خطر على الطريق

تعود زميلي السفر يوميا - على الرغم مما يواجهه من صعوبات - سببها الحوادث وزحام الطريق صباح كل يوم. يستمر الشباب في عشقهم المجنون للسرعة، ثم يأتي إهمال أوقات النوم والصحيان ليضيفا مزيدا من أسباب اللجوء للسرعة للوصول إلى مكان العمل.
قد يكون من عيوبنا كمجتمع فقدان التخطيط التحوطي الذي يضع في الحسبان متغيرات قد لا تقع ولكن توقعها خير من تجاهل إمكانية حدوثها.
بل إن الأغلبية يتوقعون الأفضل ثم يتأخرون في السهر ليتحول الطريق إلى مجزرة في اليوم التالي بسبب السرعة الجنونية. ثم نستغرب كم الحوادث التي جعلت نسبة الوفيات في بلدنا الأعلى بين دول العالم لهذا السبب بالذات.
مهما ناقشنا هذه الإشكالية فنحن لن نصل للحلول ما دام من يعنيهم الأمر لا يكترثون، ثم تضيف لهذا إجراءات المرور التي لا تهتم بوضع قواعد صارمة على من يتجاوزون السرعة ويتلاعبون بمستقبل الناس وإدارات الطرق التي لا تعتني بما يمكن أن تسببه أساليب عملها من مصائب. مثال على ذلك ما شاهدته في طريق الرياض- الدمام. بدأت عمليات ترميم منطقة في الأسفلت ظهر الجمعة والناس في إجازة دراسية، وأهمل المقاول أن يضع اللوحات التحذيرية. اكتشف الجميع - فجأة - أن أحد مسارات الطريق مغلق، فتجمعت السيارات وتوقف السير وكادت أن تقع حوادث.
على أنني أضع المسؤولية على إدارة الطرق صاحبة المشروع التي لم تلزم المقاول بأبسط وسائل التنبيه التي تحمي مستخدمي الطريق وعمالة المقاول في الوقت نفسه.
ثم إنك تستمر في السير لتكتشف أن الازدحام الشديد في الطريق الذي تسلكه أغلب الشاحنات التي تتحرك في الاتجاهين يحاصرك في أجزاء كثيرة من الطريق.
تبدأ الشاحنات الخفيفة في تجاوز تلك التي تسير ببطء، ليتحول مساران في الطريق إلى خدمة الشاحنات، ويبقى للجميع مسار واحد، والويل لمن حاول أن يطالب هذه الشاحنات بالبقاء في المسار الأيمن، لتتكون إشكالية أكبر، لا أدري متى تحلها إدارات الطرق وأمن الطرق.
كثيرة هي الملاحظات التي يشاهدها عابر هذا الطريق، فرداءة الرصف تزيد من كم الخطر الذي يواجه السائق، يزيد الإشكالية استمرار استخدام الطريق كوسيلة أساسية للربط بين المنطقة الوسطى والشرقية على الرغم من عدم وجود مسارات كافية لهذا الضغط الكبير، والمواطن ينتظر الحلول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي