الهيئة تعتمد المهندسين وتقوم بتأهيلهم وتصنيف خبراتهم المهنية لضمان جودة أعمالهم
قال لـ "الاقتصادية" جميل البقعاوي رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين، "إن الشهادات الهندسية المزورة قد تكون أحد أسباب انهيار بعض المباني أو تصدعها، وهبوط أرضيات المنازل"، مرجحاً أن يكون السبب وراء تدني جودة تلك المنازل هو اعتماد بعض الشركات والمقاولين على مهندسين شهاداتهم غير موثقة، مشيرا إلى أن تطبيق نظام الاعتماد على جميع المهندسين، أسهم في اكتشاف عديد من الشهادات الهندسية المزورة.
وحول إمكانية رصد "الهيئة" مباني ومنازل متهالكة أو على وشك الانهيار، بسبب ضعف جودة البناء وتلاعب بعض العقاريين في مواد البناء، أوضح أن "الهيئة" تراقب الحوادث التي تحدث في هذا المجال، ولكن لا تقوم بدور التفتيش المباشر على تلك المباني، لأنه ليس من مسؤولياتها ومهامها، ولكن قد تسهم في تقديم الرأي والمشورة الفنية، إضافة إلى فض بعض القضايا والنزاعات التي ترد إليها، والتي تُطلب منها بشكل رسمي من خلال مركز التحكيم الهندسي التابع للهيئة.
وأكد البقعاوي أن الهيئة السعودية للمهندسين تمتلك مركزاً للتحكيم الهندسي، يحتوي على عديد من المحكمين والمختصين الفنيين لتولي هذه المسؤولية والإسهام في فض المنازعات والقضايا التي ترد إلى مركز التحكيم، التي يُحال بعضها من الجهات الحكومية المختلفة، موضحا أدوار هذا المركز، التي منها المعاينة والكشف الفني والميداني على هذه المباني، وإعداد تقرير كامل يوضح المسببات ونسبة الخطأ والخسائر الناتجة عن هذه الأخطاء.
وأشار إلى أن "الهيئة" يقتصر دورها على تقديم المشورة الفنية في مجال اختصاصها، ولكنها لا تستطيع القيام بأي دور تنفيذي إلا إذا طلب منها ذلك. وإيماناً من الهيئة بأهمية هذا الدور، أصدر مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين في دورته الخامسة، قراراً بتشكيل لجنة وطنية للمختصين المهندسين في جميع التخصصات الهندسية لتقديم المشورة الفنية حسب ما تقتضيه الحاجة، بحيث تكون هذه اللجنة مرجعية وطنية يمكن الرجوع إليها في أي وقت تطلب الأمر ذلك.
وبشأن ما قامت به الهيئة من حث المهندسين على تقديم العمل الفني المميز، قال البقعاوي "إن الهيئة تعتمد المهندسين وتقوم بتأهيلهم وتصنيف خبراتهم المهنية لضمان جودة أعمالهم، حيث قامت الهيئة بتنظيم برامج تدريبية مدعومة ومجانية للمهندسين لتخصصاتهم الهندسية، مشيراً إلى اعتماد جائزة للتميز الهندسي، تمنح للمهندسين والمكاتب الهندسية المتميزة، كما قامت الهيئة أيضا بتطبيق نظام الاعتماد على جميع المهندسين، الذي أسهم في اكتشاف عديد من الشهادات الهندسية المزورة، التي قد تكون بعض هذه الكوارث بسببها.
يذكر أن "الاقتصادية" نشرت في جولة لها، تفاقم ظاهرة تصدع المباني وهبوط أرضيات المنازل وانهيار بعضها، في معظم مناطق المملكة في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب ضعف الرقابة من قبل الجهات المختصة، إضافة إلى ضعف جودة البناء وتلاعب بعض المستثمرين العقاريين من أجل تقليل المصاريف وزيادة الأرباح.