظار الأطفال إلا أن الحكاية تبقى المؤثر التربوي الأشد تأثيراً في الطفل أياً كانت ظروفه الثقافية فهي تجمع المتفرق وتوحد المختلف"، مضيفة أن الحكاية لا تبدأ مع الصف الأول، فاعتياد الطفل على الكتاب يجب أن يبدأ من عمر السنتين أو أقل، فيما تعد قراءة النصوص على الطفل في سن الرابعة أمراً متأخراً جداً.
ولفتت إلى أن حكايا الطفل هي العملة الموحدة لشعوب العالم، فالأصل في كل حكاية هو صراع الخير والشر، والنهاية في كل حكايا الأطفال خير ينتصر بعد ممر من الصعوبات، فالحكايا هي وعاء حكمة الشعوب المتوارث جيلاً بعد جيل، مشيرة إلى أن حكايا التراث الشعبي في نجد التي جمعها الأديب عبدالكريم الجهيمان للمرة الأولى عبر سلسلة من خمسة أجزاء بعنوان "موسوعة الأساطير الشعبية في شبه الجزيرة العربية" حفلت بكثير من النصوص التي تتفق في جوهرها مع قصص عالمية مشهورة.
يذكر أن زوار "حكايا" سيشاهدون عرض أول حلقة تلفزيونية من برنامج "افتح يا سمسم" بحلته الجديدة بعد انقطاع دام 35 عاماً، وذلك على مسرح المهرجان خلال حفلة لتدشين "افتح يا سمسم" بالتزامن مع بثها في قنوات تلفزيونية.
ومن بين خمسة أجنحة يضمها المهرجان، خصص منظمو "حكايا" جناحاً باسم "افتح يا سمسم"، يقدم للزوار عروضاً مسرحية متميزة، بمعدل عرضين يومياً، وبمشاركة الشخصيات الرئيسة في البرنامج، ويتيح للحضور الالتقاء بشخصيات البرنامج والتقاط الصور معهم ومحاورتهم، كما خصص الجناح فقرات لرواية قصص من حلقات البرنامج على الأطفال بطريقة الحكواتي، يقدمها شخصية "راشد" في "افتح يا سمسم"، وكاتبة أشهر حلقات البرنامج المتخصصة التربوية الدكتورة فاطمة الخوجة.
واستعان البرنامج في نسخته الجديدة بكوادر عربية من الموهوبين والخبراء لكتابة الأفكار والقصص والأناشيد بحسب الدكتورة كايرو عرفات المدير العام لشركة "بداية" المنتجة لـ "افتح يا سمسم"، التي أشارت إلى أن شخصيتي "نعمان" و"راشد" أشهر شخصيات البرنامج سيقدمها شابان سعوديان تميزا بالموهبة والقدرة على تحريك الدمى وإتقان أدوار الشخصيتين.
وجرى تصوير غالبية حلقات البرنامج في أماكن مفتوحة بمشاركة نحو 250 طفلاً، لتشجيع الأطفال على الحركة وممارسة الرياضة والتغذية الصحيحة مع التركيز على الأهداف التربوية.

الأكثر قراءة