مسؤولون ومستثمرون: فندق سمحان التراثي يؤسس لنمط جديد للمشاريع التراثية والفندقية في المملكة
أكد عدد من المسؤولين والمستثمرين في القطاع السياحي أن فندق سمحان التراثي الذي تفضَّل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بوضع حجر أساسه سيكون من الفنادق الرائدة التي تؤسس لنمط جديد للمشاريع الفندقية والتراثية في مناطق المملكة، منوهين إلى أن هذا المشروع الذي يعد باكورة مشاريع الشركة السعودية للضيافة التراثية سيكون مشروعا اقتصاديا يوفر مداخيل للاقتصاد الوطني وفرص عمل للمواطنين، لافتين إلى ما قاله رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من أن معظم ما يدخل في مشروع الفندق التراثي من المفروشات والتزيين سيكون بأيد سعودية، إضافة إلى تشغيل الحرفيين المميزين من الرجال والنساء بالعمل على تجميل هذا المكان وزخرفته وتقديم خدماته، و أيضا الأسر المنتجة ستستفيد مستقبلا إن شاء الله من هذا المشروع من خلال وجود موقع لبيع الحرف، وبيع الأطعمة السعودية ليكون مذاقا سعوديا بالكامل.
وأوضح عبد الله بن حمد الركبان مدير إدارة التطوير العمراني في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أن تطوير الدرعية يأتي تحقيقا لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عندما كان أميرا لمنطقة الرياض ورئيسا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بأن يتم تطوير الدرعية التاريخية وفقا لخصائصها التاريخية والتراثية والبيئية والعمرانية، وجعلها قادرة على التكيف مع متطلبات العصر.
وبيّن أن تطوير حي سمحان كفندق تراثي جاء ثمرة جهود الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للعناية بالتراث العمراني من خلال تفعيله في الأداء الحضاري، مشيرا إلى أن ذلك تم عبر مجموعة من الخطوات التاريخية في مسيرة التراث العمراني في المملكة بدأت بموافقة مجلس الوزراء على تأسيس شركة الضيافة التراثية، وتوجت أخيرا بتوقيع الأمير سلطان الاتفاقية مع الشركة لاستكمال عناصر البرنامج بالاستفادة من مقومات الدرعية، مبينا أن حي سمحان أحد الأحياء السكنية ذات الطابع العمراني المميز للدرعية ويقع بجوار حي البجيري.
وقال: "بذلك يتم تحويل رؤيا الأمير سلطان بن سلمان قبل أكثر من 25 عاما لتحويل التراث العمراني من عنصر جامد يحتاج لرعاية وعناية إلى عنصر حيوي وديناميكي في أدائه قادر على الاندماج الحضري والعمراني والأهم الاقتصادي".
وأفاد الركبان أن المشروع يحقق عددا من الأهداف منها الثقافية بمحافظته على تراث الدرعية، وعمرانية بالمحافظ على مباني الحي المنسجمة مع محيطها، واقتصادية بتوفير فرص عمل فتح مجال جيد لاستثمار مواقع مشابهة.
وأوضح إبراهيم بن ناصر الناصر مدير عام السياحة الداخلية في مجموعة الطيار للسفر القابضة عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للضيافة التراثية، أن توقيع الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عقد تأجير حي سمحان في الدرعية يعد البداية الحقيقية لأعمال الشركة السعودية للضيافة التراثية لإقامة مشروع فندق سمحان التراثي فعليا على أرض الواقع، مشيرا إلى أن موقع حي سمحان في محافظة الدرعية أحد أهم المواقع في المحافظة والمنطقة ككل لوجوده بجانب أول المواقع السعودية التي تم اعتمادها كموقع تراث عالمي في منظمة اليونيسكو.
وأبان غانم الشمري عضو مجلس إدارة شركة الضيافة التراثية "نُزل" أن مشروع فندق السمحان التراثي يعد اللبنة الأساسية لانطلاق مشاريع الشركة ، مؤكدا أنه على شركة الضيافة التراثية بذل المزيد من الجهد وسرعة الإنجاز حتى يرى هذا المشروع النور ويكون صرحا يفتخر به أبناء هذا الوطن والمحافظة على تراثنا بكل تفاصيله الجميلة لكل زائر يزور هذه المنطقة التاريخية من داخل المملكة وخارجها.
ويعد فندق سمحان التراثي الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه - بوضع حجر أساسه لدى رعايته – أيده الله- حفل افتتاح حي البجيري في الدرعية التاريخية الخميس (20 جمادى الآخرة 1436هـ) باكورة مشاريع الشركة السعودية للفنادق والضيافة التراثية، وأحد المشاريع المهمة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.
وتم التنسيق لإعادة تأهيل الموقع بالاستعانة ببيوت الخبرة العالمية وفق المعايير الدولية.
وقد أنهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال المكاتب العالمية المتخصصة إعداد دراسات المرحلة الأولى "الدراسات الميدانية" التي شملت الرفع المساحي والمعماري ورفع الأنقاض وكشف الأساسات والحالة الإنشائية للمباني التراثية وتحليل التربة والدراسات التاريخية، فيما تشمل المرحلة الثانية التي سيتم طرحها لعمل التصاميم المعمارية والمخططات التنفيذية والتفصيلية للمشروع، وذلك من خلال الشركة السعودية للضيافة التراثية.
و تأتي الشركة ضمن مرحلة جديدة من دعم الدولة واهتمامها بالاستثمار في مواقع التراث العمراني ترسيخا لأهميتها في الذاكرة الوطنية، ولتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج، وذلك من خلال مشاركة الدولة في تأسيس الشركة بقرار مجلس الوزراء رقم (93) بتاريخ 1 /4 /1434هـ
وقد تم إطلاق "الشركة السعودية للضيافة التراثية" برأسمال 250 مليون ريال، من خلال حفل توقيع عقد التأسيس برعاية الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (الأحد 12 ربيع الآخر 1436هـ) في المتحف الوطني بالرياض، بحضور عدد من الوزراء وأمناء المناطق، وأعضاء مجلس إدارة الهيئة.