إمام المسجد النبوي يحذر المعتمرين من المحرضين على الفتن
زار الشيخ صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، المجموعة السادسة من المستضافين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة في المدينة المنورة البارحة الأولى، والبالغ عددهم 250 من الشخصيات الإسلامية البارزة من ثماني دول عربية إفريقية، في مقر إقامتهم في المدينة المنورة.
وعقد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف لقاء مع الضيوف ألقى خلاله كلمة حذرهم خلالها من المحرضين على الفتن ومن الذين ينسبون أنفسهم إلى الإسلام ويزعمون بأنهم يحملون لواء الجهاد ويقدمون على قتل المسلمين وغير المسلمين بغير حق وشوهوا صورة الإسلام.
وأكد البدير خلال اللقاء أن الجماعات الجهادية التكفيرية تخالف النصوص الشرعية والمصلحة المرعية للإسلام والمسلمين بأفعالها المشينة، مطالبا بحماية الشباب من الأفكار المتطرفة لهذه الجماعات، ووصفها بأنها "أفكار الخوارج ونحوهم".
وأشار البدير خلال اللقاء إلى أن العالم يواجه عديدا من حملات التغريب والإفساد التي تحاول إخراج المسلمين عن دينهم، قائلا، "هذه الحملات أشد من القتل وتؤثر في دين وعقيدة المسلم"، مطالبا جميع المشايخ والعلماء بأن يكون لهم دور عظيم في حماية الشباب والمجتمعات والبلدان الإسلامية وصيانة أمنها والحفاظ على أمن ووحدة الأمة الإسلامية.
وحث البدير المسلمين على التعالي عن الخلافات التي قد تؤدي إلى انفراط الجماعة، وتسلط الغوغاء وانشار الخلل الأمني في بلداننا، محذرا من الفتور الذي يقود إلى انفصام عقد الجماعة، مضيفا أن "الخلاف من الطبيعي أن يكون موجودا في جميع الأمم، لكن يجب ألا يوصل الأمة إلى الصراعات"، مدللا على ذلك بقول النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، "سيكون في أمتي خلاف وفرقة".
وأوضح أن الخلاف أمر كوني ولكن يجب ألا يقود إلى صدام وإلى حروب ونزاعات كبيرة، مستشهدا بالمثل العربي "الأمن أهنأ عيش والعدل أقوى جيش".
وقال، "لا ينبغي أن يكون العلماء وطلاب العلم في معزل عن المجتمع، ولا يجوز أن يكونوا وقودا للحرب أو للخلاف أو للنزاع أو سببا للدمار، بل يجب أن يكونوا دعاة حق وخير وهدى وسلام ومحبة وحكمة"، مضيفا، "أن الخلافات الفقهية لا تنتهي، أما أمور العقيدة فنحن متفقون عليها ولا يجوز لأي مسلم أن يأتي في العقيدة بأمر يراه أو يستحبه".