الرياض وبكين تعززان علاقتهما الاستراتيجية بـ 5 اتفاقيات جديدة
أبلغ "الاقتصادية" لي تشينغ ودين السفير الصيني لدى السعودية، أنه من المقرر توقيع أكثر من خمس اتفاقيات بين البلدين خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى السعودية وذلك بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن الاتفاقيات ستكون في مجالات اقتصادية واستثمارية وتجارية وعلمية.
وحول تفاصيل زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية خلال يومي 19 و20 كانون الثاني (يناير) المقبل، قال السفير الصيني إن هذه أول زيارة لقادة الصين إلى المملكة منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، مضيفا أن المملكة تعد الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي يزورها الرئيس شي منذ توليه الرئاسة، مشيرا إلى الأهمية التاريخية التي تتمتع بها الزيارة.
وأوضح، أنه خلال الزيارة ستتبادل قيادات البلدين، الآراء بشكل عميق حول تطوير العلاقات الثنائية في المستقبل ورفع مستواها، والقضايا الإقليمية والدولية، مبينا أن قيادتي البلدين ستشهدان توقيع سلسلة من وثائق التعاون المتمثلة في مجالات البناء المشترك في "الحزام والطريق" والصناعات والقدرات الإنتاجية وتكنولوجيا الفضاء والطاقة النووية والطاقة المتجددة والعلوم الإنسانية.
ولفت إلى أن الجانب الصيني يحرص على هذه الفرصة للعمل مع الجانب السعودي سويا في دفع التعاون على كافة الأصعدة وتعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة والمكاسب المشتركة، لفتح آفاق جديدة للعلاقات الصينية السعودية.
وأوضح السفير الصيني، أنه تم الكشف عن خمسة سلع صينية رديئة في السعودية وتم وضعها في القائمة السوداء بالصين لمنع تصدير أي منتجات رديئة إلى المملكة، مشيرا إلى وجود اتفاقية بين البلدين لمواجهة هذه السلع.
فيما قال خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في مقر السفارة الصينية بالرياض بمناسبة زيارة الرئيس الصيني للمملكة بعد غد الثلاثاء، أن حجم التجارة بين البلدين خلال 11 شهرا الأولى من 2015 بلغت 47.6 مليار دولار، مضيفا أن حجم التجارة بين السعودية والصين بلغ 70 مليار دولار تقريبا عام 2014م.
وأشار إلى أنه في ظل انخفاض الطلب للنفط وهبوط أسعاره، استوردت الصين ما يقرب من 50 مليون طن من النفط الخام من المملكة عام 2014م، واستوردت نحو 46 مليون طن من النفط الخام من المملكة في الـ11 شهرا الأولى من عام 2015م، وذلك بزيادة 2 في المائة عما في عام 2014م.
وأضاف، أنه توجد حاليا نحو 160 شركة صينية تشتغل في المملكة وتقدم مساهمات إيجابية لتنمية المملكة اقتصاديا واجتماعيا.
وأوضح، أن "السعودية والصين تمران اليوم بمرحلة تاريخية مهمة للتنمية، حيث إن الصين من جهتها تسعى إلى الإسراع في تغيير نمط التنمية الاقتصادية، وتأسيس هيكل اقتصادي منفتح، ودفع التعاون الدولي في القدرات الإنتاجية، أما في المملكة فقد أشار الملك سلمان في خطابه السنوي لمجلس الشورى إلى دفع الإصلاح الاقتصادي وتوطيد وتوسيع ركائز التنمية الاقتصادية ورفع معدل التوظيف وجذب الاستثمارات.. وتتفق إستراتيجيتا التنموية للبلدين بعضهما مع بعض، حيث كل منهما ستبدأ الخطة الخمسية الجديدة في هذه السنة، فتكمن في ذلك إمكانية التعاون الكبيرة". وذكر ان التعاون بين البلدين قائم على المنفعة المتبادلة وهو يمثل دافعا قويا لتطور علاقاتهما؛ والمملكة أكبر مصدر نفطي عالمي، وأكبر شريك تجاري للصين على مستوى غربي آسيا وإفريقيا لسنوات طويلة، والصين أهم الأسواق التي تصدر المملكة النفط إليها وأهم شريك تجاري للمملكة.
وقال، تعد مبادرة "الحزام والطريق" هي الأخرى فرصة مهمة لتطور العلاقات الصينية – السعودية، إن طريق الحرير ربط الصين مع السعودية قبل ألفي سنة، حيث قاد المسلم الصيني الملاح تشنغخه أسطولا لزيارة السعودية في أسرة مينغ. وتعمل الصين حاليا على دفع بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين" هادفة إلى السلام والتعاون والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وتحتل المملكة نقطة التقاء مهمة في "الحزام والطريق"، وتعد من أهم الشركاء في البناء المشترك لها، ودعمت المبادرة الصينية بحماسة حيث أصبحت عضوا مؤسسا في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وفي ظل تعاون 1+2+3 الذي يقوم على اعتماد التعاون الصيني - العربي في مجال الطاقة كركيزة أساسية، والتجارة وتيسير الاستثمار كجناحين، والطاقة النووية والفضاء ومصادر الطاقة المتجددة كمحطات انطلاق مهمة؛ فإن المملكة تعد أحد أهم الشركاء بإمكاناتها الضخمة.
وقال، إن هذه الزيارة ستدفع في هذا اتجاه التقارب بين دول المنطقة وأعرب عن أمله أن تكون هناك جهود دولية مشتركة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط ومناقشة القضايا الساخنة من خلال الجهود السياسية بين الأطراف المختلفة.
وأضاف، "نحن نأمل أن تنتهي أزمة سورية في أقرب وقت ونأمل أن تكون الجهود الدولية في نسق واحد.. الشعب السوري يعيش في ظروف صعبة"، مؤكدا أن الصين تتمسك بثلاث نقاط وهي، إيجاد حل سياسي، التمسك بأن يقرر الشعب السوري مصيره، وأن تلعب الأمم المتحدة في دور مهم ورئيس في المفاوضات"، معربا عن استعداد بلاده للقيام بدور مع كافة الأطراف لإيجاد حل. وأضاف أن الصين تعاني من الإرهاب كما أنها تتعاون مع دول أخرى في مواجهته، لافتا إلى أن الصين ترفض كل أشكال الإرهاب وتستنكر أي عمليات إرهابية وتعارض أي معايير مزدوجة، مثمنا جهود السعودية في مكافحة الإرهاب.