نقاد: «هيتشكوك وتروفو» أكثر الأفلام الوثائقية متعة
أشاد عدد من النقاد السينمائيين بالفيلم الوثائقى "هيتشكوك وتروفو" تأليف وإخراج كينت جونس، معتبرين إياه من أكثر الأفلام الوثائقية متعة، وهو العمل الذى استند إلى كتاب "السينما وفقا لهيتشكوك" لفرنسوا تروفو، الذي يعرض كثيرا من الأسرار حول سيد التشويق السينمائي الأسطوري ألفريد هيتشكوك. وأكد الناقد جو مورجنسترن، أنه بعد 50 عاما من نشر الكتاب تم تقديم الفيلم الذي وصفه بالرائع، والذي يضم عددا من اللقطات المذهلة من أعمال هيتشكوك، إضافة إلى مقاطع صوتية من المحادثات الأصلية وتعليقات رائعة لمخرجين معاصرين.
وذكر الناقد كينيث توران، أن الفيلم يحمل عديدا من المناقشات الذكية والمدروسة، وأن مشاهدة العمل تبعث على السعادة، مؤكدا أن الفيلم يعد واحدا من أهم الأعمال الفنية السينمائية، التي لا غنى عن مشاهدتها، وقد بدأ المشروع في عام 1962، وعندما كتبه تروفو، كان ناقدا في مجلات فرنسية قبل أن يصبح مخرجا. بينما أكد بيتر ترافيرس أن مشكلته الوحيدة مع الفيلم، هو أن مدته قصيرة جدا و هى 80 دقيقة، مطالبا بجزء جديد من العمل المميز و الممتع، حيث يعد العمل أكثر فيلم وثائقى ممتع، كما أنه نتاج أسبوع كامل من المقابلات التى جمعت هيتشكوك و فرنسوا فى مكتبه فى ستوديوهات يونيفرسال عام 1962، وهى المؤسسة الصحفية التى غيرت الطريقة التى كان تظهر السينما كشكل فنى
ووفقاً لـ "الجارديان" فقد لفت ترافيرس، إلى أن الفيلم يعد مناقشة براقة بين ألفريد هيتشكوك و فرنسوا تروفو حول وضع السينما و الإخراج قديما وبالشكل المعاصر.
شارك في الفيلم الوثائقي، عدد من النجوم منهم، ماثيو امالريك، وويس أندرسون، ديفيد فينشر، والمخرج مارتين سكورسيزى، و جيمس جراى، و غيرهم.
يذكر أن الفريد هيتشكوك توفى عام 1980 بعد ترك سلسلة طويلة من الأعمال الفنية الناجحة كمنتج ومخرج، حيث امتدت حياته المهنية لأكثر من نصف قرن وأسس لنفسه أسلوبًا إخراجيًا ساحرًا، كما استخدم طريقة مبتكرة فى مونتاج الفيلم، ومن أشهر أعماله "العمل السري " و "النافذة الخلفية" و " الدوار" و "ظلال الشك" و "غرباء في قطار " و " الإمساك بالنص".
وقد أخرج هيتشكوك أكثر من خمسين فيلما في حياته المهنية التي امتدت ستة عقو، وينظر له في كثير من الأحيان على أنه أعظم مخرج بريطاني، حيث جاء في المرتبة الأولى في استطلاع لنقاد السينما، قامت به مجلة دايلي تيليغراف البريطانية في 2007، والتي قالت، مما لا شك فيه أعظم مخرج خرج من هذه الجزر، كما فعل هيتشكوك أكثر من أي مخرج آخر ليصقل السينما الحديثة.
وأسس هيتشكوك خلال حياته المهنية التي امتدت أكثر من نصف قرن، لنفسه أسلوب إخراجي معروف ومميز، حيث كان من الرائدين في أستخدم الكاميرا للتحرك بطريقة تحاكي نظرات الشخصية في الفيلم، مجبراً المشاهدين على الأنخراط في شكل من أشكال التلصصن، كما قام بتأطير اللقطة لزيادة القلق والخوف أو التعاطف، مستخدما طريقة مبتكرة في مونتاج الفيلم.
وتتضمن قصصه غالباً أشخاص هاربين من العدالة، كما أن العديد من أفلام هتشكوك لديها نهاية ملوتية وحبكات مثيرة، تتضمن تصوير للعنف والقتل والجريمة، والعديد من الأسرار.