مصر: الشمس تتعامد على وجه الملك رمسيس الثاني بأبو سمبل
تعامدت الشمس صباح اليوم الخميس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبده الشهير بمدينة أبو سمبل التاريخية جنوبي محافظة أسوان في صعيد مصر في إطار الظاهرة التي تتكرر مرتين في العام ، وتجتذب أنظار العالم .
وجرى التعامد ، الذي بدأ في الساعة 0558 واستمر لمدة 21 دقيقة ، وسط أجواء احتفالية ، سبقتها ليلة ساهرة ، قدمت فيها 6 فرق شعبية من مختلف محافظات مصر عروضا فنية، بجانب مقطوعات موسيقية قدمتها على آلة الهارب الموسيقية الفرعونية ، عازفة الأوبرا المصرية نسمة عبدالعزيز .
وتحدث الظاهرة مرتين سنويا إحداهما في يوم 22 تشرين أول/أكتوبر يوم ميلاد الملك رمسيس الثاني والأخرى في يوم تتويجه في 22 شباط/فبراير. وتعد الظاهرة الأكثر شهرة وأهمية ضمن 4500 ظاهرة فلكية شهدتها مصر الفرعونية، وذلك بحضور أكثر من ألف سائح من مختلف الجنسيات بجانب مئات المصريين.
وكان من أبرز الشخصيات التي شهدت تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني وزير الآثار المصري ، الدكتور ممدوح الدماطي ، ووزير السياحة الدكتور هشام زعزوع ، والدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري ومحافظ أسوان اللواء مصطفى يسري ، ورئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية إلهامي الزيات ، بجانب 50 شخصية فرنسية من الشخصيات المرموقة والأكثر تأثيرا في المجتمع الفرنسي، والسفير الفرنسي لدى مصر ، وثلاثة من أعضاء البرلمان الفرنسي، وممثلين لعدد من أبرز الصحف والقنوات التليفزيونية الفرنسية .
وجرى على هامش الاحتفال بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني ، كشف الستار عن ثلاثة تماثيل ، جرى نحتها تكريما لثلاثة شخصيات ساهمت بدور كبير في إنقاذ آثار النوبة ومعابد أبو سمبل ، وهم عالمة المصريات الفرنسية كريستيان ديروش نوبلكور والمصريان سليم حسن وثروت عكاشة ، وذلك في مكان خاص أقيم للتماثيل الثلاثة في ساحة معابد أبو سمبل ، بإهداء من الاتحاد المصري للغرف السياحية .
وجرى ذلك وسط إجراءات أمن مشددة شملت إقامة عدد من الكردونات والأطواق الأمنية ، استخدمت فيها الكلاب البوليسية ، وعشرات التشكيلات القتالية ، التي أشرف عليها فريق أمنى رفيع المستوى.
وللفت الأنظار إلى الأهمية التاريخية لمدينة أبو سمبل التي لا تقتصر على ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده مرتين في العام ، فالمدينة تضم بين جنباتها العديد من المعالم التاريخية النادرة التي تحمل قيمة تاريخية وعلمية كبيرة مثل وادي النبطة الواقع شمال غرب أبو سمبل ذي القيمة الفلكية الكبيرة والذي عثر فيه على أول بوصلة حجرية وأقدم ساعة حجرية تحدد اتجاهات السفر وموعد سقوط المطر ويرجع تاريخهما إلى 11 ألف سنة، وهو أقدم دليل تاريخي حدد بدايات السنة والانقلاب الشمسي والاتجاهات الأربعة وهو من أعظم الاكتشافات الفلكية في مصر والعالم وهو كشف يزيل الغموض الذي يحيط بظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل .