Author

هل الحرارية الأرضية تنافس الطاقة الشمسية؟

|
إن شريحة كبيرة من عملاء الطاقة تواقة لمصادر الطاقة المتجددة، إلا أنهم لا يريدونها محدودة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية. إنهم يريدون أن تكون محفظة الطاقة النظيفة متوازنة حيث تشمل الطاقة الحرارية الأرضية. ولكن يرى جاك ماكجنلي، الرئيس التنفيذي لاستراتيجية تنظيم وتشريع الطاقة في ولاية نيفادا الأمريكية، متحدثا في اجتماع مجلس موارد الطاقة الحرارية الأرضية الـ 39 السنوي في رينو نيفادا في أيلول (سبتمبر) الماضي، أن الطاقة الحرارية الأرضية لا تتنافس مع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في التكلفة، وعندما يتعلق الأمر بمشتريات الطاقة العامة يفوز منخفض التكلفة. وقال ماكجنلي: "إن معظم مشاريع الطاقة الشمسية تؤمن بانتظام اتفاقيات شراء الطاقة في حدود خمسة سنتات لكل كيلوواط ساعة أو أقل، وفقا لتقرير صدر أخيرا من مختبر لورنس بيركلي الوطني، في حين أن تكلفة الطاقة الحرارية الأرضية يمكن أن تكون في حدود من خمسة إلى ثمانية سنتات لكل كيلوواط ساعة. بينما يرى إسحاق إنجل، الرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيا تطوير الطاقة الحرارية الأرضية، خلال الاجتماع نفسه أن لدى صناعة الطاقة الحرارية الأرضية "مشكلة"، وهي "مسألة التصور". ووفقا لإنجل، يمكن للطاقة الحرارية الأرضية أن تتنافس مع الطاقة الشمسية في أي يوم، إذا ما أخذت في الاعتبار تكاليف دمج مصادر الطاقة المتقطعة. وقال: "علينا إقناع صناع القرار أن لدينا حلا لمشكلة كبيرة، وأنها فعالة من حيث التكلفة"، وأضاف: "إنه المورد القادم لأنه متاح ـــ عند بنائه بشكل صحيح ــــ وسيكون موجودا لفترة طويلة". مايك لونج، مدير المشروع البارز في مجموعة الاستشارات الاستراتيجية في "طاقة المهندسين"، يتفق مع تقييم إنجل. ويقول لونج إنه على الرغم من التحديات الراهنة، فإن فرص الطاقة الحرارية الأرضية لبدء التنافس مع طاقتي الرياح والشمسية يمكن أن تأتي من خلال التطورات التكنولوجية التي من شأنها أن تجعل التنقيب والتطوير أقل تكلفة وتخفض التكلفة لكل كيلوواط ساعة. وقال كيفن والاس، رئيس توليد الطاقة المتجددة في "طاقة المهندسين" إن التركيز على استهداف الحفر أكثر والحصول على نتائج أفضل من برامج الحفر سوف تساعد في إنقاذ أموال المطورين. إن اقتصاديات الحفر تشكل تحديا خاصا، وأحد أهم أهداف المطورين هو الحد من مخاطر مرحلة الاستكشاف. وقال والاس: "عادة واحد من كل ثلاثة ثقوب يصبح جافا في بداية الحفر، وهذا لا يمثل مبلغا بسيطا من المال". ووفقا للونج، إن الحفارين يعلمون جيدا أن تحقيق نسبة نجاح 50 في المائة تكون خلال مرحلة الاستكشاف الأولي، التي تزيد على 75 في المائة خلال مرحلة التأكيد، و 80 إلى 90 في المائة لآبار الإنتاج النهائية. ودراسات السطوح آخذة في التحسن مع المعلومات التي يمكن جمعها من خلال الاختبار الزلزالي، وعمليات مسح الجاذبية، الجيوكيمياء والجيوفيزياء والجيولوجيا، والمطورون يتجهون إلى تلك التكنولوجيات أكثر وأكثر. إنهم يتعلمون كيفية دمج جميع المعلومات المختلفة المتاحة من الدراسات المختلفة والتوصل إلى نموذج شامل من شأنها أن تساعد في تحديد مكان الحفر جيدا. وقال وليام أوزبورن، نائب رئيس مجموعة الموارد الحرارية الأرضية، إن أحد أكبر الأخطاء التي تقوم بها الشركة هو عدم دراسة مورد الطاقة الحرارية بما فيه الكفاية قبل الشروع في عملية الحفر، وهي خطوة مكلفة ومحفوفة بالمخاطر. وأضاف "لقد عملت على مشاريع حيث لا يقتصر الأمر على سوء اختيار المكان للقيام بالحفر المبدئي، بل إنهم أيضا غير مستعدين. ووفقا لأوسبورن، على الشركة القيام بالمزيد من البحوث مقدما والعناية الفائقة بالتخطيط لأنه أرخص بكثير بالنسبة للحفر، التي يمكن أن تكلف ما بين 35 ــ 100 ألف دولار في اليوم الواحد. وتساعد مجموعة موارد الطاقة الحرارية الأرضية من خلال العمل مع وزارة الطاقة في الولايات الأمريكية ومختبرات سانديا الوطنية لتعزيز تكنولوجيا الحفر من خلال تطوير الآبار الصغيرة أو ما يعرف ب "المايكرو بور هولز". تاريخيا، استخدم الحفر في صناعة الطاقة الحرارية الأرضية للآبار ذات الأقطار الكبيرة "نحو 8.5 بوصة" لإثبات الموارد. وفي منتصف التسعينيات من القرن الماضي، بدأت صناعة الحفر لآبار أصغر قطرا "نحو ست بوصات"، وهو ما يسمى حفرة صغيرة. واليوم، وبدعم من الحكومة، تعمل مجموعة موارد الطاقة الحرارية الأرضية لتطوير حفرة قطرها أصغر من ذلك بكثير "تقريبا ثلاث بوصات". ومع الكثير من الأدوات الدقيقة والآلات المتوافرة اليوم، والتي لم تكن لدينا في السابق، نستطيع قياس ظروف الموارد في هذه الآبار الصغيرة. وفي كل مرة نستطيع التقليل من حجم الثقب، يكون الحفر أقل تكلفة. وأضاف أوزبورن: «إن من المجدي لتلك الآبار أن تصبح أصغر فأصغر». ومع زيادة المنافسة داخل سوق الطاقة الحرارية الأرضية، من الممكن البدء في خفض الأسعار بشكل طبيعي. وهناك أربعة لاعبين أقوياء جدا، وهم: "جنرال إلكتريك" و"فوجي" و"توشيبا" و"ميتسوبيشي" ما سيعمل على رفع حدة المنافسة بينهم. ويبقى عمل المديرين التنفيذيين لتحسين التصور عن الطاقة الحرارية الأرضية في صناعة الطاقة، ومقدمي الخدمات لإيجاد طرق لخفض تكلفة تطوير الموارد.
إنشرها