أمير الرياض يفتتح مقر محافظة الدرعية ويطلق فرصا استثمارية في قطاعات المطاعم والنزل التراثية
تفقد الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، صباح أمس، مشروع تطوير حي الطريف الأثري الذي تنفذه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ضمن برنامج شامل لتطوير الدرعية التاريخية، يهدف إلى إعمارها وتحويلها إلى مركزٍ ثقافي سياحي عصري على المستوى الوطني، ووضعها في مصاف المدن التراثية العالمية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام عبر رئيس اللجنة، عن بالغ شكره وتقديره، لقيادة البلاد الرشيدة، لما يحظى به برنامج تطوير الدرعية التاريخية، من رعاية واهتمام، مشيراً إلى أن الدرعية هي منطلق هذا البلاد، وحاضنة تاريخها المجيد، وآثارها العريقة ابتداء من الدولة السعودية الأولى.
وقال: "سعدنا هذا اليوم بزيارة مشروع تطوير حي الطريف، الذي تتولى تطويره الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وانعقاد اجتماع اللجنة العليا التنفيذية لتطوير الدرعية بمشاركة جميع أعضائها، وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والأمير أحمد بن عبدالله، محافظ الدرعية"، منوهاً بالموضوعات التي طرحت خلال الاجتماع، والنتائج التي توصل إليها، والتوصيات الصائبة التي صدرت عنه، التي تحقق الأهداف المنشودة من برنامج التطوير.
#2#
وأكد أن العمل في مشروع تطوير حي طريف يسير على قدم وساق، ومن المنتظر افتتاحه خلال العام المقبل، مشيراً إلى أن الدولة قدمت كافة صور الدعم لهذا المشروع، لإبرازه بالشكل المأمول.
وأضاف، أن الاجتماع بحث إنشاء مركز للفنون في الدرعية التاريخية، سيكون منارة ثقافية لعرض أعمال الفنانين بمختلف فئاتهم، كما سيخصص ضمن المشروع مركزاً لمنتجات المزارعين المحليين، ومركزاً آخر للأسر المنتجة، إضافة إلى تخصيص محال للحرف التقليدية والصناعات التراثية، وذلك في إطار العناية بالأنشطة التراثية وتنميتها في المواقع التاريخية في المنطقة.
وعن دور القطاع الخاص في تطوير حي الطريف، قال الأمير فيصل بن بندر: أتحنا الفرصة للقطاع الخاص في مواقع متعددة من برنامج تطوير الدرعية، سيعلن عنها في القريب العاجل، وستسهم في توفير العديد من الفرص الوظيفية للمواطنين.
وخلال الزيارة، اطلع على أعمال تأهيل المنشآت الأثرية في الحي بعد توثيقها وترميمها، وأعمال تهيئة وتجهيز المنشآت المعمارية في الحي لاحتضان الأنشطة المتحفية والفعاليات الثقافية والترويحية، إضافة إلى أعمال تزويد الحي بالخدمات الملائمة للزوار، بما في ذلك إنشاء الطرق والممرات، وتمديد المرافق الخدمية، وتركيب الوسائل التعريفية الثقافية والإرشادية.
بعدها ترأس رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، الاجتماع الثامن عشر للجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، الذي عقد في "قاعة الخيل" بجوار قصر الإمام عبدالله بن سعود في حي الطريف، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية، حيث تابع الاجتماع سير العمل في "الخطة التنفيذية لتطوير الدرعية التاريخية" التي اشتملت على مجموعة من البرامج والمشاريع، تتولى الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض تنفيذها بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبالتنسيق مع محافظة الدرعية وبلديتها، وتتضمن ثلاث مجموعات من المشاريع التطويرية، هي: مشروع تطوير حي الطريف، ومشروع تطوير حي البجيري، ومشاريع الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة.
واطلع الاجتماع على سير العمل في مشروع تطوير حي الطريف، الذي يشتمل على 17 عنصراً، يجري تطويرها، وفق منهجية تجمع بين موجِّهات المواثيق العالمية للحفاظ على التراث العمراني، وبين مقوِّمات الحي الطبيعية والتاريخية.
وتتوزع عناصر مشروع تطوير حي الطريف، بين أعمال توثيق الوضع العمراني والإنشائي للمباني القائمة، وإجراء البحوث والدراسات التاريخية حول عناصر الحي ومرافقه، وتنفيذ شبكات المرافق العامة والبنى التحتية، والترميم الأثري للمباني المهمَّة وتأهيلها لاستيعاب الوظائف الثقافية والتراثية التي حُدِّدت لها ضمن سياق العرض المتحفي لحي الطريف، أو إبقائها كمعالم معمارية.
ويجري ضمن المشروع إنشاء خمسة متاحف في عدد من القصور التاريخية في الحي، تحكي تاريخ الدولة السعودية الأولى، تشمل كل من: متحف الدرعية، متحف الحياة الاجتماعية، والمتحف الحربي، ومتحف الخيل العربية، ومتحف التجارة والمال، إلى جانب مركز العمارة وطرق البناء التراثية، في الوقت الذي يتم فيه توظيف الأطلال الخارجية لقصر سلوى لعروض الصوت والضوء والوسائط المتعددة، حيث ستستخدم جدران القصر كشاشات لعرض دراما بصرية قصصية تحكي قصة الدولة السعودية الأولى، بخلاف ترميم جامع الإمام محمد بن سعود في الحي، وإعادة استخدامه كمصلى ضمن أبعاده الأصلية التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 2.200 متر مربع.
كما اطلع الاجتماع على مشروع تطوير البجيري، الذي دشّنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، في مساء الخميس 20 جمادى الآخرة 1436هـ، بعد أن أنهت الهيئة العُليا، تنفيذه ما أسهم، في إبراز قيمة الحي الثقافية، وتطوير منشآته الثقافية والعمرانية، حيث يتّسم الحي بقيمته التاريخية منذ أن كان مقراً لسكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - وأسرته، إضافة إلى ما يتميز به الحي من موقع استراتيجي مميز لتوسطه الدرعية التاريخية وكونه المدخل الرئيس لحي الطريف، وإطلالته المميزة على وادي حنيفة.
وتضمنت مشاريع الحي، إنشاء مقر "مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الثقافية" التي تهدف إلى التعريف بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، - رحمه الله -، وتأكيد دور المملكة القيادي في العالم الإسلامي وتعميقه، ويضم مقر المؤسسة عددا من العناصر والوحدات، والمكتبات، إضافة إلى قاعة تذكارية تقدم الدعوة الإصلاحية في عرض متحفي هادف ومشوّق.
كما جرى ضمن المشروع ترميم جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي كان يؤُمه، - رحمه الله -، ويلقي فيه دروسه وتبلغ مساحته 2000 متر مربع، إلى جانب ترميم مسجد الظويهرة وتأهيله وتهيئته لإقامة الصلوات فيه، والذي تم على نفقة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وتبلغ مساحة المسجد 700 متر مربع.
وفي ختام الزيارة، قام رئيس اللجنة، بافتتاح مبنى محافظة الدرعية الذي جرى تطويره ضمن مشاريع برنامج تطوير الدرعية التاريخية، الذي مثّل أحد المعالم البارزة في مدخل الدرعية التاريخية.
من جهة أخرى حضر الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة اللبنانية في قصر طويق في الحي الدبلوماسي في الرياض أمس الأول بمناسبة اليوم الوطني للبنان “عيد الاستقلال”، كما حضره ميشيل فرعون وزير السياحة اللبناني الذي يقوم بزيارة للسعودية, وعلي بن عواض عسيري السفير السعودي لدى لبنان, وأعضاء مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية.
وحضر الحفل حشد من أبناء الجالية اللبنانية، ورجال الأعمال والإعلام السعودي، إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى المملكة.
وقد ألقى عبدالستار عيسى سفير لبنان لدى السعودية كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالحضور, وأشاد بعمق العلاقات بين لبنان والسعودية.