خيانة وخسة ودناءة في تفجير مسجد «طوارئ عسير»

خيانة وخسة ودناءة في تفجير
مسجد «طوارئ عسير»
خيانة وخسة ودناءة في تفجير
مسجد «طوارئ عسير»
خيانة وخسة ودناءة في تفجير
مسجد «طوارئ عسير»

بشفافية واضحة اعتمدتها وزارة الداخلية السعودية في تعاملها مع ملف الإرهاب على مدار العقد ونصف العقد الماضي، كشفت أمس على لسان متحدثها الرسمي عن إطلالة «الخيانة العظمى» في حادثة تفجير مسجد قوات أمن الطوارئ في أبها – منطقة عسير - العام الماضي، من خلال مشاركة جندي وصفته بـ «الخائن» سهل دخول الانتحاري للمسجد للتفجير في زملائه بعد نجاح عمه قائد الخلية في تجنيده.

وأشار بيان وزارة الداخلية، الذي عكس شفافية في عدم استثناء أي مطلوب أو متورط في الأعمال الإرهابية، إلى المشاركة الفاعلة من المواطنين في مساعدة الأمن في الحرب على الإرهاب من خلال البلاغات التي سجلتها عبر الرقم «990» طوال الفترة الماضية، التي بلغت 188 بلاغا شهريا، أي بمعدل بلاغ واحد كل ست ساعات.

#3#

قال اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية إن تنظيم داعش وراء معظم الجرائم والعمليات الإرهابية التي حدثت في السعودية خلال العامين الماضيين، مشيرا إلى أنهم يهدفون إلى نشر الفوضى وإثارة الفتنة من خلال استهداف رجال الأمن، وأماكن العبادة.
وأوضح اللواء التركي خلال المؤتمر الصحافي في نادي ضباط قوى الأمن في الرياض أمس، أن هؤلاء المطلوبين ينفذون الأوامر التي تأتيهم من تنظيم داعش الإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال بعض العناصر المرتبطين بالتنظيم والموجودين حاليا في سورية، مؤكدا أنهم يعملون على تجنيد الأشخاص وحثهم على تنفيذ جرائم إرهابية أخرى.

استغلال المرأة

وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية تسعى إلى استغلال المرأة في بعض الأعمال كجمع الأموال أو من خلال التجمعات النسائية أو في نقل مواد متفجرة وأشياء محظورة، مبينا أن ذلك تحت المتابعة من قبل الجهات المختصة.

وأكد أن الجهات الأمنية في المملكة ستواصل ملاحقتها لكل من يتورط في الانصياع لهذه الأوامر ولكل من يقوم بأي نشاط ذي صلة بالإرهاب والقبض عليهم قبل تمكنهم من تنفيذ أي مخطط إرهابي.

المطلوبون الـ 9

يأتي ذلك وسط إعلان متحدث الداخلية عن أسماء تسعة مطلوبين تورطوا بالعمل الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجد قيادة قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير، وعلى رأسهم المتهم بقيادة الخلية المطلوب سعيد عائض آل دعير الشهراني، الذي جند ابن أخيه لخدمة أهداف التنظيم.

استهداف المساجد

وقال التركي إن هؤلاء المطلوبين تشكلوا من خلايا عنقودية بعد سلسلة من الجرائم الإرهابية التي شهدتها المنطقة الشرقية والرياض، التي استهدفت عددا من رجال الأمن، واستهدفت عددا من المساجد، مضيفا: "فإحدى استراتيجيات العمل الأمني في المملكة هي متابعة والقبض على المتورطين في أي عمل إرهابي، لأنهم إن تركوا أو تمكنوا من الإفلات من قبضة رجال الأمن فسيعملون على التخطيط لجرائم إرهابية مماثلة، وهو ما نسعى إلى منعه".

وأشار إلى أن المطلوبين التسعة الذين تم الإعلان عنهم ما زالوا متوارين عن الأنظار، ولم تتمكن الجهات الأمنية من تحديد وجودهم داخل المملكة أو خارجها حتى الآن، مبينا أنه تم الكشف عن أسمائهم وصورهم لعامة المواطنين والمقيمين، معربا عن ثقته بأن هذا الإعلان سيؤدي إلى القبض عليهم.

كفاءة رجال الأمن

ولفت إلى أن كفاءة رجال الأمن الذين تلقوا تدريبا وتأهيلا للتعامل مع الحالات المشتبه بها، وإخضاعها للتفتيش الدقيق، منوها أن المعلومات التي أعلنت تظهر المخطط التنفيذي للجريمة الإرهابية ومنفذيها، والأشخاص المقبوض والمطلوبين، محذرا من أن التعامل مع المطلوبين سيجعل من صاحبه عرضة للمحاسبة.

ودعا التركي المطلوبين إلى التقدم للجهات الأمنية لإيضاح مواقفهم تفاديا لأية مساءلة نظامية قد يترتب عليها مسؤوليات جنائية وأمنية وتوجيه الاتهام بالمشاركة في الأعمال الإرهابية، مطالبا كل من تتوافر لديه معلومات عن أي منهم بالمسارعة في الإبلاغ عنهم.

180 بلاغا شهريا

وأشار إلى أن عدد البلاغات الإيجابية التي ترد على الرقم 990وصل إلى 180 بلاغا شهريا، حيث أسهمت في توالي الإنجازات الأمنية التي تسجلها الأجهزة الأمنية في عدة مناطق لمتابعة وكشف الأنشطة الإجرامية والقبض على المخططين وإحباط المخططات الإرهابية، مشددا أن المواطن رجل الأمن الأول، في جميع الأحداث الإرهابية التي شهدتها المملكة.

وقال:" إنه تسري في حق من يبلغ عن أي منهم المكافآت المقررة بالأمر السامي، الذي يقضي بمنح مكافآت مالية مقدارها مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين وتزداد هذه المكافآت إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية إرهابية".

مراحل العملية الإرهابية

وأبان أن الجهات الأمنية تمكنت عبر تحقيقاتها المستمرة من التوصل بتوفيق الله إلى نتائج كشفت عن تفاصيل مراحل هذا العمل الإرهابي الجبان، وذلك خلال ارتباط الانتحاري منفذ العملية يوسف سليمان عبدالله السليمان - سعودي الجنسية بالمجموعة الإرهابية التي أعلن عن دهم وكرين تابعين لها، الأول يقع في حي المونسية في الرياض، والثاني في محافظة ضرما، حيث وفروا له المأوى عند قدومه من منطقة الجوف إلى منطقة الرياض في شقة في حي الفلاح والمعلن عن دهمها قبل أن ينقلوه إلى موقعهم الآخر في ضرما، ليتدرب فيه على ارتداء واستخدام الحزام الناسف، وتسجيل وصيته بالصوت والصورة لبثها بعد العملية.

وأشار إلى أنه بعد أن أتم تدريباته وسجل وصيته تم نقله من منطقة الرياض إلى منطقة عسير بواسطة فهد فلاح الحربي - سعودي الجنسية، والمعلن عن قبضه، لينضم هناك إلى خلية إرهابية يقودها شخص يدعى سعيد عائض آل دعير الشهراني سعودي الجنسية، إضافة إلى قيام فهد فلاح الحربي في وقت لاحق بنقل الحزام الناسف الذي تدرب عليه واستخدمه منفذ العملية على سيارته من الرياض إلى عسير مصطحبا معه زوجته المواطنة عبير محمد عبدالله الحربي، مستغلا وضعها كامرأة في إخفاء الحزام الناسف عند موضع قدميها بالسيارة للتغطية على جريمته.

#2#

وقال: "إنه في اليوم الذي نفذ فيه العمل الإرهابي ارتدى الانتحاري يوسف سليمان عبد الله السليمان الحزام الناسف، وتوجه إلى مقر قوة الطوارئ في عسير بمساعدة أحد عناصر الخلية الجندي بقوة الطوارئ الخاصة في عسير صلاح علي عايض آل دعير الشهراني، الذي تأثر بأفكار عمه المطلوب سعيد عايض سعيد آل دعير الشهراني، فسولت له نفسه خيانة الأمانة والغدر بزملائه بكل خسة ودناءة منقادا في ذلك إلى إملاءات عمه الإجرامية".

الجندي الخائن

وأفاد بأن "الجندي الخائن حاول في بادئ الأمر التغطية على جريمته البشعة قبل أن يفضح الله أمره، ويقبض عليه وعلى اثنين من المتورطين في هذا العمل الإرهابي الدنيء، وهما فؤاد محمد يحيى آل دهوي، وصالح فهد دخيل الدرعان، وهما سعوديا الجنسية".

الأكثر قراءة