هذه هي إيران .. عصابات إجرام
ما زالت ردود الفعل القوية المستمرة على مستوى دول العالم كافة، تتوالى من جميع المجتمعات والمنظمات التي تقف مع السلام وتنبذ العنف والفوضى، مؤيدة قرار السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، بسبب الانتهاكات الصريحة والاعتداءات الفاضحة على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مدينة مشهد في إيران، حيث دان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الاعتداءات على السفارة السعودية، ونوه أعضاء مجلس الأمن في بيان إلى المبدأ الأساسي المتمثل في عدم انتهاك المقار الدبلوماسية والقنصلية، والالتزامات المنوطة بالحكومات المضيفة، بمقتضى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية في عام 1963.
وطالب أعضاء المجلس إيران باتخاذ جميع الخطوات المناسبة لحماية المنشآت الدبلوماسية والقنصلية وفقا لالتزاماتها الدولية.
حقيقة أنها ليست المرة الأولى التي تخل فيها إيران بالاتفاقيات الدولية وتتجاوز أبسط الأعراف الدبلوماسية في علاقاتها الدولية، بل تغض الطرف عن الاعتداءات على السفارات الأجنبية والقنصليات بدلا من حمايتها ومنع التعدي عليها، وفوق ذلك إيران تتجاوز إلى خارج حدودها لتقوم بأعمال من شأنها التأثير في استقرار الدول وإيجاد حالة من الفوضى والعنف والإرهاب حتى أصبح هذا الطابع العام للدبلوماسية الإيرانية إقليميا ودوليا.
والأكثر غرابة أن تصريحات المسؤولين في إيران تعكس عدم الالتزام بالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والدول المجاورة لها، وبالأمس حذرت المملكة إيران من التخلي عن القيام بدورها في حماية السفارة السعودية في طهران، ما أدى إلى تعرض السفارة والعاملين فيها للخطر الشديد، إضافة إلى كل هذه الأعمال العدائية، هناك تصريحات رسمية معادية للمملكة صدرت عن مسؤولين إيرانيين إثر تنفيذ أحكام القصاص في الجناة المدانين بالإرهاب، وقد عبرت وزارة الخارجية عن استهجان السعودية واستنكارها الشديدين ورفضها القاطع لكل التصريحات العدوانية الصادرة عن النظام الإيراني تجاه الأحكام الشرعية التي نفذت بحق الإرهابيين في المملكة.
وتؤكد المملكة أن تصريحات النظام الإيراني تكشف وجهه الحقيقي المتمثل في دعم الإرهاب، وتعد استمرارا لسياستها في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، وأن نظام إيران يدافع عن أعمال الإرهابيين ويبررها، ويعد بذلك شريكا لهم في جرائمهم، ويتحمل المسؤولية الكاملة عن سياسته التحريضية والتصعيدية.
لقد أثبت الواقع ومجريات الأحداث أن نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتبارها دولة راعية للإرهاب وملطخة به دمويا، ومدانة من قبل الأمم المتحدة وعديد من الدول، ونظام طهران له تاريخ أسود في هذا الجانب، ولا يفوتنا قصص قتل الأبرياء والأطفال في سورية، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة، إضافة إلى توفير ملاذ آمن على أراضيها لعدد من زعامات القاعدة منذ عقد ونصف من الزمان، علاوة على توفير الحماية لأحد المتورطين السعوديين في تفجيرات الخبر التابع لما يسمى حزب الله الحجاز منذ عام 1996، وتم القبض عليه في العام الماضي وهو يحمل جواز سفر إيرانيا.
إن تدخلات النظام الإيراني السافرة في دول المنطقة، شملت كلا من العراق واليمن ولبنان، وسورية التي تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري، والميليشيات الشيعية من لبنان ودول العالم، ونجم عنها مقتل أكثر من 250 ألف سوري بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليونا، بخلاف القبض على خلايا تابعة لنظام إيران قامت بتهريب المتفجرات والأسلحة إلى البحرين والكويت، والقبض على خلايا تابعة لنظام إيران في السعودية، وذلك في ممارسات استهدفت المملكة ودول مجلس التعاون.
إن نظام إيران أعدم العام الماضي المئات من الإيرانيين دون سند قانوني واضح وفق طائفية النظام الإيراني العمياء التي لا تدرك أن شرع الله لا يحكم إلا بميزان العدل والمساواة ولا يفرق بين المذاهب، فالمملكة قضاؤها مستقل عادل شفاف، لا يعرف الخبث واللؤم والتفرقة ولا يعمل بخفاء كما هو شأن نظام طهران. وإزاء كل هذه التصرفات الإيرانية الغوغائية التي لا علاقة لها بالأعراف الدبلوماسية واحترام سيادة الشعوب، فقد أعلنت السعودية رسميا طرد السفير الإيراني في الرياض نظير اللهجة السيئة حيال التصريحات العدوانية الأخيرة الصادرة من المسؤولين الإيرانيين والاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين، ولها الحق في اتخاذ هذا القرار، وهو موقف رسمي حازم حاسم لمنع تكرار هذه المواقف العدائية ضد المملكة ومصالحها. ودحضا للأكاذيب والافتراءات والادعاءات المزعومة الحاقدة.