أمين «أوبك»: لا خفض لسقف الإنتاج في ديسمبر .. يحتاج إلى إجماع المنتجين
واصلت أسعار النفط الخام انخفاضاتها السعرية في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في السوق التي قادت إلى ضعف الأسعار واستمرار الفجوة بين العرض والطلب.
وتسببت زيادة المخزونات النفطية الأمريكية في إضعاف الأسعار وجاءت متزامنة مع بيانات اقتصادية ضعيفة في كل من الصين واليابان مع احتمال تعرض الأخيرة لكساد اقتصادي ما يزيد المخاوف على منظومة الطلب العالمي على النفط.
ونفى عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن يكون قد تحدث عن أن الاجتماع الوزاري القادم للمنظمة رقم 168 في 4 كانون الأول (ديسمبر) المقبل ربما يخفض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يوميا.
وجدد البدري في بيان له أمس التأكيد على أن تخفيض الإنتاج يجب أن يجيء بتعاون واسع يشمل جميع المنتجين سواء الأعضاء في أوبك أو خارجها، مضيفا أن تصريحاته التي أسيء فهمها على هامش معرض أبو ظبي الدولي للبترول كان يتحدث فيها عن الاجتماع الوزاري رقم 166 في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 وهو الاجتماع الذي أثار جدلا كبيرا وقررت خلاله المنظمة الاحتفاظ بسقف إنتاجها عند 30 مليون برميل يوميا.
وأشار البدري إلى أنه يفترض أن وزراء نفط "أوبك" قد قرروا خلال هذا الاجتماع خفض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يوميا معتبرا أن هذا الأمر كان سيقود إلى تخفيضات مماثلة للإنتاج في الاجتماعات التالية في ضوء استمرار انخفاض الأسعار في السوق.
إلى ذلك، اختتمت أمس في فيينا فعاليات المؤتمر الدولي الموسع بشأن مستقبل الطاقة حول العالم بمشاركة واسعة من رجال الأعمال الأوروبيين والآسيويين، وطالب المؤتمرون بزيادة الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص من أجل تطوير قطاع الطاقة والاستفادة من الموارد الجديدة وتشجيع الابتكارات والتكنولوجيا المتطورة التي تزيد فرص التنمية في هذا القطاع الحيوي.
وأشار المشاركون إلى أن النمو السكاني المتسارع في أغلب دول العالم يفرض الكثير من التحديات من أجل تحقيق معدلات نمو جيدة ومتسارعة، متوقعا أن الطلب على موارد الطاقة سينمو على نحو كبير في السنوات المقبلة.
وطالب المشاركون الحكومات بسن تشريعات محفزة للاستثمار وتشجيع تدفق رؤوس الأموال الأجنبية وتبني الابتكارات الجديدة التي تزيد الإنتاج والمبيعات وبالتالي تزداد الضرائب والموارد التي تجنيها الدول.
وشدد المشاركون على ضرورة زيادة الإنفاق العام على البنية الأساسية وجذب الاستثمارات في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة والإسراع في برامج التنمية الشاملة المستدامة.
وكان المؤتمر قد عقد بتنظيم من مدرسة الأعمال العالمية "أنسيد" ومقرها باريس، التي لها فرعان رئيسان في الإمارات وسنغافورة.
ويقول لـ "الاقتصادية"، كارين فان جنيب رئيس بنك "اى إن جي" في فرنسا، إن المؤتمر ركز على قضية زيادة التنافسية في كل المجالات الاقتصادية وبالطبع في مجال الطاقة بصفة خاصة مشيرا إلى أن التغلب على الأزمات الاقتصادية الدولية لا بد أن يجيء من خلال تنشيط معدلات النمو وتهيئة وتحفيز بيئة الأعمال وتنشيط الاستثمارات. وأشار جنيب إلى أن الابتكار هو مفتاح تحقيق النمو الاقتصادي، موضحا أن زيادة الاستثمار تتطلب تنسيقا وتعاونا مستمرا بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات العلمية والبحثية.
على صعيد آخر، ذكرت قالت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو"، أن المؤتمر العام للمنظمة سيعقد يوم 30 من الشهر الجاري ويستمر أربعة أيام بحضور الرئيس النمساوي هاينز فيشر وجوزيف ستيجليتز، الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد والعديد من المسؤولين الحكوميين في الدول الأعضاء.
وقال بيان للمنظمة إن المؤتمر العام في دورته الـ 16 سيركز على قضايا تنمية موارد الطاقة النظيفة وتشجيع الابتكار والنمو الصناعي المستدام وسيستعرض جهود الشراكة التي تتبناها "يونيدو" في العديد من دول العالم للإسراع بمعدلات النمو الاقتصادي.
من ناحية أخرى، هبطت أسعار النفط أمس بعد أن أظهرت بيانات زيادة مخزون الولايات المتحدة من الخام بينما تباطأ إنتاج المصانع الصينية وبرزت مخاوف بشأن احتمالات أن يكون الاقتصاد الياباني دخل في مرحلة كساد ما يزيد مصاعب الطلب.
وهبط سعر الخام الأمريكي القياسي في العقود الآجلة إلى أدنى مستوى في أسبوعين عند 43.55 دولار للبرميل في بداية التعاملات قبل أن يعاود الارتفاع إلى 43.72 دولار للبرميل.
وهبط سعر خام برنت في العقود الآجلة في المعاملات الدولية 29 سنتا إلى 47.15 دولار للبرميل، ويأتي هبوط الأسعار على خلفية زيادة المخزونات في أمريكا الشمالية وتباطؤ الاقتصاد في آسيا. وزادت مخزونات الخام الأمريكي بمقدار 6.3 مليون برميل في الأسبوع الذي انتهى في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 486.1 مليون برميل بحسب بيانات من معهد البترول الأمريكي مقابل توقعات المختصين بتسجيل زيادة بمقدار مليون برميل فقط.
وسجل النفط الخام الأمريكي بالتعاملات الآسيوية أمس أدنى مستوى في أسبوعين بعد تقرير معهد البترول الذي أظهر ارتفاع فاق التوقعات لمخزون الخام في الولايات المتحدة، مع ارتفاع خام برنت بالتعاملات الأوروبية بعد موجة خسائر على مدار خمسة أيام متتالية لكنه يظل تحت ضغط وفرة المعروض ومخاوف ضعف الطلب الصيني.
وتداول الخام الأمريكي حول مستوى 43.70 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 43.60 دولار وسجل أعلى مستوى 43.82 دولار وأدنى مستوى 43.54 دولار الأدنى منذ 28 تشرين الأول (أكتوبر).
وارتفع خام برنت إلى 47.25 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 47.05 دولار وسجل أعلى مستوى 47.37 دولار وأدنى مستوى 47.04 دولار.