Author

الجمعيات الخيرية .. الجودة والمهنية

|
العمل الخيري كان ولا يزال من سمات المجتمع السعودي ولقد تطور العمل الخيري نوعا وكما، ويوجد اليوم أكثر من ألفي جمعية خيرية من بينها أكثر من 80 جمعية نسائية، وتجاوز عدد أعضاء تلك الجمعيات 153 ألف عضو، وعدد العاملين فيها قريب من 16 ألف عامل، في حين يصل عدد أعضاء المجالس الإدارية لأكثر من خمسة آلاف عضو. وهكذا فإن العمل الخيري يعد منظومة ضخمة ومتكاملة، ولكن ينقصه التنظيم حيث لا يزال دون الكثير من الطموحات رغم الجهود الكبيرة التي يتم بذلها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية. إن المطلوب أن يكون هناك أسلوب أفضل في إدارة أصول الجمعيات الخيرية سواء كانت تلك الأصول ثابتة أو منقولة وسواء كانت عينية أو نقدية، وكيف تحقق أهدافها وحجم الرقابة الرسمية والمجتمعية على هذه الجهات. ولأن العمل الخيري جزء من النشاط الإنساني فإن من المهم جدا أن يخضع لرقابة تمكنه من العمل وتحقيق أهدافه التي من أجلها تم إنشاء تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية. إنه لتطوير أعمال الجمعيات الخيرية وتحسين أداء دورها في المجتمع وتوظيف أموال التبرعات فإنه من المهم جدا أن تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية اليوم على إحداث نقلة نوعية في العمل الخيري والمؤسسات القائمة عليه، وأن تراقب المردود الاجتماعي للأعمال الخيرية والإنسانية بشكل عام، وأن تساعد على تحديد الأهداف بشكل أدق ليكون العمل الخيري مؤسسيا وليس فرديا في صياغة أهدافه وتحديد وظائفه في المجتمع. كما أن توسيع دائرة العمل الخيري ليسهم في تحقيق أهداف التنمية ضروري للغاية، فهناك دور يجب على المنشآت التجارية أن تقوم به ليكون من نشاطه الفرعي الذي يعود على المجتمع كله بالخير والرفاه. ولو نظرنا في مساهمة المنشآت التجارية في العمل الخيري لوجدناها متواضعة جدا مقارنة بمثيلاتها في دول أخرى. إن حب العمل الخيري طبيعة بشرية وإنسانية وله دوافع يجب أن تستثمر في مصلحة المجتمع، كما أن استدامة ودورة الأصول المالية باتت من عوامل نجاح واستمرار العمل الخيري، وبلا شك فإن نجاح الأعمال الخيرية يساعد على زيادة الأصول التي يقدمها فاعلو الخير وهم كثر ويحتاجون إلى نماذج ناجحة وأمثلة رائعة لتتم زيادة حجم الأموال التي بها يتحرك العمل الخيري والإنساني لمصلحة المجتمع بكل مكوناته.
إنشرها