الدول الغنية مسؤولة عن نصف انبعاثات الكربون في العالم
اعتبرت مؤسسة الإغاثة العالمية "أوكسفام" الدول الكبرى الغنية -التي تمثل عُشر عدد سكان العالم- مسؤولة عن معظم الانبعاثات الكربونية في العالم حيث تنتج نصف حجم هذه الانبعاثات، في حين أن الدول الفقيرة -التي تمثل نصف سكان الكوكب وهي الأكثر تضررا بموجات الجفاف والعواصف المرتبطة بتغير المناخ- لا تنتج سوى عُشر هذه الانبعاثات.
وبحسب "رويترز"، فقد ذكرت "أوكسفام" في تقرير يتزامن مع قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ المنعقدة في باريس أن الدول الغنية التي تمثل نسبة 10 في المائة من سكان الكوكب تنتج في المتوسط بصمة كربونية أكبر بواقع 11 مرة عن الدول الفقيرة التي يبلغ عدد سكانها 3.5 مليار نسمة على الكوكب.
والبصمة الكربونية هي إجمالي حجم الانبعاثات الغازية الناشئة عن مؤسسة أو كائن أو منتج ويعبر عنها بكمية ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من غازات الاحتباس الحراري.
ومن بين العقبات الكبرى التي تواجه المفاوضات التي تشارك فيها 195 دولة، كيفية تدبير مليارات من الدولارات للدول النامية لتمكينها من التكيف مع تداعيات موجات الطقس الشديدة الناشئة عن تغير المناخ.
وقال تيم جور مدير إدارة الغذاء وسياسات المناخ في بيان إن تغير المناخ والتفاوت الاقتصادي مرتبطان ارتباطا وثيقا لأنهما يمثلان معا أحد أكبر التحديات في القرن ال 21.
وأضاف جور أنه يتعين أن تكون قمة باريس بداية بناء اقتصاد أكثر إنسانية للجميع وليس للدول الغنية فقط التي ينطلق منها القدر الأكبر من الانبعاثات، بل أيضا للشعوب الفقيرة التي لا تتحمل مسؤولية تذكر عن هذه الانبعاثات وهي الأكثر تعرضا لعواقبها. وأشار التقرير إلى أن الانبعاثات المتعلقة بالسلع والخدمات التي يستهلكها أغنياء في دول مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا تقل كثيرا عن نظرائهم الأثرياء في الدول الغنية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويقول الخبراء إن فقراء العالم أينما كانوا هم الأقل استعدادا لمواجهة تداعيات تغير المناخ والنساء هن الأكثر عرضة لها لا سيما في المناطق الريفية.
إلى ذلك، دعا لوران فابيوس رئيس مؤتمر المناخ وزير الخارجية الفرنسي 195 دولة مشاركة إلى تسريع وتيرة المحادثات التي تستضيفها باريس للتوصل إلى اتفاق خلال الأيام العشرة المقبلة.
وشدد فابيوس على وجوب التوصل إلى شكل من أشكال التسوية في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن رؤساء الدول والحكومات قدموا مقترحا واضحا، وعلينا أن ننجح.
وبعد المشاركة غير المسبوقة لـ 150 رئيس دولة في افتتاح المؤتمر، بدأت الوفود نقاشات حول التوصل إلى أول اتفاق تلتزم بموجبه الأسرة الدولية تقليص انبعاثات الغازات السامة ذات مفعول الدفيئة لاحتواء ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين مئويتين قياسا إلى الحقبة السابقة للثورة الصناعية.
وحتى الساعة، فإن النص المطروح على الطاولة يتضمن 55 صفحة، وعددا من الخيارات حول كل فصل، وقال الأمريكي دانيال ريفسنايدر أحد رئيسي مجموعة العمل على مشروع الاتفاق، خلال اجتماع للوفود، إننا لا نقوم بالجهود المطلوبة حيال أي نقطة، فيما يشير مفاوض أوروبي إلى أن الإحباط يتزايد.
ويبدو أن ضيق الوقت يشكل هاجسا في المؤتمر، إذ أشار فابيوس إلى أنه طلب التوصل إلى مشروع اتفاق ظهر السبت، مضيفا أن الهدف هو حسم الخيارات العديدة نهاية الأسبوع الحالي.
من جهته، اعتبر ألدن ماير من منظمة اتحاد العلماء المهتمين الأمريكية غير الحكومية أن قضية المساعدة المالية هي الأكثر صعوبة، حيث تحتاج البلدان النامية مساعدة من الدول الصناعية لمواجهة الاحتباس الحراري، وأن تكون إحدى خطوطها الحمراء.
وهونت كريستينا فيجيريس مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة من الأمر، وقالت إن النص سيشهد أخذا وردا، وسيكون هناك عقبات عدة إضافية، وأخرى ستزال ولن يكون هناك نتيجة نهائية قبل نهاية الأسبوع المقبل.
لكن الخبر السار والنادر أتى من الصين، الملوث الأكبر في العالم، التي أبدت عزمها تحديث مصانع استخراج الفحم بحلول عام 2020 للحد من الانبعاثات الملوثة بنسبة 60 في المائة، وقال فابيوس إن 185 دولة من أصل 195، أعلنت اتخاذ تدابير للحد من هذه الانبعاث الملوثة بحلول عام 2025 أو 2030.
ويخشى العلماء إذا ارتفعت حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين أن يؤدي ذلك إلى حصول أعاصير بشكل متكرر وتراجع العائدات الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق مثل نيويورك (الولايات المتحدة) وبومباي (الهند).
وكان الكونجرس الأمريكي الذي تهيمن فيه غالبية جمهورية صوت أمس الأول على إلغاء الإجراءات الجديدة للإدارة من أجل مكافحة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والتي كانت تفرض قيودا للمرة الأولى على بعض محطات الكهرباء الأمريكية، إلا أن تصويت الكونجرس يظل رمزيا لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر من أنه سيستخدم حق "الفيتو" في تعطيل قرار الكونجرس الأمريكي.