أمانة جدة: نقل صناعية كيلو 7 غير وارد حاليا .. بدأنا التطوير على 3 مراحل

ما زال الوضع الحالي في كيلو سبعة، التي تحتضن منطقة صناعية في مدينة جدة، لا يلائم البيئة المناسبة للسكن أو التنزه أو العيش فيها، خاصة بعد توالي الشكاوى المتعددة من الأهالي، حيث يعانون الضجيج والاختناقات المرورية المستمرة على مدار العام، مبينين أن الصناعية تعد مرتعا مفضلا للمخالفين الذين يمتد خطرهم إلى كامل الحي والأحياء المجاورة، فضلا عن الضوضاء المستمرة على مدار اليوم، وتهديد سلامتهم، خاصة أنه لا يتم تطبيق المعايير اللازمة لأنظمة السلامة، لافتين إلى أن غياب مركبات النظافة يتسبب في تراكم النفايات، إضافة إلى أن السيارات التالفة على جنبات الطريق تسبب الزحام وتسيء إلى الشكل العام للطرق.

قالت لـ"الاقتصادية" أمانة جدة إن نقل صناعية كيلو سبعة غير وارد في الوقت الحالي لعدم وجود الموقع البديل، ولكن تتم دراسة تطويرها على عدة مراحل مستقبلية، حيث تعمل الأمانة ممثلة في البلدية الفرعية لحي الجامعة على تطوير هذه الصناعية على ثلاث مراحل بدأ العمل في المرحلة الأولى منها حالياً.
#2#
وأكد لـ"الاقتصادية" المهندس حسن غنيم رئيس البلدية الفرعية لحي الجامعة أن المرحلة الأولى عبارة عن تنظيمات داخلية للورش وترخيصها وكذلك تطوير واجهتها بشكل عمراني وحضاري لائق، مضيفا أن جميع المحال تم إبلاغها بالإجراءات الجديدة والاشتراطات المناط بهم تنفيذها من حيث تطوير المحال وتجهيزها وتحسينها، ونظامية الرخص وتوحيد اللوحات وتطوير الأنشطة.

وبين المهندس غنيم أن الأمانة تعمل على تنظيف المحال والطرق وتطوير الشوارع الداخلية للورش، ومنع وجود السيارات خارج الورش، حيث يتم سحب السيارات المخالفة وتغريم ملاكها، وتم تحذير الورش من هذه الظاهرة، التي اشتكى منها المواطنون كثيراً.

وأشار إلى أن بروز المحال في الطرق يتم التعامل معه وتصحيح هذا الأمر، الذي يعتبر ضمن المرحلة الأولى من التصحيح، لافتا إلى أن المشكلة التي تعانيها الأمانة أن هذه الورش عشوائية تم إنشاؤها منذ نحو 40 عاما.
#3#
وأكد المهندس غنيم أن العمالة المخالفة المنتشرة داخل الصناعية والورش، يتم التعامل معها وتبليغ الجهات المعنية بشكل مستمر للقضاء على تواجدهم، إضافة إلى إزالة بعض الورش المسببة لغلق الطرق فضلا عن الزحام.

###سكان «الجامعة» يعانون الضوضاء وخطر المخالفين

وطالب سكان حي الجامعة خلال جولة "الاقتصادية"، أمانة جدة بالنظر في وضع صناعية كيلو سبعة التي تتسبب في الكثير من الضجيج والاختناقات المرورية المستمرة على مدار العام مبينين أن الصناعية تعد مرتعا مفضلا للمخالفين الذين يمتد خطرهم إلى كامل الحي والأحياء المجاورة.
#4#
وقال لـ"الاقتصادية" عدد من المواطنين إن صناعية كيلو سبعة تسبب لهم الانزعاج فضلا عن الضوضاء المستمرة على مدار اليوم، وتهديد سلامتهم، خاصة أنه لا يتم تطبيق المعايير اللازمة لأنظمة السلامة في ظل غياب تام ﻷمانة جدة، وعدم مراعاتها لراحة المواطن، مبينين أن غياب مركبات النظافة تتسبب في تراكم النفايات، إضافة إلى أن قطع السيارات التالفة على جنبات الطريق تسبب الزحام وتسيء إلى الشكل العام للطرق، فضلا عن سوء الطرقات في الصناعية وسوء مداخلها ومخارجها.

وأضاف ناصر السهلي أحد السكان، أن الأهالي يعانون من صناعية كيلو سبعة التي تعكر صفو حياتهم، حيث لا يستطيع أي شخص أن يصل إلى بيته أو الخروج منه إلا بشق اﻷنفس بسبب الزحام المروري، مضيفا أن هذه المعاناة زادتها الشاحنات التي تدخل وتخرج من الصناعية في كل وقت وتتسبب في توقف الطريق لوقت طويل مما يؤثر في الأهالي في أعمالهم، حيث التأخير في الذهاب إلى العمل وقضاء المستلزمات المنزلية اليومية.

وطالب السهلي أمانة جدة بالتحرك السريع لإزالة هذه الصناعية ونقلها إلى مكان آخر والعمل على تنظيف مخلفاتها وتطهير البيئة بعد نقلها بكاملها إلى المدينة الصناعية شمال مدينة جدة.

من جهته، قال عوض الرفاعي أحد السكان إن إزعاج صناعية كيلو سبعة لا ينقطع، فسكان حي الجامعة المجاورون للصناعية أو سكان حي كيلو سبعة يعانون طوال الوقت، حيث إن الضوضاء العارمة الناتجة عن الورش المجاورة للمنازل القريبة منها لا تسبب فقط في الإزعاج بل يصل الضرر إلى الأطفال الذين لا يستطيعون النوم جيدا ما يسبب لهم اﻷرق المستمر.
وأكد الرفاعي أنه يجب على الجهات المعنية أن تقوم بحل سريع وفوري لنقل الصناعية بعيدا أو اتخاذ الإجراءات المناسبة حيال هذه المشاكل الدائمة.
#5#
وبين نايف الحربي، من الأهالي، أن صناعية كيلو سبعة باتت مرتعا للعمالة المخالفة التي تتخذ من الورش مكانا لسكنها وعملها في الوقت نفسه، مضيفا أن خطر العمالة المخالفة لا يقتصر على أهالي اﻷحياء المجاورة للصناعية بل يمتد إلى مدينة جدة بأكملها.

وأضاف الحربي أن الأعداد الكثيرة من العمالة المخالفة التي توجد في دهاليز الورش لها أخطار كثيرة منها السرقة والنهب وصناعة الخمور والقيام بأعمال غير أخلاقية، مبينا أنه لابد من تكثيف الحملات اﻷمنية لضبط المخالفين، خاصة أن أعدادهم في هذه الصناعية كبيرة جدا، مطالبا بالتشديد عليهم، وأن تقوم الجهات المعنية بوضع حلول جذرية لمشاكل صناعية كيلو سبعة.
وأكد أحمد المولد من أهالي حي الجامعة أن صناعية كيلو سبعة تعتبر مصدرا يوميا للحرائق فلا يكاد يخلو يوم من اشتعال النيران في الصناعية سواء كانت حرائق كبيرة تستدعي تدخل الدفاع المدني أم كانت صغيرة.

وأضاف المولد أنه عندما يأتي الدفاع المدني بمعداته الكبيرة فإنه يعاني الوصول إلى مكان الحريق بسبب الفوضى والزحام والعشوائية المنتشرة في الصناعية، فضلا عن تكدس المركبات على جوانب الطرقات والممرات الفرعية، لافتا إلى أنه لابد أن تعمل أمانة جدة على نقل هذه الصناعية من وسط الحي في القريب العاجل وعليها أن تعمل على وضع تخطيط احترافي للمنطقة وتنظيمها بعد نقل الصناعية.
#6#
وأوضح سعيد الشمراني أحد السكان، أن صناعية كيلو سبعة مليئة بالنفايات من كل جانب، حيث تنتشر قطع السكراب المتناثرة والمركبات المتكدسة في الطرق، فضلا عن العديد من أشكال التلوث البيئي الذي لابد له من حل جذري وعاجل، متسائلا : أين أمانة جدة من هذه النفايات المتراكمة والقاذورات المنتشرة التي تجعل المكان غير مؤهل للعيش فيه؟
وأضاف الشمراني أن مشكلة النظافة في كيلو سبعة كبيرة جدا وفي الورش خاصة، حيث إن النظافة معدومة نهائيا والروائح الكريهة تنبعث من كل مكان وسيارات النظافة لا تأتي إلى الصناعية إلا نادرا وفي مكان دون مكان.

وأكد الشمراني أن وجود الصناعية في داخل الحي السكني يشوه منظر الحي العمراني ويساعد على الفوضى والعشوائية داخل اﻷحياء السكنية، مطالبا أن تكون اﻷحياء السكنية أماكن سكن وهدوء وليست أماكن ورش وإزعاج وأعمال صيانة ولحام ونجارة وغيرها من اﻷمور التي يفترض أن تجمع كلها في مكان واحد، مبينا أن الطرقات في الصناعية مليئة بالحفر وتالفة نهائيا، خاصة أن مداخل ومخارج الصناعية لم تتم صيانتها منذ سنوات.

###تكدس المركبات يعطل عمل الدفاع المدني

وقال لـ"الاقتصادية" العقيد سعيد سرحان المتحدث الرسمي للدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة إن أي ورشة أو جهة لم تحصل على تصريح من الدفاع المدني، لا تطبق معايير وأنظمة السلامة، مضيفاً أن الدفاع المدني يعاني صعوبة نقل معداته في حال وقوع حوادث كالحرائق أو غيرها في الصناعية، وتزيد المعاناة بسبب وجود المركبات التالفة على جنبات الطريق بطريقة عشوائية تعرقل عمل الدفاع المدني وتأخر قيامه بواجبه. وزاد العقيد سرحان أنه عند وقوع أي حادث وتكون هناك جهة رسمية مسؤولة عنه يتم طلب حضور مندوبها ورفع تقرير مفصل عن الحادثة لهذه الجهة، ومسبباتها، مضيفا أن نقل الصناعية من داخل اﻷحياء ليس من مسؤولية الدفاع المدني وإنما يرفع الدفاع المدني بتقارير موضحة ومفصلة للجهات المعنية باﻷمر والتي هي صاحبة القرار.

وبين العقيد سرحان أن الورش العشوائية تهدد سلامة السكان وتكون نسبة وقوع الحوادث فيها أكبر من غيرها، وكلما كانت مرتبة ومنظم ومطبقة لمعايير وأنظمة السلامة كان الحفاظ على سلامة السكان بشكل أكبر، وسهلت المهام الإنقاذية على فرق الدفاع المدني.

###«بلدي جدة» يطالب بالتطوير أو النقل

وقال لـ"الاقتصادية" الدكتور عبد الملك الجنيدي رئيس المجلس البلدي في مدينة جده إن المجلس يؤيد رؤية أمير المنطقة في تطوير جميع مناطق محافظة جدة خاصة تلك المتعلقة بتطوير العشوائيات والمناطق المهنية.

وأضاف الدكتور الجنيدي أن المجلس يرى إما تطوير المنطقة الصناعية الموجودة هناك بشكل جذري وكامل، من خلال إنشاء إدارة مستقلة تنظم مع الأمانة إدارتها ونظافتها وتدوير نفاياتها وتحسين بيئتها، ووضع دوام رسمي للفتح والغلق، وإقامة أسوار خارجية تقلل من الضوضاء المنبعثة منها، وإما أن يتم نقلها إلى خارج المدينة شمالا وجنوبا وشرقا. وزاد الدكتور الجنيدي أن بقاء صناعية كيلو سبعة وكافة الصناعيات داخل اﻷحياء يحتاج إلى نظام موحد على مستوى السعودية يتضمن اشتراطات السلامة والنظافة والمواقف والسكن والخدمات المساندة والحركة المرورية والطوارئ والدفاع المدني، وللأسف هذا غير متوافر بشكل كاف، وهذا الوضع الحالي لا يليق بأي مدينة في السعودية.

وبين الدكتور الجنيدي أن كثيرا من الدول شرعت الأنظمة المنظمة لذلك حفاظا على المواطن وعلى الخدمة المقدمة والبيئة وكذلك اشتراطات الأمن والسلامة العالمية.

###«الاقتصادية» ترصد المخالفات

رصدت "الاقتصادية" عبر جولة قامت بها على صناعية كيلو سبعة، وجود 67 محلا وورشة لا تحمل تصريح الدفاع المدني وغير مطبقة لأبسط معايير السلامة مثل كاشف حرائق وطفاية حريق وخرطوم مياه لإطفاء الحريق، إضافة إلى أن أصحاب هذه الصناعيات يتعاملون مع مواد سريعة الاشتعال كالمواد البترولية وغيرها، في غياب تام للدور الرقابي على هذه الصناعيات وعدم إجبارها على تطبيق معايير وأنظمة السلامة، وهذا يعتبر تهاونا ملحوظا بأرواح المواطنين المجاورين لهذه الورش وزوارها.

ومن أبرز ما رصدته "الاقتصادية" أيضا انتشار العمالة المخالفة بأعداد كبيرة جدا، وتشققات الطرق وعدم صيانتها منذ أعوام، وانتشار مخلفات الورش في الطرقات، وانعدام النظافة، وتكدس للمركبات التالفة على جنبات الطرق، وسوء تخطيط مواقع الورش وتداخلها في بعضها البعض، فضلا عن انتشار محال بيع قطع الغيار المغشوشة داخل الورش.