سواني «بئر هداج» تعود للعمل بعد انقطاع دام سنوات
أعاد مهرجان التنمية السياحية الثاني في محافظة تيماء في منطقة تبوك، زواره للحقبة الزمنية التي كان عليها الحال في المحافظة قبل عام 1953م، حيث كان الأهالي يعتمدون على تشغيل "السواني" لاستخراج المياه من الآبار وسط معاناة مضنية نتيجة شح المياه آنذاك.
وشاهد الزوار آلية تشغيل سواني "بئر هداج"، التي تقع وسط تيماء القديمة، في منطقة تعرف باسمها وتحيط بها أشجار النخيل من جهاتها الأربع، التي تعد من أكبر آبار الجزيرة العربية وأشهرها، إذ يعود تاريخ حفرها إلى القرن السادس قبل الميلاد، ويطلق عليها "شيخ الجوية"، ويبلغ محيط فوهتها 65 مترا، وعمقها من 11 إلى 12 مترا، وهو مبني من الحجارة المصقولة، وتحيط به أشجار النخيل من الجهات الأربع.
وتستوعب البئر سقيا 100 رأس من الإبل في وقت واحد أثناء فصل الصيف، فيما تنقل المياه من البئر بواسطة قنوات حجرية، يبلغ عددها 31 قناة معمولة من الحجارة.
وأوضح محمد سمير النجم مدير مكتب هيئة السياحة والتراث الوطني في محافظة تيماء، أن الملك سعود بن عبدالعزيز، وقف على بئر هداج التاريخية عام 1373هـ، وشاهد حال سكان أهالي تيماء ومعاناتهم، فأمر حينها بتأمين أربع مكائن حديثة، ليتغير الحال منذ ذلك اليوم في هذه البئر إلى الأفضل، لتبقى هداج معينا للمزارعين والأهالي المجاورين. وأشار النجم إلى أن الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، قد وجه بترميم البئر كاملة بتمويل ومبادرة منه، حيث أثمرت بقيام بلدية تيماء وبمشاركة الأهالي، وإدارة آثار تيماء، وعادت لوضعها الطبيعي بنفس الأسلوب المتبع في طي البئر ورصف حوافها، ثم وضع سياج حديدية، لمنع أي تعد أو رمي مخلفات فيها، لتصبح معلما سياحيا في المنطقة، يقصده الكثير من الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها.