«سعوا في خرابها» .. والأمن بالمرصاد
أحبطت وزارة الداخلية محاولة إرهابيين مسلحين من أصحاب الأفكار الضالة من التسلل إلى مسجد الرضا في الأحساء وتفجيره أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة أمس، حيث نتج عن المحاولة الفاشلة استشهاد أربعة أشخاص، وإصابة 18 آخرين في الاعتداء من بينهم رجال أمن.
وقال اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، إن رجال الأمن الموجودين عند المسجد تمكنوا من الوقوف دون تنفيذ الإرهابيين هدفهم ومحاولتهما الجبانة بالتفجير في مسجد الرضا في حي محاسن في الأحساء، حيث تمكن رجال الأمن من رصدهما أثناء توجههما إلى المسجد، مشيراً إلى أنه عند مباشرة رجال الأمن في اعتراضهما بادر أحدهم بتفجير نفسه في مدخل المسجد، فيما تم تبادل إطلاق النار مع الآخر وإصابته والقبض عليه.
وأضاف التركي لـ"الاقتصادية" أنه تم القبض على الإرهابي الآخر وبحوزته حزام ناسف، وسلاح رشاش، وسلاح آخر كان بحوزة الانتحاري الذي فجر نفسه، مؤكدا أن المصلين ساهموا مع رجال الأمن في ضبط الانتحاري والقبض عليه.
وبين أن الجهات الأمنية لن تتوقف عند من تم ضبطه، وأن التحقيقات جارية لتقديم المساهمين في هذه العملية للقضاء، لنيل جزائهم الرادع.
#2#
وأوضح أن الجهات الأمنية ما زالت تتحقق من هوية الانتحاريين، وسيتم الإعلان عن أسمائهما بعد التحقق منهما، مشيداً بتعاون المواطنين، في مثل هذه الأحداث الإرهابية، وشدد على أن المواطن هو رجل الأمن الأول، وأن تعاونهم أسهم في إحباط عديد من العمليات الغادرة.
إلى ذلك يعتبر استهداف المساجد والمصلين من خلال العمليات الانتحارية أحد مخططات التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث تكررت في مساجد المنطقة الشرقية أكثر من مرة خلال الأشهر الستة الماضية.
وكانت وزارة الداخلية قد تمكنت في وقت سابق من الإطاحة بخلايا عنقودية تتكون من 431 إرهابيا ينتمون إلى تنظيم داعش، اتهموا بتخطيط وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية داخل السعودية، بهدف زعزعة الأمن وإثارة الفتنة الطائفية بين المجتمع.
وقال اللواء التركي آنذاك إن تنظيم داعش الإرهابي استغل شبكات التواصل الاجتماعي للدعاية للتنظيم، والتأثير في صغار السن وتجنيدهم لتنفيذ مخططاتهم التخريبية، مبينا أن نسبة كبيرة من المقبوض عليهم لا يحملون سوابق إرهابية أو جنائية.
وأوضح التركي أن المقبوض عليهم لهم علاقة مباشرة بالأحداث الأخيرة، التي استهدفت المصلين في قرية الدالوه والقديح، واستهداف دوريتي أمن المنشآت ودوريات الأمن شرق مدينة الرياض، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية ما زالت تعمل للوصول إلى أي شخص يرتبط بعلاقة مع هذه المجموعة أو يتبنى أفكارهم ويؤيدهم.
وكانت المحاكم الجزائية المتخصصة في السعودية قد سجلت أحكاما قضائية على نحو 32 متهما في قضايا أمنية تتعلق بقضايا إرهابية وتحريضية، وذلك خلال الشهر الماضي من العام الحالي.
وبحسب رصد لـ"الاقتصادية" في وقت سابق فقد تنوعت الأحكام للمدانين بحسب نوع التهم الموجهة إليهم، حيث تنوعت بين القتل تعزيرا والسجن بين ستة أشهر إلى 20 سنة، إضافة إلى الغرامات المالية، والمنع من السفر.
وتنوعت التهم الموجهة للمحكومين عليهم، بين خروجهم لمواطن الفتنة، خاصة العراق وسورية، والافتيات على ولي الأمر، والمشاركة في القتال، وعلاقتهم بعدد من ذوي التوجهات المنحرفة، وإيوائهم ودعمهم ماليا.
وتتولى المحاكم الجزائية المتخصصة النظر في إصدار الأحكام على المتهمين في قضايا الإرهاب والأمن الوطني.