مصابون في «التدافع»: وجدنا في المملكة رعاية لم نجدها في بلادنا

مصابون في «التدافع»: وجدنا في المملكة رعاية لم نجدها في بلادنا
مصابون في «التدافع»: وجدنا في المملكة رعاية لم نجدها في بلادنا

عبر عديد من المصابين في حادث منى، الذين تم نقلهم إلى مجمع الملك عبدالله الطبي شمال جدة، عن عظيم شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين والقطاعات الصحية في المملكة، لما لاقوه من اهتمام وعناية فائقة، لم يجدوها في مستشفيات بلادهم، على حد وصفهم.

جاء ذلك خلال جولة لـ"الاقتصادية"، قامت بها على عدد من مصابي حادث التدافع، حكى فيها المصابون عن اللحظات التي عايشوها خلال الحادث، مبدين إعجابهم بالعناية التي لمسوها من قبل حميع المسؤولين.

من جهته قال الحاج الإندونيسي آدم الذي يبلغ من العمر 45 عاماً : " أصبت بمرض عضال في جسدي منذ أكثر من عام، لكني لم أراجع المستشفيات في بلادي لارتفاع التكلفة، إضافة إلى قلة الخدمات"، مشيراً إلى أنه عند وصوله إلى مطار الملك عبدالعزيز، سقط مغشياً عليه في المطار، فتم نقله مباشرة إلى مستشفى شمال جدة، فتبين أنه مصاب بهزال شديد، ونقص حاد في الهيموجلوبين في الدم، مما أثر في وظائف الكلى وغيرها من الأعضاء، مؤكداً على العناية الفائقة والمجانية التي لاقاها في المستشفى.

#2#

وذكرت الحاجة الباكستانية جيفوريا طارق، اللحظات التي عاشتها أثنا الحادث، قائلاً : " لم أكن أتخيل يوماً أن يكون جسدي جسراً لعبور أقدام البشر، وذلك بعد أن سقطت على الأرض وفقدت القدرة على النهوض، رغم محاولاتي المتعددة، حينها شعرت أن ساعة وفاتي قد حانت"، مضيفة: " قدرة الله هي التي أنقذتني، فقد فقدت الوعي، ولم أفق إلاّ في المستشفى، لأجدني محاطة بالعديد من الأطباء والأجهزة المتطورة"، مشيرة إلى إصابتها في منطقة الحوض والأرجل، وخضوعها لعناية طبية فائقة من قبل الكوادر الطبية المتواجدة في المستشفى، الذين يترددون على غرفتها باستمرار.

أما الحاج ساكين ليف من الجنسية الإندونيسية، الذي وقع هو الآخر على الأرض، وأصيب في الرأس نتيجة لهذا السقوط، قال: "كان الزحام شديدا بين الحجاج، ولم أجد مخرجا للنجاة أو الابتعاد عن الكتل البشرية التي كانت تتدافع بقوة، وفي لحظة لم أتمالك نفسي فارتطمت بالأرض، ولم أشعر بنفسي إلا هنا في المستشفى".

وأما الحاجة سعدية محمد من الجنسية العراقية فكانت أكثر حظاً من جفيوريا طارق وساكين ليف، إذ استطعت الوصول إلى جمرة العقبة قبل ازدحام الطرق المؤدية إلى الجمرة، وقالت: "لم تكن هنالك أي صعوبة تذكر أثناء الذهاب لرمي الجمرة العقبة، إذا كانت حركة السير جيدة ولم يوجد ازدحام نهائياً".

واستدركت بالقول: "ولكني تفاجأت في طريق العودة، بوجود ازدحام وتدافع بين الحجاج الذين في طريقهم إلى رمي جمرة العقبة، ورأيت حالات عدة بعد عودتي لزوجي المنوم في مستشفى النور في مكة المكرمة إثر إصابته بالمرارة"، مشيدة بالجهود الطبية الكبيرة التي تبذلها مستشفيات المملكة بالمجان، موضحة أنها لم تجد خدمات صحية مماثلة في بلادها.

منوهة إلى أن إدارة مستشفى النور، قامت بنقلها كمرافق لزوجها لاستكمال علاجه في مجمع الملك عبدالله الطبي في جدة، مثمنة الجهود التي تقوم بها الحكومة السعودية من رعاية واهتمام لحجاج بيت الله تعالى، مضيفة: " إن السعودية تبذل جهودا كبيرة في رعاية الحجاج ولا سيما الرعاية الصحية".

من جانبه أشار الحاج أحمد سلمان "عراقي الجنسية" إلى وجوده في المستشفى لتلقي العلاج من مرض عارض، أصيب به أثناء أدائه فريضة الحج، مشيداً بالجهود والخدمات التي تقوم بها السعودية لحجاج بيت الله.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور مبارك بن حسن عسيري مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة: " إن عدد الحالات التي تم تحويلها لمستشفيات محافظة جدة، وصلت إلى 193 حالة على النحو التالي : 46 حالة في مجمع الملك عبدالله الطبي في شمال جدة منها 24 حالة عناية مركزة، 15 حالة في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز ، إضافة إلى 14 حالة في مستشفى شرق جدة منها 10 حالات في العناية المركزة، كما تم نقل 104 حالات إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني منها 24 حالة عناية مركزة،و 10 حالات في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة، إلى جانب حالتين في مستشفى الدكتور بخش عن طريق ذويهما، وحالة واحدة في مستشفى الجدعاني.

الأكثر قراءة