في مهرجان الساحل الشرقي .. 220 بحارا يلتقون في أكبر تجمع خليجي

في مهرجان الساحل الشرقي .. 220 بحارا يلتقون في أكبر تجمع خليجي

يشارك أكثر من 220 بحارا يمثلون دول الخليج العربي في مهرجان الساحل الشرقي بنسخته الرابعة، الذي تحتضنه واجهة الدمام البحرية خلال فترة إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، حيث يرسو 60 مركباً متنوعاً من المحامل كالبانوش، والسمبوك، والبتيل، والجالبوت، والشوعي، إضافة إلى زوارق صغيرة مشاركة في المهرجان.
وأوضح المشرف على تنظيم المراكب خليفة بن راشد العميري أن المهرجان يشهد أكبر تجمع للبحارة الخليجيين، حيث يوجد حالياً أكثر من 60 بحاراً قدموا من دول الخليج العربي بمحاملهم، من عمان والبحرين وقطر والإمارات والكويت، إضافة إلى البحارة السعوديين من الدمام ودارين، الذين يشاركون بعدد كبير من المراكب في هذه النسخة.
وبين العميري أن عدد المحامل الخشبية بلغ هذا العام رقما قياسياً لمهرجان سياحي حيث بلغ عدد المحامل 34 محملاً خشبياً متنوعاً، وعليه فريق من البحارة يتجاوز عددهم ثمانية بحارة مع "النواخذة"، موضحاً أن بقية المراكب الموجودة التي يتجاوز عددها 26 مركباً هي من الزوارق الصغيرة.
وأفاد العميري أن المهرجان يشهد عددا من الفعاليات منها مسيرة تنطلق من الواجهة البحرية في الدمام باتجاه الشمال إلى جزيرة المرجان ثم تعود جنوباً إلى أن تصل إلى حدود ميناء الملك عبدالعزيز لتعود مجدداً إلى موقع الفعاليات، موضحاً أن كل دولة مشاركة من دول مجلس التعاون الخليجي وضعت علم بلادها على شراع المحمل بشكل مميز ويلفت الانتباه خلال الإبحار، مبيناً أن زوار المهرجان على موعد مع استعراض للغواصين قبالة الوجهة البحرية، كم ستقام مسابقة للغوص يشارك فيها عدد من المحامل لجمع المحار، وذلك بعد أخذ التصاريح الرسمية للمسابقة من الجهات المعنية.
من جهته، أكد النوخذة عبدالله سلمان داود من البحرين، تطور مهرجان الساحل الشرقي عن الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن مشاركته هي المرة الرابعة في مهرجان الساحل الشرقي، مبيناً أن ما يميز المهرجان هو موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وكثافة الجمهور، الذي لم يشهد له مثيل في المهرجانات التي تقام على مستوى الخليج.
في المقابل أكد النوخذة القادم من الكويت حسين الهولي أن الأهازيج والفن البحري الخليجي أو ما يسمى بالمصطلح الخليجي البحري بـ "النهمة" هي متشابهة ولا تختلف كثيراً إلا في بعض الكلمات البسيطة، كما أن هناك توافقا في طريقة الإلقاء والحركات المصاحبة.
وأفاد النوخذة الهولي أن لكل حركة في السفينة أهزوجة مخصصة أو ما يسمى بـ "النهمة" التي تواكب سير العمل في السفينة، لافتاً إلى أنها تعد فنا مقصورا على البحر والبحارة في سواحل الخليج العربي، وتحتوي على أغانٍ من نوع "اليامال" و"الخطفة" وغيرها من الأعمال التي تتم على ظهر المركب، مؤكداً في الوقت ذاته أن الهدف بالدرجة الأولى من "النهمة" هو بعث الحماس في نفوس الصيادين وتشجيعهم على العمل وبذل مزيد من الجهد لتحقيق الصيد الوفير أو العودة الغانمة.
وفي الجانب الآخر من المهرجان بين المشارك من عمان والمتخصص في صناعة السفن حسن البلوشي أن كل سفينة لها مميزات تختلف عن الأخرى، إذ إن لكل سفينة "قَصَّة" مختلفة عن الأخرى، وأن السنبوك مثلاً تختلف عن مركب البوم، حيث تختلف انسيابيتها التي تساعدها على الإبحار والجريان في البحر بسرعة مختلفة عن الأخرى، مشيراً إلى أن لكل نوع أيضاً تخصصا في الاستخدام، فمنها ما يستخدم لنقل البضائع والركاب ويتحمل الأثقال مثل مركب البوم، ومنها ما يستخدم للغوص لجلب اللؤلؤ وللنقل البحري مثل البتيل والسنبوك الذي يستخدم أيضاً للغوص.
ويتفق البحارة المشاركون من جميع دول مجلس التعاون الخليجي العربي على أن مهرجان الساحل الشرقي له طابع خاص ميزه عن بقية المهرجانات وهو العدد الهائل من الزوار، عادين الجمهور هو المحرك الأساسي لهم كمشاركين جاءوا لتقديم ما يملكونه من مهارات اكتسبوها عبر ممارستهم للإبحار على مدى سنين طويلة.

الأكثر قراءة