«مندي» تهامة الباحة.. معركة المطاعم لجذب المرتادين والسياح
تشير الأرقام إلى أن السياح ينفقون أكثر من ثلث دخولهم على الطعام الموجود في الفنادق والمطاعم والأسواق التجارية والمطارات وأماكن الترفيه والتسلية والرحلات السياحية ووسائل النقل المختلفة وغيرها، ولا يختلف الحال بالنسبة للمدن السياحية السعودية، فمدينة الباحة على سبيل المثال لا الحصر تجذب زوارها بمأكولاتها الشعبية الشهية، وفي مقدمتها وجبة "اللحم المندي" المعدة بالزعفران، التي تتطبخ في حفرة في عمق الأرض.
وتجد وجبة المندي المُبهرة بالزعفران والملح إقبالاً كبيرًا من زوّار القطاع التهامي في منطقة الباحة، الذين توافدوا على المنطقة هذه الأيام بحثا عن الدفء، خلال موسم الشتاء حيث تشتد البرودة في مناطق السراة.
وتتفنن المطاعم في إعداد المندي بنوعيه الدّجاج أو الضأن من خلال وضع اللحم في حفرة دائرية من الفخار أو الحديد لا يتجاوز عمقها الـ100 سنتيمترات، وعرضها من 40 - 50 سنتيمترا، ومن ثم يتم إشعال الحطب في الحفرة حتى يصبح جمراً، ويوضع قدر الأرز وفوقه اللّحم أو الدّجاج المُبهر بالزعفران والملح ويُغطّى جيداً، فيما تبدأ قطع اللّحم بتقطير الدّهن على الأرز وتنديته لمدة ساعتين بعدها يُقدّم للمائدة بمذاقه الرائع.
#2#
وأوضح يوسف بن محمد أحد أصحاب محال المندي والمظبي في القطاع التهامي، أنه يذبح يوميًّا أكثر من 25 رأساً من التيوس والضأن لإعداد وجبات المندي في فترة العشاء لتلبية طلبات زوّار القطاع التهامي ويراوح سعر الذبيحة بين 800 إلى 1000 ريال، وتزيد أحيانًا بحسب وزنها، بينما أفاد مساعد الزهراني زميل له في محافظة المندق أن الإقبال على المندي يزيد في الشتاء بالمقارنة بفصل الصيف، لافتاً إلى أن محال المندي تتنافس في طريقة إعداد المندي والتوابل التي يضعونها على الذبيحة أو الدجاج لجذب المرتادين من داخل الباحة وخارجها.
وتحرص تلك المحال على تجهيز الأماكن المناسبة لتناول الوجبات، سواءً للعزّاب أو العائلات، مراعية في ذلك اهتمامها بالنظافة وتقديم الخدمة اللازمة بما يحقق رضا الزوار، كما تحرص على تنوع مأكولاتها الشعبية بحسب رغبات وطلبات الزبائن، التي تشمل إلى جانب المندي، المظبي والحنيذ والمقلقل والعصيدة والمرق وغيرها من المأكولات الشعبية.