الإرهاب وكشمير .. عقبتان فى طريق علاقات هندية باكستانية طبيعية
شاب العلاقة بين باكستان والهند الكثير من الشكوك المتبادلة والتنافس الشديد منذ اليوم الاول للاستقلال عن بريطانيا في عام 1947 . وترجع جذور بعض هذا التوتر إلى تاريخ إقامة دولة باكستان لتكون موطنا لمسلمي المنطقة في تلك السنة، وهو تقسيم ادى الى تشريد الملايين وترك مئات الآلاف من القتلى جراء عمليات التهجير والاشتباكات التي سبقته.
ومنذ ذلك الحين، خاضت الدولتان النوويتان المتنافستان الجارتان في جنوب اسيا ثلاث حروب كبرى واندلعت العديد من المناوشات على الحدود بينهما. وكانت اثنتان من تلك الحروب بسبب اقليم كشمير في منطقة الهيمالايا والمقسمة بين البلدين، حيث يدعي كل منهما ملكيته للاقليم بأسره. وامتد التنافس ليشمل قطاعات مختلفة من العتاد العسكري الى النشاط الرياضي. وأجرى الطرفان تفجيرات نووية في عام 1998 بنظام "واحدة بواحدة" واشتركا في سباق غير رسمي للصواريخ.
وفي فترات السلام تتنافس الدولتان في لعبة الكريكيت، وهو إرث مشترك من بريطانيا المستعمرة ، حيث تأخذ مبارياتهما "الودية" طابعا قتاليا. وتتجلى الصلات والروابط اللغوية والثقافية والأدبية القوية اليوم في الدعوات المتواصلة عبر الحدود في أفلام بوليوود الهندية والمسلسلات التلفزيونية الباكستانية. وهناك إمكانية ضخمة لإقامة علاقات تجارية تعود بالنفع على البلدين ولكنها لم تستغل من قبل بسبب الخلافات السياسية.
وكثيرا ما اختلف البلدان حول القضية التي ينبغي مناقشتها أولاً ، حيث تريد باكستان وضع مسألة كشمير في وسط كل الترتيبات الدبلوماسية بينما تدفع الهند لمناقشة الإرهاب المزعوم عبر الحدود أولا. وتم تعليق الجهد الشامل الأخير وهو الحوار الشامل بين البلدين الذي بدأ عام 2004، بعد أن هاجم مسلحون مدينة مومباي الهندية في عام 2008 والذي اتهمت حكومة نيودلهي متشددي جماعة العسكر الطيبة ومقرها باكستان بالوقوف خلفه.
وظلت المحادثات متوقفة إلى حد كبير في السنوات القليلة الماضية وسط اشتباكات دموية على الحدود أفشلت مساعي السلام. ولكن في مطلع الشهر الجاري، قررت الدولتان الجارتان استئناف الحوار، في ما قدم بصيصا من الأمل لتحسن العلاقات بين الدولتين المتنافستين اللتين تقعان في جنوب آسيا. وقد اتخذ هذا القرار خلال زيارة وزير الخارجية الهندي سوشما سواراج الذي سافر إلى إسلام آباد للمشاركة في مؤتمر حول أفغانستان.
ويقول خبراء الشؤون الخارجية إن لقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي ونظيره الباكستاني نواز شريف في الشهر الماضي على هامش مؤتمر قمة المناخ الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس عبر بعض القنوات الدبلوماسية الخلفية القوية، أدى إلى إحياء الحوار بين الجارتين.
وكانت العلاقات الآخذة في التحسن واضحة في الطبيعة الودية التي سادت لقاء اليوم الجمعة بين الزعيمين، عندما قام مودي بزيارة مفاجئة لتهنئة شريف بعيد ميلاده وقضى أكثر من ساعة في موطن أجداده بالقرب من لاهور.