قصر مارد في الأسياح .. أثر قائم رغم عوامل التعرية
يعد قصر مارد الأثري، من أبرز المعالم الأثرية والتاريخية في منطقة القصيم، شرقي عين بن فهيد في محافظة الأسياح، الذي ظل شامخاً منذ القرن العاشر الهجري، رغم عوامل التعرية التي أنهكته، إضافة إلى عبث البعض، وتحديداً عندما انتشرت شائعات عن وجود كنوز مدفونة من الذهب والفضة مخبأة في مكان ما من القصر، وكذلك الإهمال الذي أصابه وأخفى معالمه وأزال جمال بنيانه، من عدم وجود طرق ممهدة توصل إليه، أو لوحات إرشادية تدل عليه.
بني القصر على هيئة حامية عسكرية بواسطة ما عُرف بـ «سلطان مارد»، الذي يقال إنه أُرسل من قبل أحد ولاة العراق على رأس فوج من ألف مقاتل، لحماية الحجاج من غارات اللصوص، كما تشير رواية أخرى إلى أنه تمرد على الدولة العثمانية فانفصل بجنوده، ثم التجأوا إلى هذا المكان الذي شيدوا به القصر على شكل حامية عسكرية على رأس ربوة صغيرة على هيئة قصر مارد المعروف في الجوف، وبمواد البناء المعتمدة نفسها على الحجر الصغير والآجر (الطين المحروق)، ولهذا السبب سمي بسلطان مارد.
واختلفت الروايات حول سلطان مارد أيضا، هل هو عربي أم أعجمي أم كردي أم رومي -أي تركي- حيث كانت كلمة (رومي) تطلق على كل أوروبي، وقد تعرض لنوع من الإهمال والتهميش من الجهات المختصة بالآثار، ويحتاج إلى إعادة تأهيله وترميمه بعد أن اختفت معالمه، ولم يبق إلاّ بعض الجدران والأقواس.
وتحف القصر أميال درب زبيدة، وهي العلامات الدالة الى الأماكن المقدسة، حيث يتم استضافة الحجاج وإمدادهم بالمؤن، وفي فترة الدولة العثمانية انعزل سلطان مارد عنها وتجمعت عنده مجموعة من القبائل أشهرها قبيلة الضياغم، حيث سكنوا بجوار قصره وساعدوه في زراعة النخيل والقمح وما يحتاجون إليه.
وتبلغ مساحة القصر نحو 3200 متر مربع، ويوجد من جهته الغربية بوابتان متوسطتان تظهر من أعلاهما بقية درج (سلالم) للصعود والنزول، ويبلغ سمك أغلب الحيطان الخارجية 1.20 متر تقربياً، والداخلية أقل من ذلك، حيث بني من الحجارة السوداء الصلبة المتجانسة والآجر والحصى، وله بوابة كبيرة متجهة نحو الغرب وهو قصر محاط بحائط وفيه غرف بجهاته الشمالية والشرقية والجنوبية، وله باب من جهة الغرب وقد كان محكم البناء، لكن تساقطت جدرانه بسبب عوامل التعرية.