بعد عنصرية ترامب.. الجمهوريون في ورطة
يسعى الجمهوريون إلى إيجاد مخرج من تداعيات التصريحات التي أطلقها المرشح دونالد ترامب حيال المسلمين ولاقت إدانة دولية واسعة ما أثار القلق من أن ينسف الملياردير الأميركي آمالهم في الوصول إلى البيت الأبيض.
ويواجه الحزب الجمهوري الذي يأمل في إنهاء ثماني سنوات من الحكم الديموقراطي للبيت الأبيض، خيارا صعبا بين تغيير مرشحه للرئاسة أو ربط مؤسسة حزبية عمرها 161 عاما بأهواء ملياردير ينظر إليه العديد من الأميركيين على أنه عنصري.
وأثار ترامب جدلا دوليا الثلاثاء بعدما قال انه يريد غلق الحدود الاميركية امام المسلمين.
ومازال الملياردير الأميركي يتصدر استطلاعات الرأي لدى الجمهوريين بفارق عشر نقاط عن أقرب منافسيه.
وكان من بين المنددين بتصريحات ترامب مرشحون جمهوريون آخرون، لكن قادة الحزب رفضوا التضحية به أو استبعاده من عملية التصويت.
وقال السناتور تيد كروز أحد المرشحين المفضلين لدى الجمهوريين المحافظين "أنا أحب ترامب وأحترمه". وأضاف "ما زلت أحب دونالد ترامب وأحترمه. وفيما ذهب مرشحون آخرون في هذا السباق إلى مهاجمته وإهانته، رفضت القيام بذلك ولا أعتزم تغيير ذلك الآن".
وبعدما استشعر وجود مأزق، حذر ترامب الجمهوريين علنا من أنه سيقود حملة منفصلة ويشكل طرفا ثالثا في حال تحركوا ضده.
ويمكن لهذا الأمر أن يبدد فرص الجمهوريين بالفوز على هيلاري كلينتون في حال فازت بترشيح الحزب الديموقراطي في نهاية المطاف.
وكتب ترامب على صفحته على فيسبوك الثلاثاء ان "استطلاعا جديدا للرأي يشير إلى أن 68 في المئة من مؤيدي سيصوتون لي إذا خرجت من الحملة الجمهورية وترشحت كمستقل".
وبحسب استطلاع للرأي أجرته يو أس ايه توداي/سوفولك ونشر الثلاثاء، أعرب 27 في المئة من الناخبين الجمهوريين المحتملين عن تأييدهم لترامب، وهو رقم ما زال ثابتا خلال أشهر من الجدل.
وحصل أقرب منافسيه كروز على 17 في المئة فيما أعرب 16 في المئة عن تأييدهم للسناتور ماركو روبيو.
وأسهمت تصريحات ترامب في انتشار حملة ترامب الانتخابية مجانا على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.
ولطالما اعتبرت الشخصيات الكبيرة داخل الحزب بأن ترامب لن يفوز بترشيح الجمهوريين للانتخابات، التي تبدأ في أيوا قبل أقل من شهرين.
وكتبت كاتي بامر غايج على تويتر "ما زلت أعتقد أن الغالبية العظمى من الحزب الجمهوري التي رشحت ميت رومني منذ أربع سنوات، لن ترشح ترامب".
وكانت غايج إحدى العاملين الرئيسيين في الحملة الانتخابية للحاكم السابق ميت رومني الذي خسر الانتخابات أمام باراك أوباما.
لكن الجمهوريين يتساءلون إذا ما كان دعم ترامب قد يؤدي إلى خطأ سياسي.
ومع التغير الديموغرافي في الولايات المتحدة التي تشهد تراجعا البيض، لا يمكن أن يخاطر الجمهوريون باثارة نفور ناخبي الأقليات الذين يصوتون بكثافة للحزب الديموقراطي.
وقد تؤدي التصريحات الحالية لترامب بالإضافة إلى تصريحات قاسية حيال الهجرة كان أطلقها كروز، إلى اعتماد الحزب الجمهوري أكثر من أي وقت مضى على الناخبين البيض، المحافظين والإنجيليين الذين يدعمون ترامب.
وقال لاري ساباتو مدير مركز الدراسات السياسية في جامعة فرجينيا ان "الجمهوريين في مأزق كبير". وأضاف "كيف يريدون جمع جناح ترامب إلى جانب مؤسسي الحزب؟".
وتابع "أنا لا أرى جامعا واضحا، غير الكراهية لهيلاري كلينتون وباراك أوباما، هذا الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجمعهم. قد يكون كافيا. ولكن قد لا يكون".