بلغ السيل الزبى

يقول العرب هذا المثل عندما تصل الأمور حدا لا يحتمل، والزبى هي المنطقة المرتفعة من الأرض التي لا يمكن أن يبلغها السيل. هي صيغة مبالغة لكنها اليوم تنطبق على حال العلاقة الدبلوماسية مع واحدة من أكبر الدول التي تحتضن وتربي وتساند الإرهاب وتروجه في العالم العربي ــ خصوصا.
إيران تلك الدولة المارقة التي أفسدت العراق وسورية ولبنان وتعمل جهدها لإفساد اليمن والجزائر وحاولت أن تدمر السودان، لكن الله مكن منها. لم تكن إيران لتسكت عن حاملي شعار نشر فسادها وإرهابها في المملكة، وظنت أنها تستطيع أن تمرر أجندتها في المملكة من خلالهم.
الحزم والعزم اللذان واجهت بهما المملكة مخططات هذا الكيان الفاسد، جعلته في حالة من الذهول فنسي أن هناك علاقات دبلوماسية وأن هناك شؤونا داخلية لا تسمح أي دولة لأحد من الخارج أن يتدخل فيها.
نسيت إيران نفسها فأرسلت حرسها "الثوري" ليسهم في خرق المعاهدات والأعراف الدولية ويسهم في حرق السفارة والقنصلية السعوديتين. لم يكن ما فعله الحرس "الثوري" سوى كشف واضح وصريح لمدى هشاشة الدولة وارتباطها العضوي بالعصابات وعملها الذي لا ينطلق من دستور أو أخلاقيات أو دبلوماسية.
بلغ السيل الزبى منذ حين، لكن المملكة أعطته فرصة أكبر لينحسر، ويتراجع ويخجل من نفسه ومن سلوكه، لكنها حالة انعدام القيم التي يعيشها نظام فاسد ومفسد انتشر كالسرطان في محاولة لتدمير العالم العربي برمته.
لا يزال هناك من يعتقدون أن إيران تعمل بنهج الدولة، لهؤلاء أقول انظروا ماذا تفعل في الحج وفي المدينة المنورة، ثم هيجانها المرضي الذي طغى عندما شعرت بأن أذنابها بدأوا في الأفول في البحرين واليمن وأخيرا في السعودية.
تبقى السعودية العدو الأول لإيران، وتبقى الهدف النهائي لكل الممارسات والمغامرات والمؤامرات التي تحيكها مجموعة من الأشخاص ذوي المبادئ الفاسدة. مجموعة محدودة لا تتجاوز 1 في المائة من الإيرانيين تقوم بتدمير الدولة والتلاعب بمكتسباتها وتحولها إلى معقل للإرهاب وترسانة للأسلحة على حساب قوت المواطن وراحته.
يعيشون هم في بحبوحة ويبتزون الناس باسم الدين ليكونوا الثروات ويتبجحوا على الإذاعات وفي الساحات يتبعهم أشخاص ممن لا يعرفون حقيقة المؤامرة الكبرى التي تديرها مجموعة الملالي الذين يغيبون عقول البسطاء ويرمون بهم في أتون القتل والإبادة والحروب النازية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي