«رعد الشمال» .. رفع كفاءة الجيوش لحرب العصابات
أكد العميد ركن أحمد بن حسن عسيري المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع، أن أمن السعودية ودول الخليج خط أحمر، وأن من حقهم رفع الكفاءة القتالية لمواجهة التهديدات، التي تعم منطقة الشرق الأوسط.
وقال عسيري خلال الموتمر الذي عقده أمس في مركز قيادة الشمال في قاعدة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، إن الرسالة الموجهة من تمرين "رعد الشمال" هي مواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات، الخارجة عن القانون، مشدداً أنه يجب ألا تترك تفرض سيادتها على هيبة الدول، منوهاً أن هناك تصميما وعزما ورغبة من 20 دولة المشاركة بأن يكون الأمن والسلامة يسودان في المنطقة.
إيران ودعم الميليشيات
وحول تدخلات إيران في المنطقة، أوضح أن الجميع يعلم ما هو السلوك السياسي لإيران في المنطقة، متهماً إياها أنها أول من ابتدع تنظيم عمل ميليشيات "حزب الله" و"الحوثي" اللذين يتبعان لها، مشيراً إلى أن الميليشيات في العراق والميليشيات التي تقتل الشعب السوري جميعها تتبعها، مبينا هذا النوع من التدخل السافر في الشؤون الداخلية لدول الجوار في دول الخليج.
#2#
وأشار العسيري خلال المؤتمر الصحافي في مركز قيادة الشمال في قاعدة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن أمس، أن تمرين رعد الشمال يعد نسخة يتم تقييمها واستخلاص الدروس المستفادة منها، مبيناً أنه إذا رأت الدول المشاركة أن هناك حاجة إلى تكرار النسخة فالمملكة ترحب بهذا النوع من التمارين، منوهاً أن أي دولة ترغب الانضمام للتمرين فعلى الرحب والسعة.
داعش والفوضى
وأوضح متحدث التحالف أن المنطقة غير مستقرة وفيها تنظيمات إرهابية ودول سلوكها عدائي، والمنطقة ليست بخير، وهي جاذبة للمطامع الأجنبية والتقاطعات الدولية، مشيراً إلى أن المملكة تأخذ الاحتمالات السيئة قبل الجيدة وتستعد لكل الاحتمالات ولهذا نرفع الجاهزية، مؤكداً أن انتشار الميليشيات في المنطقة لا يبشر بالخير، وكل ميليشيا خارجة عن القانون هي هدف وليس داعش وحدها، وسنمنع الميليشيات من فرض سيطرتها على الدول.
التحالف الإسلامي
وفيما يخص التحالف الإسلامي، قال:" لدينا أربعة مناح أساسية هي محاربة الإرهاب في المجال الفكري، الإعلامي، المالي، والعسكري، فنحن لم نعقد مؤتمرًا لرؤساء الأركان، والمؤتمر سوف يناقش المفهوم العملياتي لهذا التحالف وآلية العمل وكيف يتم التعامل مع التهديدات والمبادرات التي سوف تتقدم بها دول الأعضاء ثم يتم العمل عليها عبر مركز تنسيق جهود التحالف الإسلامي، ومن السابق لأوانه الحديث عن حالات محددة ونحن لم ننجز بعد المفهوم الذي نعمل عليه في مؤتمر رؤساء الأركان".
#3#
وأوضح أن تمرين رعد الشمال الذي يجري حالياً في مدينة حفر الباطن بشمال المملكة، يشارك به 20 دولة عربية وإسلامية، بهدف تأكيد جاهزية قواتها المسلحة، سواء على المستوى المنفرد أو على مستوى التحالفات العسكرية الدولية.
وأضاف:" أن القوات العسكرية المشاركة في تمرين رعد الشمال التي تضم دولا عربية وإسلامية وصديقة، إضافة إلى درع الجزيرة بقيادة المملكة في ميادين مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، نفذت تدريبات عسكرية ميدانية تكتيكية واسعة لاختبار جاهزية القوات بتطبيق وتنفيذ التمارين التي بدأت بالمناورات العسكرية، حيث تضمنت التدريبات طلعات جوية لمروحيات وطائرات مقاتلة استهدفت مناطق اشتباك القوات البرية مع العناصر الإرهابية ، إضافة إلى تخليص عدد من أفراد القوات المشتركة المحاصرين في المناطق المعادية ، وتطهير جميع المناطق التي تواجد بها عناصر متفرقة من العدو".
رعد الشمال وأهميته
وأكد أهمية التدريبات العسكرية لمعرفة مدى جاهزية القوات التي تهدف إلى ردع كل ما يمس أمن الدول المشاركة ومحاربة الميليشيات والعناصر الإرهابية في المنطقة والقضاء عليها في اتساق زمني مرتبط بتدريبات وتمرينات عسكرية سابقة، مبينا أن المؤتمر يهدف إلى إلقاء صورة واضحة عن التدريبات ومجرياتها وتنظيم التحالف للقوات وإدامتها على الرغم من اختلاف عقائدها العسكرية وزاد أن العمل في تحالفات لا ينتقص من قوة الدول عسكريا، والولايات المتحدة أكبر قوة عسكرية لكنها ذهبت إلى أفغانستان مع 28 دولة رغبة منها في التكامل وليس لأنها لا تقدر، مشيراً إلى أن كل عمل عسكري مشروع دولياً تسعى الدول إلى المشاركة فيه رغبة منها من ترسيخ الأمن والسلم، وكذلك الأمر مع موضوع اليمن، فالسعودية قادرة وحدها على الأعمال العسكرية، لكن الدول المنخرطة في التحالف راغبة في إعادة الشرعية في اليمن وضد الانقلابيين.
حرب العصابات
وأبان أن حرب السلم، تهدف إلى أن تكون القوات المسلحة المشاركة في كامل جاهزيتها، التي يستحيل اختبارها أو رفع كفاءتها، إلا من خلال تمارين من هذا النوع، مبيناً أن التمرين يشمل جوانب مختلفة، على مستوى الأفراد، وعلى مستوى الوحدات، من خلال جملة من المراحل، تتمثل في تمارين مشتركة، فتمارين مختلطة بين الدول المشاركة، ثم تحالفات، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يمكن ضمانه إلا من خلال تمرينات عسكرية، على غرار تمرين رعد الشمال، وإسهامها في تكوين خبرة وديمومة، واستطاعتها توفير جميع الإمكانات اللازمة في هذا الصدد.
#4#
وزاد:" نعمل على ما نسميه بيئة الحرب غير النظامية، وهي مواجهة التنظيمات الإرهابية أو مواجهة الحروب العصابات، وتعد على الجيش النظامي عمليات جديدة أو بعدا آخر في العمليات العسكرية وتحتاج إلى ممارسة، كونها تجمع ما بين العمل الأمني والعمل العسكري والقوات المسلحة النظامية، ولم تدرب في الأساس لهذا النوع من العمليات كون مواجهة مثل هذه التهديدات يتطلب أن تكون القوات جاهزة وعندها القدرة على التحول من حالة إلى حالة من العمليات التقليدية إلى العمليات غير النظامية".
وأضاف:" إن من المهم اختبار البنية التحتية للقوات المسلحة، فعندما تستضيف دولة من الدول تمرينا بهذا الحجم واستخدام الموانئ والمطارات والطرق والمنشآت العسكرية والقوات العسكرية، فإن هذه كلها تحتاج إلى اختبار جاهزية، وعندما وصلت القوات إلى مدينة الملك خالد العسكرية عن طريق البر أو الجو كان هذا اختبارا للبنية التحتية، فالدول المستضيفة للتمارين تحتاج إلى بنية تحتية ممتازة قادرة على الاستيعاب".
وبين أن التمرين استخدم ميناء الدمام، وميناء ضباء، وميناء جدة، ومدينة الملك خالد العسكرية، وقاعدة الملك سعود الجوية، ومطار الملك خالد في الرياض، وكذلك شبكة الطرق في الانتقال إلى مسرح عمليات التمرين، وموقعة قاعدة الملك خالد العسكرية، ويمتد إلى طريف في أقصى الشمال، وكذلك منفذ الرقعي، وكل القوات تنفذ تمرين رعد الشمال بالتزامن والتوافق مع الزمان والمكان، مشيراً إلى أن التمرين يسعى إلى أن تكون هذه العمليات متزامنة ومتوافقة في نقل القوات ثم إعادتها إلى مواقعها.