نيفيز: لقائي مع الهلال «عاطفي»
.. وبعد أن أخذت موافقته، ذهبت إلى المكان المخصص لإجراء الحوار مع البرازيلي تياجو نيفيز لاعب نادي الجزيرة الإماراتي، وتحديدا ملعب محمد بن زايد الخاص بالأخير في انتظار انتهاء مباراته مع الجزيرة في دوري الخليج العربي، وما إن استقررت مكاني شعرت بصدمة كبيرة على وقع صيحات وصافرات استهجان تعلو مجرد تسلمه الكرة، ما هذا؟ أيعقل أن يكون هو نيفيز اللاعب صاحب الصولات والجولات في الملاعب السعودية والآسيوية مع فريقه السابق الهلال الذي خاض معه تجربتين احترافيتين؟
تأكدت أنه نيفيز بشحمه ولحمه، ولكنه بلا أي أثر فني داخل الملعب، ما دفعني إلى سؤال أحد العاملين في الملعب وهو من الجنسية التونسية، عله يجيب عن التساؤلات التي تفور داخلي، وكأنه كان على دراية بها، ومباشرة قال “إنه لاعب غير مؤثر في الفريق، لم يعد ذلك اللاعب الذي كان موجودا في الهلال”.
خسر الجزيرة تلك المباراة على أرضه وبين جماهيره، بعد نهايتها، وأنا ألملم أفكاري وأوراقي حضر نيفيز يجر خطاه للبدء في الحوار، كان باديا عليه الإرهاق رغم أن أداءه كان ضعيفا للغاية، وهو ما انعكس على طريقته في الإجابة عن أسئلة “الاقتصادية”، التي حاول التنصل منها كثيرا ولكننا لاحقناه ولم ندعه وشأنه.
جلس معنا بصحبة المسؤول الإعلامي في الجزيرة الذي تدخل أكثر من مرة في مضابط الحوار، وحرمه من الإجابة عن العديد من الأسئلة التي تصدى لها بطريقة مباشرة وغيرها، ما حدا باللاعب أن يكون حذرا في حديثه.
حدثنا عن تجربتك في الجزيرة الإماراتي الآن؟
فخور باللعب في هذا النادي العريق، أحاول أن أقدم له كل ما أملك من أجل تحقيق النتائج الإيجابية التي مع الأسف غابت عن الفريق في الفترة الماضية، لكن كرة القدم تتطلب من اللاعب أن يقدم جهدا كبيرا لأن ذلك من صميم عمله، وأتطلع أن تتحسن النتائج مستقبلا على الأصعدة كافة، وهذا ما سيكون خلال الفترة المقبلة التي تتطلب تعامل خاص مني وبقية زملائي اللاعبين.
لكنك لم تعد ذلك اللاعب المؤثر؟
في بعض الأحيان تكون الظروف بشكل عام ضد اللاعب ولا تساعده على تقديم المستويات التي يأملها ويتطلع إليها، وأنا مثلي مثل أي لاعب معرض لها، وهي غير دائمة، منها أنني دخلت في أجواء جديدة ومختلفة تحتاج إلى بعض الوقت من أجل الانسجام في تفاصيلها والتأقلم معها وهذا سيحدث تدريجيا، إضافة إلى الظروف العامة للفريق التي جعلته لا يحقق نتائج إيجابية منذ بداية الموسم وهذه مسؤولية جماعية تحتاج منا جميعا إلى عمل مكثف لتحسين الصورة.
.. هذا ما دفعك للتفكير في العودة من جديد للدوري السعودي عبر بوابة الأهلي؟
انتظرت إجابته، قبل أن يبادر المسؤول الإعلامي للجزيرة عنه في الرد وقال بحزم شديد "هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عنها، اللاعب حاليا يلعب في الجزيرة ويرتدي شعاره ومن غير المقبول أن يتحدث عن أي ناد آخر، وهذا الأمر تم الاتفاق معه من أجل أن يبتعد عن الحديث عن تفاصيله مهما".
حتى ولو أن الجميع كان يتحدث عن رغبة اللاعب في التسجيلات الماضية، لاسيما أن لديه محبين في السعودية يريدون معرفة الحقيقة من عدمها؟
هذه المرة تدخل نيفيز ولم يدع للمسؤول الإعلامي الفرصة لينوب عنه وقال: "لن أتحدث عن وجود مفاوضات مع أي ناد سواء في السعودية أو غيرها، لكن في فترة من الفترات كانت هناك ظروف كنت أرى أنها تحول بيني وبين الاستمرار مع الفريق، لكنها عدت وزالت وحاليا أعيش استقرارا كبيرا معه، وأسرتي سعيدة بالعيش في أبوظبي، ولا أفكر في الوقت الراهن إلا في خدمته وتقديم كل الجهود من أجله".
إذا مسألة ترك الفريق لا تدور في مخيلتك حاليا؟
بالتأكيد، أنا لاعب محترف في الجزيرة، وأجد كل الارتياح فيه، ولن أتحدث مرة أخرى عن هذا الأمر، أمامنا مشاركات في بطولات مختلفة تتطلب التركيز في أداء العمل دون التفكير في جوانب أخرى أقل أهمية.
عقب نهاية المباراة رفضت الحديث لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها، وحضرت لنا مشكورا ونقدر لك ذلك.. وهنا اتهام بأنك لا تظهر في الإعلام مطلقا؟
حضرت لإجراء الحوار معك لأنك قدمت من السعودية وأقدر لك ذلك، والسعودية والسعوديون تجمعني بهم ذكريات جميلة جعلتني أوافق على التحدث معك دون أي تردد، أما رفضي الدائم للظهور الإعلامي هنا فإنه بسبب رغبتي التركيز على الأداء في الملعب فقط.
بما أنك تحدثت عن الذكريات في السعودية، حدثنا أيضا عن الهلال وتجاربك السابقة معه؟
تنهد طويلا .. قبل أن يبتعد بنظره وكأنه يعيد ذكريات مكانها محفور داخله وقال "الهلال ذكرى جميلة نجحت معه في تحقيق البطولات في كلتا الفترتين اللتين ارتديت شعاره فيهما، لذلك فإن له مكانة في قلبي فقد عشت فيه أعوام من عمري مليئة بكل ما هو جميل، لذلك فإن ذكرياتي معه من الصعب نسيانها، وكل فريق ألعب معه يكون له ذكرى خاصة لدي، يزيد على ذلك أنني نجحت في تحقيق البطولات وكتابة اسمي في تاريخ النادي مع الألقاب التي تظل خالدة.
في السعودية ما زالت الجماهير تكن لك الحب والتقدير، هل تبادلهم ذلك الحب؟
بالتأكيد.. جمعتني بهم علاقة جميلة خلال لعبي مع الهلال، ولدي ذكريات خاصة معهم وما زلت أكن للهلال وجماهيره كل الحب والتقدير.
للمرة الأولى، سيكون خصمك الهلال في دوري أبطال آسيا، ما شعورك؟
الأمر سيكون عاطفيا فقط وبشكل كبير كون لي تجربة سابقة مع الفريق، لكنني لاعب محترف وأحترم عملي من خلال وجودي حاليا مع الجزيرة، ولذا سأقدم عملي على أكمل وجه وأتمنى للهلال التوفيق في البطولات الأخرى وليست التي أمام فريقي الجديد في الوقت الراهن.
بمناسبة تحقيق الهلال للبطولات، وبحكم خبرتك في الكرة السعودية من المرشح الذي تراه الأقرب لتحقيق دوري عبداللطيف جميل؟
رفض الإجابة في البداية، ثم استدرك وقال "بالتأكيد أتمنى أن يحقق الهلال "الزعيم" لقب الدوري للموسم الحالي لأنني أحب هذا النادي، لكن الرؤية الفنية تؤكد أنه يتراجع فنيا بشكل مستمر في الفترة الأخيرة، في الوقت الذي يشهد الأهلي تطورا كبيرا، إضافة إلى دخول الاتحاد منافسا على اللقب، ترشيح أحد الأندية الثلاثة صعب للغاية، وربما تحدث تغيرات في المستقبل لكن الأكيد أنني أرغب في أن يكون الدوري لمصلحة الهلال.
حدثنا عن الفوارق الفنية بين الدوريين السعودي والإماراتي؟
الفارق يكمن في أن التنافس في الدوري السعودي غالبا ينحصر بين ثلاثة إلى أربعة أندية فقط، في الإمارات التنافس على نطاق أوسع من خلال القوة التنافسية بين جميع الأندية، كل مباراة في الدوري هنا قابلة لكل النتائج لا يوجد فارق كبير بين الأندية ما يجعل التنافس صعبا للغاية.
أخيرا، هل ترغب أو تفكر في أن تعود يوما إلى الدوري السعودي؟
لم يقع في الفخ وقال لن أجيب عن هذا النوع من الأسئلة، وكما قلت أنا لاعب محترف في الجزيرة وكل تفكيري يتركز على خدمة هذا النادي، وأنا سعيد بوجودي معه وأتمنى أن أقدم مستويات جيدة في الفترة المقبلة مع عودة اللاعبين المصابين في الفريق.