الملك سلمان .. إخلاص في خدمة الحرمين ورعاية الحجاج
أسرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ ليتفقد آثار حادث الرافعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة. وإذا كان يهتم بكل حادث (بصرف النظر عن حجمه) ينال من المواطنين والمقيمين والزوار، ويوجه بالمتابعة منتظرا كل التفاصيل، فكيف الحال والحادث وقع في المسجد الحرام؟ الذي أعلن أنه يتشرف بأن يكون خادمه، امتدادا لخدمة ورعاية كل الملوك الذين مروا على البلاد، بدءا بالمؤسس الراحل الملك عبدالعزيز (رحمه الله) ووصولا إلى خادم الحرمين الملك سلمان. وهو الذي قال في مكان الحادث "مكة تهمنا قبل أي مكان في الدنيا ومعها المدينة المنورة". كانت زيارة تفقدية لحادث مؤلم، وفي الوقت نفسه مناسبة لأن يطلق الملك سلمان؛ تحقيقا في هذا الحادث من أعلى قمة الحكم في المملكة.
كان خادم الحرمين الشريفين واضحا قاطعا حازما في هذه المسألة. إذا كان هناك مسؤول أو مسؤولون عن هذا الحادث، فعليهم أن يواجهوا الحقيقة، وستعلن كل تفاصيل التحقيقات على الملأ. ليست هناك حلول وسط في مثل هذه القضايا، خصوصا تلك التي تتعلق بأرواح أناس أبرياء، أتوا إلى البلاد تقربا إلى الله -عزّ وجلّ-، وتوجهوا إليه بقلوب مؤمنة مطمئنة. إنها مسألة محسومة سلفا عند خادم الحرمين الشريفين. إذا كان هناك متسبب، فليأخذ نصيبه من العقاب العادل. ورغم هذا الحزم، أعطى الملك سلمان؛ الوقت الكافي للتحقيقات، من أجل تحقيق العدالة. ولأن الأمر بهذا المستوى السامي من الشفافية، سيكون أيضا العقاب والجزاء بأعلى درجات من الشفافية، إذا ما ثبتت مسؤولية بشرية مباشرة عن حادث الحرم المكي.
أثبت خادم الحرمين الشريفين، أنه خادم صارم مخلص للحرمين، وأنه لن يسمح لأي تجاوزات مهما كانت بسيطة، أو حتى أخطاء بأن تقع. على الجميع أن يعي هذه المعادلة الواضحة. لا تهاون في أي شيء، خصوصا في المسائل التي ترتبط بأرواح الناس. كان العطف ظاهرا بأعلى درجات الصدق عند خادم الحرمين الشريفين عندما زار جرحى الحادث الأليم. وترى آثاره على الجرحى أنفسهم. كانت زيارة ولي الأمر والوالد الحنون، يطمئن على كل التفاصيل التي تتعلق بهؤلاء القادمين من أكثر من دولة في العالم. والتوجيهات السامية بتقديم جميع خدمات الرعاية والعناية بهؤلاء، وصلت حتى قبل أن يصل الملك سلمان، إلى مستشفى النور التخصصي في مكة المكرمة. هذه مسألة لا تحتاج إلى حديث في المملكة حتى في الحالات الطبيعية، فكيف الأمر بحالة كهذه؟
لا شك في أن هناك كثيرا من الإجراءات ستتخذ من أجل تفادي أي حوادث مماثلة في المستقبل.. فالحوادث عادة ما تصنع معايير جديدة. صحيح أنها مؤشر ودافع مؤلم، لكنها تمثل دافعا للتطوير واتخاذ إجراءات جديدة تحول دون وقوعها مجددا. غير أن هذا، لن يؤثر في البنية التحتية للحج نفسه، لأن الموسم الكبير سيمضي تماما كما هو مخطط له. فما قامت به المملكة في السنوات الماضية من تطوير وتحديث وتوسيع في الحرمين الشريفين، يكفل دائما مواسم حج سلسة، ومواسم أخرى بالوتيرة نفسها من الانسيابية. إن الحرمين الشريفين في أيد أمنية، وكذلك حجاج بيت الله الحرام في أمان دائم. هي مهمة مقدسة تتشرف المملكة بها، بعد أن شرفها الله بمهبط الوحي على رسول الإنسانية سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).