Author

تحديات كبيرة

|
نحن في هذه الأوقات الحرجة أحوج ما نكون إلى المحبة والتآلف بين كل فئات المجتمع، وفي أشد الحاجة إلى أن نقدم دلائل إيجابية ملموسة على الشراكة في محبة الوطن، وعدم الجور عليه بالحوارات المحتقنة، أو في المزايدات التي تذكي العنصرية والطائفية والتطرف. قضايانا الأهم التي ينبغي أن يتعامل معها الجميع بمنتهى الاهتمام، تتعلق بدعم الجهود الخاصة بتأكيد الحس الوطني، والارتقاء به، ورفد تنويع مصادر الدخل، وتعزيز جهود التوطين، إن لم يكن من خلال التوظيف المباشر بالنسبة لأصحاب القرار في المنشآت، فلا أقل من التحفيز والتشجيع والثناء على الكفاءات الوطنية، وإعطاء الشباب والفتيات الفرصة تلو الأخرى من أجل إثبات جدارتهم وإكسابهم المهارات التي تجعلهم أدوات بناء. إن بلادنا تخوض معاركها من أجل التنمية، ومن أجل حماية الوطن من حروب المخدرات وتجارها، ومن أجل الحد من البطالة، ورفع مستوى الرفاهية للمواطن. هذه الجهود التي يشارك فيها الجميع، يواكبها جهد متواصل لدعم الأشقاء في اليمن وسورية ومصر وسواها من البلدان. ويأتي هذا الأمر ضمن المساعي المتواصلة لرتق الثوب العربي، ومواجهة المؤامرات التي تستهدف المنطقة، تارة في صورة تدخلات إيرانية، وأخرى على هيئة أدوات متطرفة مثل «داعش» والقاعدة، وثالثة في صورة تطرف شيعي أعمى في العراق وفي سورية يتجاوز الأهداف التي يزعم أنه يتوخاها، وهي إقصاء «داعش». كل هذه الأحداث، تتطلب من جميع أبناء وبنات المملكة، استحضار هذا الواقع في الداخل والخارج، والسعي لأن يكون إيقاع مشاركاتهم وتفاعلهم إيجابيا. وهذا الأمر ينبغي أن يكون ديدن الأفراد والمنشآت الخاصة والعامة. علينا أن نعترف بأن التحديات التي تخوضها بلادنا في الداخل والخارج كبيرة للغاية. ولكنها ليست أكبر من إرادة هذا الوطن بقيادته وشعبه الوفي. المطلوب فقط أن يتأكد كل فرد أن دوره مهم في المجتمع، من خلال أدائه واجباته، وعدم التواني عن دعم هذه الجهود، فهو عندما يكون أمينا في أداء واجباته، يسهم في رسم صورة الواقع الجميل، الذي يفضي إلى نتائج مميزة.
إنشرها