المعارضة السورية: «بيان الرياض» و«جنيف 1» مرجعية لقاء نيويورك
أكد رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن المعارضة ستذهب إلى نيويورك للمشاركة في اللقاء المرتقب بمرجعيات أساسية وهي "مرجعية بيان الرياض" و"جنيف1"، وأهداف الثورة السورية ومحاكمة بشار الأسد ومن معه، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده، في مدينة الرياض أمس، لمناقشة معايير التفاوض خلال المرحلة المقبلة.
وقال حجاب، إن الهيئة العليا للمفاوضات تنطلق في عملها من مرجعية بيان الرياض الذي تضمن ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الذي عقد يومي 9 و10 ديسمبر الجاري، وهي محددات رئيسة لعمل الهيئة.
وبيّن أن المعارضة أعلنت تشكيل هياكلها التفاوضية واستعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لإنجاز مرحلة الحل السياسي، على ألا يكون لبشار الأسد أي دور فيها على الإطلاق، مؤكداً أن إجراءات لبناء الثقة سيعمل عليها تمهيداً للتفاوض وإيجاد تسوية سياسية في سورية.
وقال حجاب: "ناقشنا في اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، القضايا التنظيمية الخاصة لعمل الهيئة وأقررنا اللائحة الداخلية التي تنظم عملها وآليتها في المرحلة المقبلة، وأجرينا تنظيما لعملية انتخاب منسق عام للهيئة، وتشكيل لجان تخصصية في موضوع القضايا القانونية والعلاقات الدولية والدعم والتفاوض, وكذلك لجان إعلامية ومالية وإدارية خاصة في العمل الداخلي للهيئة, وتم وضع استراتيجية للتفاوض خلال المرحلة المقبلة".
وبيّن المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات أن الحل السلمي هو الخيار الأول الذي يحقق أهداف الثورة السورية ومرجعية جنيف 1 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 التي تعني تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.
وقال إن هناك إجراءات بناء ثقة وحسن نوايا يجب أن يلتزم بها الشريك في التسوية السياسية، وهي إطلاق سراح المعتقلين خاصة النساء والأطفال, وفك الحصار عن المدن والبلدات التي تعاني الويلات والجوع والقهر والقصف في مختلف أنحاء سورية, وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار حجاب إلى أن المعارضة السورية وجهت رسالة إلى ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسورية تتعلق بإجراءات التفاوض، وعدد الوفد التفاوضي، وما يخص العملية التفاوضية, وأنهم تلقوا رسالة حول ذلك من المبعوث الأممي. وأوضح أن الهيئة العليا تعمل جاهدة على إنجاز كل ما هو مطلوب منها، وأن لديها مجموعة من الأسماء يتم تدارسها وستبقى عند الهيئة حتى يتم الاتفاق حول مجريات كل المسألة التفاوضية وحيثياتها.
وقال رياض حجاب إن المعارضة لن تدخل في عملية تفاوضية إلا على مبادئ جنيف 1، وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تخص ذلك, حيث إن هناك قرارا من الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم (262 / 67) يؤكد على مرحلة انتقالية دون بشار الأسد, فنحن سندخل المفاوضات على هذا المبدأ ولن ندخل على مباحثات على غير ذلك أبداً ولن يكون هناك تنازل عن أهداف الثورة وعن القرارات الشرعية الدولية, ولن نتنازل عن موضوع محاكمة بشار الأسد وكل الرموز التي تلطخت أيديهم بالدماء.
وأكد أن المعارضة متمسكة بأهداف الثورة والقرارات الدولية ولن تتنازل عنها على الإطلاق, وأن العملية التفاوضية تسير بالتوازي مع عمل المقاومة على الأرض، مشيراً إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات لا تريد فترة تفاوضية طويلة، بحيث لا تتجاوز ستة أسابيع.
وأفاد بأن الشعب السوري يتعرض لأكبر عملية إبادة ومجازر بحقه من الحرس الثوري الإيراني والطائرات الروسية والميليشيات الأخرى، مطالبا بضرورة وجود إرادة دولية ملزمة لهذه الأطراف حتى تنصاع لعملية التسوية. وفيما يتعلق باعتراض جامعة الدول العربية على تدخل تركيا في العراق، تعجب رياض حجاب من قرار جامعة الدول العربية بشأن تدخل تركيا للأراضي العراقية، مبينا أنه من المفترض أن تتخذ موقفا حيال التدخل الروسي الإيراني في الشأن السوري.
وحول المدة الزمنية للمفاوضات والانتقال لمرحلة الانتخابات أفاد رياض حجاب، بأن الهيئة العلياء للمفاوضات لا ترغب في أن تطول فترة المفاوضات وأنه تم وضع مدة ستة أسابيع كمدة زمنية للمفاوضات، وأن الهيئة بصدد انتظار رؤية المبعوث العام للأمم المتحدة واقتراحه حول ذلك ومن ثم مناقشة المقترح واتخاذ القرار المناسب حيال ذلك.
وعلى صعيد التغير الفرنسي تجاه ملف القضية السورية بعد أحداث تفجيرات باريس قال منذر ماخوس سفير الائتلاف السوري المعارض في فرنسا، إن الائتلاف متابع للموقف الفرنسي بدقة منذ البداية، وموقفهم كان من أفضل المواقف تطورا في الغرب على الإطلاق وهناك شواهد كثيرة، مشيرا إلى تصاريح الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" التي كان يصر دائما من خلالها على أنه لا مكان لبشار الأسد ومن معه في مستقبل سورية، إضافة إلى المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن هناك اتفاقا للمجتمع الدولي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات تنفيذية كاملة مكونة من المعارضة والنظام، تقوم هذه الهيئة بقيادة سورية في المرحلة الانتقالية، وينتهي دور الأسد ومن معه من بداية توقيع الاتفاقية، أي أنه بالمعنى القانوني لا مكان للأسد ومن معه في رئاسة سورية.
وأما فيما يتعلق باختلاف الرأي العام الفرنسي بعد أحداث باريس أوضح سفير الائتلاف السوري المعارض، أن الهجمات الإرهابية على فرنسا أحدثت زلزالا لدى الرأي العام الفرنسي والأوروبي برمته، مشيرا إلى أن تصريح لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا أحدث نوعا من الالتباس، حيث إنه كان موجها للرأي العام الفرنسي الذي حدثت فيه التغيرات الكثيرة.