مجلس جامعة الدول العربية يعقد اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية في الرياض
عقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم, اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية، برئاسة دولة الامارات العربية، لبحث الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتهويدها للقدس، وتدنيسها للمقدسات، وذلك بفندق الأنتركونتيننتال بالرياض .
#2#
عقب ذلك ألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الاجتماع كلمة أعلن خلاها افتتاح مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في جلسته الطارئة بشأن مناقشة واتخاذ الإجراءات الكفيلة حيال ما تشهده جميع أرجاء دولة فلسطين في الوقت الراهن من عدوان إسرائيلي متواصل ومتصاعد على الشعب الفلسطيني الأعزل، وانتهاكاته الخطيرة وغير المسبوقة بحق المسجد الأقصى.
وقال سموه:" يأتي اجتماعنا الطارئ هذا بناءً على التصعيد الخطير الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية، والمستوطنين، والجماعات اليهودية المتطرفة، والقوات الإسرائيلية في مدينة القدس المباركة، حيث تقوم إسرائيل يومياً بارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني وتنتهك حُرمات المسجد الأقصى ، والمقدسات الإسلامية والمسيحية كافة دون وازع ٍأو رادع إلى جانب قتل واعتقال المواطنين الفلسطينيينَ، أطفال ونساء وشباب وشيوخ، وتشريد المئات من منازلهم، وهدم الأبنية والمنازل الفلسطينية.
وأضاف :" تقع المسؤولية الأولى على إسرائيل في تصاعد أعمال العنف الناتج عن احتلالها المستمر للأراضي الفلسطينية وإجراءاتها الباطلة بحق الشعب الفلسطيني".
وأفاد سموه أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وأن استمرارها دون حلٍ عادلٍ يشكل الجاذب الأساس لقوى الإرهاب والتطرف بالمنطقة، كما تظل هذه القضية مفتاح أمن وسِلْم في المنطقة فهي أساس كل التوترات،ولا يسعنا الحديث عن مكافحة الإرهاب ومواجهته، وعن دعم السلم والأمن الدوليين في ظل هذه الجرائم المستمرة التي تُرتكب بهذه الصورة البشعة، ونرى أن تسويف الحكومة الإسرائيلية في عملية السلام أوصل المجتمع الدولي إلى هذا الوضع المحبط برغم الجهود الدبلوماسية الحثيثة المبذولة.
#3#
وأكد على ضرورة عدم إفلات المسؤولين الإسرائيليين والمستوطنين من المسؤولية القانونية إزاء ما ارتكبوا من جرائم بشعة , محملهم المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم التي تُعَدُّ جرائم الحرب، ويجب تقديم كل مرتكبيها للعدالة الدولية,ومن غير المقبول أن يتم التحدث عن عنف متبادل وتشبيه المقاومة بالعدوان خاصة في ظل اعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين وتهديد الحكومة الإسرائيلية بفرض حصار كامل على الخليل.
وأردف سموه قائلا : إننا مدعوون لحث المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما ترتكبه إسرائيل بهدف تغيير الوضع القائم في القدس من خلال تبني خطاب متطرف ومتوتر وإجراءات لا إنسانية تجاه شعب يرزح تحت احتلال غاشم هناك، ومن هذا المنطلق تتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الحالي، ونكرر طلبنا المتمثل في توفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني كمطلب عاجل وضروري لحماية شعب أعزل من إرهاب مستعمر، وذلك في ضوء اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949والبروتوكولات اللاحقة لها، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والرفع الفوري لكافة أشكال الحصار الإسرائيلي الجائر على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
#4#
وطالب سمو الشيخ عبدالله بن زايد مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته الكاملة لاستصدار قرار لوضع الآليات والإجراءات الكفيلة لضمان حماية وسلامة المدنيين الفلسطينيين، خاصة وأن مجلس الأمن قد أكد في العديد من قراراته انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 بما في ذلك القدس الشرقية، أو أن يتم التوجه للدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة لاستصدار قرار ينص على توصيات بتدابير وإجراءات محددة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإقرار نظام حماية دولية.
وعد استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،واستمرار إسرائيل في ممارسة سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي، يسهم في زعزعة ا لاستقرار والأمن في المنطقة.
#5#
ونوه بالجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة الأردنية الهاشمية في الدفاع عن المقدسات في القدس الشريف , مشيدًا بالدور الذي تقوم به المملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن القدس الشريف وعن هويته العربية والإسلامية وعن دعمه لصمود أهل القدس والذي يتجلى من خلال جهود جلالته وتحركاته المستمرة لدعم القضية والشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية.
وقال سموه : إننا نجتمع اليوم لنتخذ قراراً بشأن ما يمكن عمله لوقف هذه الجرائم والانتهاكات، ولحماية مقدساتنا وأبنائنا من الفلسطينيين، من هذه الجرائم العنصرية، التي تستوجب منا الوقوف وقفة جادة تدفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه تلك الجرائم. والانتهاكات الخطيرة، وتبقى القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى ودورنا من خلال مجلسكم الموقر هو الدعم المستمر للإخوة في فلسطين،وأن نسعى معاً إلى بلورة موقف جاد وفعال تجاه هذه التطورات الخطيرة.
#6#
وفي ختام كلمته أعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد عن شكره لمعالي وزيرالخارجية الأستاذ عادل بن احمد الجبير وللمملكة العربية السعودية بقيادات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على استضافة هذا الاجتماع الذي يؤكد مدى الرعاية التي توليها المملكة بشأن القضايا العربية وخاصة قضية القدس الشرقية.
ثم ألقى معالي وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي كلمة قال فيها : بداية وباسم شعبنا الفلسطيني وقيادته أتقدم بالشكر الجزيل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد لدعوتهم الكريمة لهذا الاجتماع المهم المخصص لبحث ومناقشة الأوضاع الفلسطينية عامة وما تتعرض له القدس الشريف ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الاقصى المبارك من عدوان اسرائيلي همجي يستهدف تهويدها واقتلاع مواطنيها وتهجيرهم وطردهم منها, كما أتقدم بالشكر الجزيل للمملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً على استضافتها هذا الاجتماع المهم.
وبين أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع صور العدوان من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين وعصاباتهم الاجراميه، كما تواجه مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك هجمة شرسه هدفها تهويد المدينة المقدسه وفرض السيطرة الاسرائيلية على المسجد الاقصى المبارك وتقسيمه زمانياً ومكانياً .
وقال المالكي: إن هذه الاجراءات تؤكد بما لا يدع مجال للشك أن قوات الاحتلال الاسرائيلية تعمل على تغيير الوضع القائم في المسجد على مرئ ومسمع منا جميعاً واخطرها فرض التقسيم الزماني في المسجد ريثما يتمكن الاحتلال من فرض التقسيم المكاني، كما حصل في الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل .