«رعد الشمال» .. رسالة حزم
لم يكن تمرين "رعد الشمال"، الأكبر في المنطقة، مجرد عرض عسكري وتدريب ومناورة بالذخيرة الحية، بل حمل مضامين عدة، وعكس إرادة الدول المشاركة في ردع من تسول له نفسه الأمارة بالسوء الإضرار بأمن المنطقة وأمن الدول العربية والإسلامية.
لا يمكن أن تفرض الأمن إلا بالقوة، ولا يمكن لك أن تردع المعتدي وعملاءه في المنطقة إلا بالتلويح بها، ولا يمكن للبلاد العربية والإسلامية أن تنعم بالتطور والازدهار ما لم يصاحبها قوة وعزيمة وردع يحفظ لها استقرارها وأمنها.
رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإصرار قادة الدول المشاركة في تمرين رعد الشمال على حضور المناورة الختامية للتمرين والعرض العسكري، يمثل رسالة للشعوب أن التمرين والحشد العسكري وراءه إرادة وإصرار وعزيمة على وحدة الصف والمصير المشترك، وأنهم عازمون على الوحدة والتحشد لدرء المخاطر عن بلادهم وشعوبهم.
جرى تمرين "رعد الشمال" في ظروف إقليمية صعبة ومخاطر تهدد أكثر من بلد عربي، سواء من التنظيمات الإرهابية أو من داعميها من دول المنطقة، وفي مقدمتهم إيران صاحبة السجل الحافل بالإرهاب والتداخلات التي لا ينتج عنها إلا الدمار، فلا يمكن أن تحل قدمها في بلد عربي وإسلامي إلا وينتج عنه الدمار والخراب، والشواهد عدة سواء في سورية أو العراق أو لبنان، وأيضا في الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية ألا وهي اليمن، الذي تحول من بلد سعيد إلى تعيس بفعل التدخل الإيراني فيه، وهو ما اكتشفه الانقلابيون الحوثيون أخيرا، مطالبين السلطات الإيرانية بالكف عن التدخل في بلادهم.
هذا الحشد العربي والإسلامي الكبير في حفر الباطن منح الشعوب العربية والإسلامية الطمأنينة وراحة البال، وأكد لها أننا في عصر كله حزم وعزم ورعد وردع، وأن زمن الانكسار والهوان قد ولى إلى غير رجعة، فالقادم أجمل والجيوش العربية والإسلامية جاهزة لفرض الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها، وجاهزة أيضا لإعادة الحقوق المسلوبة.
الاصطفاف العربي والإسلامي بقيادة السعودية لم ينشأ للعدوان بل للردع وفرض الأمن ودرء المخاطر، وتوجيه رسالة للجميع في الداخل العربي والإسلامي أو في الخارج عالميا، وتشير الرسالة إلى أن العرب والمسلمين قرروا الدفاع عن مصالحهم وبلدانهم ومدخراتهم بسواعد أبنائهم دون اللجوء إلى الغير.