الكشافة.. من أفراد في حفظ النظام إلى رسل سلام للعالم
تعود بداية الحركة الكشفية في السعودية لعام 1353هـ عندما أمر الملك عبدالعزيز- رحمه الله- بإدخالها في المدارس عن قناعة بمبادئها وحسن أهدافها، وبعد مضي سبع سنوات كون مدير مدارس النجاح الليلية عبدالله خوجة - رحمه الله - أول فرقة كشفية عام 1361هـ بجهود فردية، وكان من مهام الفرقة حفظ النظام والقيام بالخدمة العامة في المدرسة.
وتكونت بين عامي 1362 و1363هـ فرقة أخرى بالمدرسة الصولتية بمكة المكرمة على يد عبدالله خوجة نفسه، وكان لها نشاط بارز ورحلات متنوعة ميّزها زي أعضائها الذي كان عبارة عن بنطلون وقميص كاكي مع الغترة والعقال، وفي عام 1364هـ تكونت فرقة كشفية في مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة والمعهد العلمي السعودي، بمسمى فرقة كشافة المعهدين، بإشراف إسحاق عزوز وعمر عبدالجبار- رحمهما الله- وعبدالله بغدادي.
ومع تحول مديرية المعارف في المملكة إلى وزارة المعارف عام 1373هـ أنشئت إدارة التربية الرياضية والاجتماعية، وكان من اختصاصاتها نشر الحركة الكشفية في المدارس الثانوية والمعاهد العلمية. وفي عام 1374 / 1375هـ صدر تنظيم لتكوين الفرق الكشفية النظامية، إدراكاً للدور الإيجابي الذي تقوم به الحركة الكشفية في تنشئة جيل يسهم في خدمة المجتمع.
ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحركة الكشفية تأخذ بعداً أكثر تنظيماً، وبرزت في مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة طليعة كشفية واحدة، ثم بفرقة مكتملة، أعقبها التوسع في الأفراد والقيادات على أيدي متخصصين في الحركة الكشفية، مثل صالح غانم، وأحمد شافعي، ومبروك فهمي، ولطفي عبدالحميد السيد وغيرهم.
وشهد عام 1376هـ ميلاد فكرة تكوين جمعية الكشافة، من خلال ما جاء في توصيات اجتماع مسؤولي وزارة المعارف ومسؤولي النشاط المدرسي برئاسة أول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- حيث أوصى المجتمعون بتكوين هيئة تتولى تنظيم العمل في ميدان التربية الكشفية من أجل توجيه هذه الحركة والنهوض بها.
وصدر في عام 1381هـ مرسوم ملكي يقضي بتكوين جمعية الكشافة العربية السعودية واعتبارها هيئة ذات شخصية اعتبارية مقرها الرئيس مدينة الرياض، وفي عام 1383هـ تم تسجيل جمعية الكشافة العربية السعودية عضواً بالمكتب الكشفي العالمي. وكانت الفرقة تؤدي أنشطتها في نادي الكشافة ببستان المدرسة في منطقة الزاهر بمكة المكرمة، وقد أسهمت الفرقة في المهرجانات والعروض، خصوصاً مشاركاتها في المهرجان الكبير الذي أقيم عام 1364هـ بمناسبة قدوم الملك عبدالعزيز- رحمه الله- إلى مكة المكرمة.
وشهدت أواخر السبعينيات الهجرية تفعيل نظام الخدمة العامة في موسم الحج بمشاركة مجموعة من كشافي العاصمة المقدسة، ثم توالى الأمر كذلك بمشاركة كشافي مدينة جدة والطائف إلى عام 1382هـ حيث بدأت الخدمة العامة رسمياً ترعاها جمعية الكشافة العربية السعودية، وكان يقودها صالح غانم بمشاركة 150 كشافاً من أنحاء المملكة الذين أظهروا تفانيهم في هذه المهمة العظيمة، وكانوا محل إعجاب المسؤولين والحجاج بهم.
وفي نوفمبر عام 2001، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- وكان وقتها ولياً للعهد، الكشافين في جميع أنحاء العالم ليكونوا “رسلاً للسلام”، بهدف تفعيل ثقافة الحوار، وجعل جهودهم في مجال السلام أكثر إيجابية وفاعلية، وشاركه في هذا الاتجاه بحماس كبير الملك كارل جوستاف السادس عشر ملك السويد- الرئيس الفخري لصندوق التمويل الكشفي العالمي.