FINANCIAL TIMES

باستثناء النفط .. رهانات أواخر 2015 تسير عكس التوقعات

باستثناء النفط .. رهانات أواخر 2015 تسير عكس التوقعات

ها أنا ذا أنظر إلى حياتي الماضية، وأرى مشاهد حزينة! المضاربون مرتبكون في الوقت الذي أصبحت فيه الرهانات الشائعة في نهاية العام الماضي تدخل في الاتجاه المعاكس. على النحو الذي نصح فيه الشاعر الاسكتلندي، روبرت بيرنز، فأرا، فإن أفضل الخطط إعدادا غالبا ما تؤدي إلى الحزن والألم. جولدمان ساكس تخلى في الأسبوع الماضي عن خمسة من ستة "أعلى تداولات" أوصى بها العملاء لعام 2016، واضطر إلى تحمل الخسائر وإعادة النظر بعد بداية مكلفة هذا العام. لكن كثيرين فعلوا ذلك إلى جانب هذا البنك الاستثماري، في الوقت الذي انهارت فيه مصادر اليقين خلال ستة أسابيع، عندما سارت بعض من أكثر التداولات شيوعا في نهاية العام الماضي في الاتجاه المعاكس. أسعار النفط الخام وحدها هي التي واصلت السير في الاتجاه الذي توقعه المضاربون الماليون. دولار أقوى وين أضعف: توج مجلس الاحتياطي الفيدرالي عام 2015 برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبا، وتركز النقاش حول الكيفية التي سيطبق بها العديد من عمليات الرفع التي ستتبع في عام 2016. توقعت السوق أن يرفع أسعار الفائدة مرتين، في حين أشارت نيات صناع السياسة إلى أربع. في الوقت نفسه كان من المتوقع بذل مزيد من الجهود في اليابان لتحفيز الاقتصاد، وهي توقعات ثبتت صحتها كما تبين لاحقا. فقد دفع بنك اليابان للمرة الأولى هذا الشهر تكاليف الاقتراض إلى ما دون الصفر، حين حذا حذو أوروبا في السياسة النقدية غير التقليدية وأرسل عوائد السندات إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق. ولأن الاختلافات في أسعار الفائدة يمكن أن تدفع المستثمرين لنقل الأموال بين البلدان ـ في هذه الحالة بيع الين لشراء الدولار ـ توقع كثيرون ضعف العملة اليابانية، لكن هذا العدد من الناس كان كبيرا جدا فوق الحد، على ما يبدو. يقول أندرو لو، رئيس صندوق التحوط "كاكستون": "إن الصفقات التي تتفكك بعنف هي الأشياء التي حتى الآن كان يؤمن بها الجميع تقريبا، مثل الإنعاش الياباني. لم يكن هناك أي شخص في العالم ذهب إلى شراء الدولار مقابل الين، وهذا يجري الآن في الاتجاه المعاكس". ويراهن بعضهم في الاتجاه الآخر. في تشرين الثاني (نوفمبر) نصح استراتيجيو منطقة آسيا في "جيه بي مورجان" الزبائن بالاهتمام بازدياد الفائض في الحساب الجاري في اليابان والتقييم المنخفض للين. بيع السندات الحكومية الأمريكية: في الوقت نفسه تراجعت عوائد السندات الأمريكية، بدلا من أن تتزايد. في بداية هذا العام كان العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات 2.3 في المائة. وبما أن القسيمة على هذه السندات ثابتة عند صدورها، فإنها ترفع الأسعار مع انخفاض أسعار الفائدة في السوق، وفي الأسبوع الماضي بلغ العائد 1.53 في المائة، وهو أدنى مستوى لها منذ آب (أغسطس) 2012. الصفقات ذات الصلة، مثل دعوة جولدمان للمراهنة على التضخم في الولايات المتحدة، أسفرت أيضا عما هو أسوأ من ذلك. وساهمت في ذلك مجموعة متنوعة من العوامل، مثل المخاوف بشأن توقعات النمو، الأمر الذي اضطر جانيت ييلين، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن تدافع في الأسبوع الماضي عن قرار رفع أسعار الفائدة. وكان بارزا أيضا الاضطراب في الأسواق الأخرى التي أدت برويال بانك أوف اسكتلند إلى تقديم مشورة مثيرة للعملاء في كانون الثاني (يناير): "ننصح ببيع كل شيء ما عدا السندات ذات الجودة العالية". شراء الأسهم الأوروبية: السؤال بالنسبة لكثير من المستثمرين في سوق الأسهم هو ما إذا كانت الاضطرابات الأخيرة علامة على تغيير أساسي في الشركات والتوقعات الاقتصادية، أم نتيجة مؤقتة لعدم اليقين. كثيرون حددوا أوروبا، التي هي أقل تقدما من الولايات المتحدة في التعافي من الركود، مكانا للاستثمار هذا العام. وأصيب الاستراتيجيون في "سيتي" بالدهشة وقالوا للعملاء: "لقد كنا بشكل واضح إيجابيين للغاية، ولم نتوقع تحركات بهذه الضراوة". شراء أسهم المصارف: كانت أسهم المصارف بين الأشياء الأكثر تضررا هذا العام. تشارلز هيملبيرج، من جولدمان ساكس، يقول إن الخوف هو "أن يؤدي تباطؤ النمو وارتفاع مخاطر الركود إلى تباطؤ نمو القروض، وتقلص تدفق الصفقات، وارتفاع مخاطر الائتمان، وانخفاض العوائد وأسعار الفائدة السلبية - العاصفة شبه المثالية لأرباح المصارف المتوقعة". وتضررت إيطاليا بسبب مخاوف بشأن القروض المعدومة في المصارف الضعيفة وتحديات إعادة هيكلة المصارف، حيث اشترى كثير من صغار المستثمرين منتجات الادخار التي اتضح أنها شكل خطر من السندات المصرفية. أفايت جلوبال، الذي اعتذر للعملاء لعدم تقديم المشورة لهم لجني الأرباح عندما كانت لديهم فرصة، يتمنى سماع خبر سار. "ربما تكون قد واجهت يوما ما سيناريو يخرج فيه بنك إنتيسا بأرقام لائقة ويذكر المستثمرين بأن العالم لا ينهار". بيع أسهم النفط: كانت الصفقة التي نجحت هي المراهنة ضد سعر النفط الخام في عام 2016. خام برنت القياسي انخفض 17 في المائة في الأسابيع الستة الأولى من السنة. وانخفض المؤشر الأمريكي، خام غرب تكساس الوسيط، 28 في المائة. الأسعار في حدود 30 دولارا للبرميل تعني أن المنتجين يحتاجون إلى النقد كله حتى يتمكنوا من رفع السعر عن طريق ضخ النفط الخام، لذلك العرض لا يزال يفوق الطلب بنسبة تصل إلى مليوني برميل يوميا، ما دفع كثيرا من مسؤولي شركات النفط في أسبوع النفط الدولي في لندن إلى القول إنهم لن يستبعدوا هبوط السعر إلى العشرينات. لكن سعر خام برنت ارتفع أيضا في بعض الأحيان، بما في ذلك مكاسب بنسبة 5 في المائة يوم الجمعة. التجار المضطربون قد يسألون؛ متى ينتهي هذا الأمر؟
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES