خطيب الحرم المكي: أعظم الغدر قتل المصلين وترويع الآمنين وتفجير المساجد
قال الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام إن من أعظم الغدر قتل المصلين وترويع الآمنين وتفجير المساجد، مستشهدا بقوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
وأوضح في الخطبة، التي ألقاها في المسجد الحرام أمس أن الوفاء صفة جميلة وخلق كريم فهو الإخلاص الذي لا غدر فيه ولا خيانة، وهو البذل والعطاء بلا حدود والجمال أن نعيش هذه السجية بكل جوارحنا، وبكل ما نملك من صدق لا زيف فيه ولا نفاق، والصداقات التي يرعاها الوفاء هي الصداقة الحقة، تذكّر للود، ومحافظة على العهد.
وأكد إمام المسجد الحرام أن رسول الله محمد- صلى الله عليه وسلم- هو وحده الذي جمع العظمة من أطرافها ما مِنَ العظماء أحدٌ إلا وله جوانبُ من حياته يحرص على سترها، وكتمانِ أمرها، ويخشى أن يطلع الناس على خبرها، ومحمد- صلى الله عليه وسلم- هو الذي كشف حياته للناس جميعاً، فكانت كتاباً مفتوحاً، ليس فيه صفحة مطبقة، ولا سطر مطموس، يقرأ فيه من شاء ما شاء وهو وحده، الذي أذن لأصحابه أن يذيعوا عنه، كلما كان منه ويبلغوه، فرووا كل ما رأوا من أحواله، حتى رووا كلَّ شيء.
وأضاف أن الوفاء ديانة ومروءة وهو من شيم الكرام ومجمع الأخلاق الفاضلة، فالتقوى والوفاء والصدق والكرم والمروءة صفات متلازمة تزيد نور الوجه وترفع الذكر وتُعظِمُ الأجر وتسعد القلب والوفاء الحق لا يأتي إلا من قلبٍ طاهر، تدفعه النية الطيبة وهو صفة من صفات الله تعالى.
وأبان أن من أخلاق الرسول- صلى الله عليه وسلم- العظيمة وشمائله الكريمة، التي نقلها عنه أصحابه خلقُ الوفاء والوفاء بمعناه الواسع: القيام بالحقوق، وجزاء الإحسان، ورعاية الود، وحفظ العهد وقد بلغ في ذلك كلِّه رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- المبلغَ الأعظم، فما وراءه غاية، ولا مثلُه أحد.
وبيّن آل طالب أهمية قيام الإنسان بحقوق والديه وإحسانُه إليهما، وبرُه بهما، كما ربياه صغيرا من أعظم الوفاء، ويعظم هذا حال كبرهما وضعفهما، أما بعد موتهما، فالدعاء لهما والصدقة عنهما، خلقه- صلى الله عليه وسلم- الوفاء.
وفي المدينة المنورة تحدث الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة أمس، عن أهمية الأمن للمجتمع والأسباب التي يتحقق بها.
وقال إن من رحمة الله- تعالى- أن شرع للعباد كل ما ينفعهم ويسعدهم ويحييهم به الحياة الطيبة الآمنة، فشرع للعباد الأسباب، التي يتحقق بها الأمن والطمأنينة والسكينة والحياة الكريمة، والأمن هو سور الإسلام الذي يتحصن به المسلمون ويصدون عنهم عدوان المفسدين وبغي الباغين، وأهل الإسلام يحرسون هذا السور من معاول الهدم ويحافظون عليه من التصدع والانهيار لما جعل الله في بقائه من حفظ الدين والدماء والأعراض والأموال.
وبين أن الأمن قرين الإيمان وعدل الإسلام، والأمن هو الطمأنينة على الدين وعلى النفس والأعراض والأموال والممتلكات.
وأضاف أن من أسباب الأمن حماية المجتمع من المفسدين والمخربين والمجرمين والمعتدين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوجيه والإرشاد والتعليم والتحذير من البدع والخرافات والخروج عن جماعة المسلمين وإمامهم والرفع للسلطان عن أهل الزيغ والفساد، لردعهم عن الفساد في الأرض بما قررت الشريعة السمحة فالظالم المعتدي يكف شره بما يمنعه عن الظلم والعدوان.
وختم الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف خطبته قائلاً: إن الأمن قد أحاطته الشريعة بسياج من الحفظ والرعاية والعناية والقوة لأن الله- تبارك وتعالى- أناط به منافع الناس الدينية والدنيوية، فإذا اعتدى أحد على الأمن أقام السلطان عليه الحد، فالعقوبة هي لوقاية المجتمع من شر المعتدين والمفسدين على الأمة.