حوادث متفرقة وأشخاص مختلفون .. جمعتهم الجغرافيا والتكفير
حوادث متفرقة، وأشخاص مختلفون، ولكن جمعتهم الجغرافيا والتكفير، أرض حائل وفكر داعش، فلم يكن يتوقع أهالي ريع البكر التابعة لمنطقة حائل، أن يستيقظوا صباح أمس على أصوات إطلاق نار وسط وجود أمني كثيف حاصر قريتهم وقرية المستجدة التي لا تفصلهما سوى كيلو مترين تقريبا، ما دفعهم إلى المكوث في منازلهم وعدم خروجهم لحين انتهاء المهمة الأمنية التي انتهت في الساعة الواحدة والنصف ظهرا بمقتل الإرهابيين الستة الذين استدرجوا ابن عمهم وكيل الرقيب بدر الرشيدي في القصيم وقتله غدرا، على الطريق السريع الرابط بين مدينة بريدة وعنيزة.
وأعادت حادثة ريع البكر الأذهان لحادثة "الشملي" بعد ستة أشهر من حدوثها التي وقعت صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك الماضي بعد أن قام الأخوان عبد العزيز وسعد العنزي بقتل ابن عمهما مدوس العنزي في إحدى قرى الشملي التابعة لمنطقة حائل، حين استدرجاه لرحلة برية وقاما بإطلاق النار عليه أثناء تصويرهما له بمقطع فيديو تم بثه من قبلهما على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يداهما مقر إدارة المرور بقرية عمائر بن صنعاء وقتلا اثنين من المواطنين ورجل أمن، وتم محاصرتهما من قبل الأمن في أحد الجبال في الشملي وتبادلوا إطلاق النار ما نتج عنه قتل أحدهما والقبض على الآخر. وتعد قرية ريع البكر جنوب منطقة حائل التي تتبع محافظة الغزالة من القرى التاريخية القديمة التي تشتهر بالزراعة والبساتين والنخيل الجميلة ويعود تاريخها لأكثر من 60 عاما، إضافة للأودية والمتنزهات الطبيعية التي تحتضنها القرية مثل شعيب ريع البكر الذي يعد الأشهر، ويتبعها إداريا 12 قرية، ويعود تاريخها لنحو 60 عاما وتبلغ مساحتها عشرة كيلو مترات مربعة تقريبا وعدد سكانها لا يتجاوز 2000 نسمة.
وقال صالح الراشد أحد المواطنين: "إننا استيقظنا على أصوات الطائرات وإطلاق النار ومحاصرة رجال الأمن لقريتي ريع البكر والمستجدة اللتين لا يفصلهما عن بعض سوى مسافة كيلو مترين تقريبا. وبين أن الإرهابيين وفق ما تم تداوله بين الأهالي أنهم وصلوا للقرية هروبا من رجال الأمن بعد خضوعهم للمراقبة المشددة واتجهوا إلى "سد المستجدة" في قرية المستجدة وعلقت سيارتهم في الطين بالقرب من السد الذي اكتسى بمياه الأمطار طوال الأسبوعين الماضيين، مشيرا إلى أنهم قطعوا مسافة كيلو متر تقريبا مشيا على الأقدام ليتحصنوا بالجبال القريبة من قرية ريع البكر. وأكد المواطن سلطان الشمري، أنهم فوجئوا بأصوات إطلاق النار مع صلاة الفجر، الأمر الذي دفعهم إلى لزوم المنزل وعدم الخروج، خاصة بعد أن انتشر رجال الأمن وقوات الطوارئ في مختلف أرجاء القرية، لافتا إلى أنه تم القضاء على الإرهابيين عقب صلاة الجمعة.