60 ألف زائر لمهرجان «حكايا» تمهد الطريق لنسخة ثانية

60 ألف زائر لمهرجان «حكايا» تمهد الطريق لنسخة ثانية

سجّلت شخصيات برنامج الأطفال التعليمي الشهير على النطاق الخليجي "افتح يا سمسم" حضوراً لافتاً، في أول ظهور لهم، لحظة تقديمهم لجمهور وزوار مهرجان "حكايا"، الذي نظمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات، واختتم البارحة الأولى وسط إقبال جماهيري كبير، قدّره المنظمون منذ انطلاقه الثلاثاء الماضي وعلى مدى خمسة أيام، بما يتجاوز 60 ألف زائر.
وأعادت شخصيات "نعمان، ميسون، قرقور، وكعكي" الحنين إلى جيل عايشها خلال ظهورها في نسختين سابقتين من برنامج "افتح يا سمسم" الذي عرضته تلفزيونات دول مجلس التعاون الخليجي في الثمانينيات الميلادية، ولا يزال بعض من أناشيد تلك الشخصيات حاضرا في أذهان ذلك الجيل، الذي ينتظر النسخة الحديثة من البرنامج بصفته أباً أو أماً، يطمح في أن يحافظ "افتح يا سمسم" على هويته التي طالما أبهرته خلال طفولته، وليحظى أطفاله بذات الإبهار والذكريات.
هذه الأمنيات والطموحات تجلت خلال حضور الأباء والأمهات من ذلك الجيل داخل أروقة مهرجان "حكايا"، مصطحبين معهم أبناءهم وبناتهم لينالوا جرعة ترفيهية تعليمية تفرد بتقديمها المهرجان، منتظرين الظهور الأول لشخصيات "افتح يا سمسم" بشوق وشغف، إلا أن إطلالة "نعمان، ميسون، قرقور، وكعكي" دفعت أولئك الآباء والأمهات إلى مسابقة صغارهم من أجل تبادل التحايا والتقاط الصور التذكارية مع هذه الشخصيات، مستذكرين ضحكاتهم وأهازيجهم وطرائفهم والمبادئ التي استطاعوا غرسها، لتنبت داخل ذلك الجيل وقود إنجاز ونجاح، راجين أن تتمكن شخصيات المسلسل الجديدة "شمس، راشد، وأمل" المنتظر من أن تشارك الشخصيات القديمة حلقات البرنامج في نسخته الجديدة، وأن تتخذ من نعمان ورفاقه قدوات في حجم التأثير في جيل اليوم، ولا سيما في خضم تحديات تتمثل في مزيد من الخيارات الترفيهية المتاحة للطفل عن ذي قبل. ولفت نظر الحضور إلى مهرجان "حكايا" إصرار الأطفال على تسمية المهرجان بـ "افتح يا سمسم"، نظير حماسهم وشغفهم للقاء الدمى والشخصيات، التي أسهمت في حوارات الأطفال التي دامت لأسابيع مع آبائهم وأمهاتهم، ملأتهم خلالها لحظات خيالية مفعمة بالجمال الذي عاشه الآباء قبل عقود، عندما كانوا في مثل سنهم الصغيرة، لكن سرعان ما يستعيد شعار المهرجان الأصلي "حكايا" مكانته لدى الأطفال، الذين وجدوا من خلال أركانه المنوعة جملة من المضامين التعليمية التي قدمت في قالب ترفيهي جذاب للأطفال أسهمت في اكتشاف مخزون إبداعي لديهم من خلال المتخصصين القائمين على ركن "مصنع حكايا" المتضمن قسم "نكتب" لتعليم فن كتابة القصص وقسم "نرسم" لتعليم فن رسم شخصيات الحكايا وقسم "نروي" لتعليم فن إلقاء القصص والحكايات وقسم "نحرك" لتعليم فن تحريك الرسوم في الحكايات، لتنتهي بعد ذلك رحلة لأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً.
وأكدت اللجنة المنظمة للمهرجان أن فعاليات "حكايا" عبر الأركان التفاعلية، أسهمت كثيراً في تزايد الزوار يومياً، إلى جانب تنوعها، ومخاطبتها جميع أفراد الأسرة، الذين لن يحتاجوا إلى التفكير طويلاً لإيجاد الفعالية المناسبة لهم، واستندت اللجنة في هذا الاستنتاج إلى الإحصائيات التي سجلت طوال أيام المهرجان الخمسة، التي بدأت بـ 7600 زائر وزائرة في يومها الأول بينهم 2300 طالب وطالبة، بينما ارتفع العدد إلى 11200 زائر وزائرة في ثاني الأيام، بينهم 3600 طالب وطالبة، ليزيد عدد الحضور في ثالث الأيام ليتجاوز 14200 زائر وزائرة، وهكذا ظل عدد الحضور متصاعداً حتى أسدل "حكايا" الستار على نسخته الأولى بحضور ما يقارب 60 ألف زائر وزائرة، ما يؤكد أن تكرار الحكاية بـ "حكايا" لعام مقبل بات أمرا مشجعاً بل ملحا، وهو ما كشفت عنه وأكدته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
وقدمت شخصيات فعّالة ومؤثرة بأسلوبها القصصي جملة من القصص والتجارب التي حاكت زوار المهرجان من الفئة الأكبر سناً من تلك التي وجدت نفسها في "مصنع حكايا" وفي "حكايا شباب"، وركزت في قصصها على أحداث معيشة في الحياة اليومية أحياناً، أو من تراث الآباء والأجداد في أحيان أخرى، مراعين طريقة الطرح القصصي المشوق، الذي تميز به الراوي محمد الشرهان، والدكتورة فاطمة خوجة.
ولم تخلُ قصص الراوي التي قدمت في ركن "حكايا وطن" من رحلة إلى الماضي الجميل، الذي ما إن يطرق القاص أبوابه، حتى يبدأ الزوار في حجز مقاعد خصصت لرواد هذا الركن، ولا تكاد تأخذ القصص مناحٍ درامية، إلا وتواكبها كثافة من الزائرين الذين يحاولون الحصول على مقاعد إضافية، يمكن الجلوس عليها والاستمتاع بما تبقى من حكايا الراوي، ما قد يضطر البعض إلى استكمال "حكايا وطن" واقفين.
يذكر أن مهرجان "حكايا" سعى في المجمل إلى ربط مختلف شرائح المجتمع بالقراءة، خصوصاً فئة الأطفال، عبر تحفيزهم على التخيل والابتكار في صناعة القصة، وتعلم كتابتها، ورسم لوحاتها، وتصور مشاهدها، والاستمتاع بمتابعتها، إضافة إلى اكتشاف المواهب ودعمها للإبداع في الكتابة القصصية التفاعلية، وتنمية روح الحوار والتواصل، والتعريف بالتراث القصصي المحلي والعالمي، وتدريب الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال كتابة القصص، والاستفادة من التقنية الحديثة في المزج بين الماضي والحاضر وإعداد القصص التفاعلية المفيدة وتطوير آليات عرضها.

الأكثر قراءة