مسجد قراشة التاريخي يستقبل مصليه بعد إعادة ترميمه بـ «الطين»
بعد نحو 200 عام على إنشائه، يدخل مسجد قراشة التاريخي في محافظة حريملاء عهدا جديدا بعد اكتمال ترميمه بالطين للحفاظ على طبيعته التراثية، وفق خطط الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الساعية إلى العناية بالمساجد التاريخية، ضمن برنامجها الذي ينفذ بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية.
وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، افتتح في أواخر صفر الماضي المسجد بعد إعادة بنائه، إذ تسببت الأمطار التي هطلت العام الماضي على حريملاء في انهيار المسجد، فوجه الأمير سلطان بن سلمان مركز التراث العمراني الوطني في الهيئة، بإعادة بناء المسجد ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية، وتمت إعادة بنائه بالتعاون مع بلدية حريملاء، كما وجه رئيس الهيئة بسرعة تنفيذ أعمال الترميم والتأهيل وفق الوسائل والإمكانات، التي تضمن إعادة المسجد لما كان عليه قبل الهدم.
كما وجه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني خلال حفل افتتاح المسجد، الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بإعادة توظيف المبنى الملاصق للمسجد التابع للوزارة، لتكون استخداماته متكاملة ومتناسبة مع طبيعة المسجد.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته في حفل جائزة حريملاء للتفوق، أهمية مسجد قراشة وقيمته التاريخية، منوها باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالمسجد ومتابعته الشخصية لمشروع إعادة بنائه.
وقال، أتذكر أن خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - عندما سقط مسجد قراشة التاريخي قبل عام تقريبا، اهتم شخصيا بالموضوع وبعث لي برقية يسأل عن المسجد مؤكدا - حفظه الله - اهتمامه به، وأبلغته - حفظه الله - بـ"فزعة" أهل حريملاء والبلدية والمحافظة والجميع لإعادة بنائه بالتعاون مع الهيئة ووزارة الشؤون الإسلامية.
من جهته ثمن عبد العزيز بن معمر محافظ حريملاء اهتمام الأمير سلطان بن سلمان بإعادة بناء المسجد، انطلاقا من اهتمامه بالمساجد التاريخية، مشيرا إلى أن إعلان افتتاح مكتب للسياحة والتراث الوطني في حريملاء، سيكون له بالغ الأثر في توفير مقومات السياحة في المحافظة ما سينعكس على توفير فرص عمل للمواطنين.
وفي السياق ذاته، أشار المهندس خالد الزيد رئيس بلدية حريملاء، إلى أن مسجد قراشة التاريخي والمعروف بجامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أقدم مسجد أثري في حريملاء، وهو الذي كان يقيم فيه الشيخ محمد بن عبد الوهاب كثيرا من الدروس العلمية، كما تخرج منه نخبة من طلبة العلم والعلماء، مبيناً أنه أطلق عليه "مسجد قرّاشة" نسبة إلى اسم الحي القديم الذي يقع فيه ذلك المسجد الطيني، حيث يعد المعلم الأثري القديم المتبقي في حريملاء.
وبين الزيد، أنه بعد سقوط مسجد قراشة التاريخي نتيجة هطول الأمطار بشكل مستمر قبل نحو سنة، بادرت البلدية بإعادة بنائه بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وذلك بناء على توجيهات من الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث وجه مركز التراث العمراني الوطني في الهيئة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإعداد خطة عاجلة لإعادة إعمار المسجد وفق النسيج المعماري الأصيل للموقع وتطوير المنطقة المحيطة به.