موقف السعودية من أبناء سورية .. وفاء للأشقاء المقيمين على أراضيها
جاءت مبادرة المملكة العربية السعودية الإنسانية، بالوقوف إلى جانب الأشقاء من أبناء سورية الموجودين على أراضيها الفارين مما يحدث في بلادهم من حرب ونكبة، وفاء منها بأهمية مد يد العون والمساعدة لأي عربي في أي بلد يتعرض للظلم والاضطهاد.
وفتحت السعودية أبوابها للسوريين كافة الفارين من مناطق الصراع في بلادهم، وشرعت لهم المدارس أيضا في مختلف المناطق السعودية، لينهلوا ويواصلوا طلب العلم، إضافة إلى المستشفيات كافة والعلاج فيها، وتم استثناؤهم في أثناء الجولات التفتيشية التي تقوم بها وزارة العمل على منشآت القطاع الخاص، بالسماح لهم العمل.
وتسعى المملكة إلى تقديم المساعدات الأخوية للأشقاء كافة الذين يعانون الأمرين نتيجة الحروب والصراع.
يقول لـ"الاقتصادية" عبدالفتاح الصياح - مقيم سوري في المملكة -، إنه يراجع مجانا بابنه الذي يعاني من مرض الصرع منذ أكثر من سنة ونصف في مستشفى الإيمان في مدينة الرياض، ويأخذ في كل شهر موعدا عند الطبيب في المستشفى للمراجعة، كما يعطيه الطبيب في المستشفى أدوية وعلاجات لابنه خاصة بمرض الصرع، كل هذه الخدمات التي تقدمها المملكة لهم بالعلاج في المستشفيات وصرف الأدوية دون مقابل، مضيفا: "موقف السعودية تجاه أبناء سورية المقيمين على أراضيها موقف إنساني عظيم، يشكرون عليه، نحن مدينون لهم هذه الوقفة الأبوية الحانية".
ويشير عبدالفتاح إلى أن أبناءه أيضا يدرسون في المدارس الحكومية وبشكل مجاني ودون قيود، مضيفا: "سجلت ابني في المدرسة بكل سهولة وهو الآن في مقاعد الدراسة ينهل العلم على أراضي هذه البلاد الطيبة"، مبينا أن عددا من أفراد أسرته كذلك يمارسون مختلف المهن والأعمال والأنشطة في مختلف المنشآت، وهناك وقفة أخوية لهم بالعمل تقديرا للظروف التي تمر بها بلادهم".
وكانت الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية قامت منذ انطلاقتها مطلع شهر رمضان المبارك 1433هـ، حتى تاريخه بتقديم الخدمات الغذائية والإيوائية والصحية والإغاثية للنازحين السوريين داخل سورية واللاجئين السوريين في دول الجوار، وسيّرت الجسور الإغاثية البرية والجوية لمباشرة توزيعها بشكل مباشر ونفّذت من خلالها جملة من البرامج الإغاثية ومشروعات إنسانية في مواقع تجمعات اللاجئين السوريين في كل من: الأردن ولبنان وتركيا، التي أسهمت ولله الحمد في تخفيف جزء من معاناة الأشقاء السوريين في ظل هذه المأساة الإنسانية غير المسبوقة على مر التاريخ التي تتفاقم يوما بعد يوم.