إدارة «قطار الحرمين»: لا تأخير في إنجاز المشروع .. والتشغيل الفعلي قد يتجاوز 2017
قال لـ"الاقتصادية" مصدر مسؤول في إدارة مشروع قطار الحرمين، إن الأعمال الإنشائية ستنتهي في موعدها المحدد لها نهاية العام الجاري دون تأخير.
ونفى صحة ما يتم تداوله بشأن تأخر سير أعمال مشروع القطار بسبب تعطل صرف رواتب عدد من العاملين في المشروع، لافتا إلى أن إدارة المشروع تعاملت مع الأمر بشكل إيجابي يضمن انتهاء أجزاء المشروع في الوقت المحدد له بنهاية العام الجاري، بينما قد يتأخر التشغيل الفعلي لما بعد 2017 حتى يتم التأكد من إجراءات الأمن والسلامة لعبور القطار في كامل أجزائه.
وأضاف المصدر أن نسبة السعودة التي يستهدفها المشروع في جميع أجزائه تتجاوز 70 في المائة، كما نجحت إدارة المشروع بالفعل في تحقيقها عن طريق توفير وظائف للشباب والشابات السعوديين تجاوز عددها أربعة آلاف فرصة وظيفية.
وأوضح أن الجهة المنفذة للمشروع راعت جميع العوامل البيئية والطبيعية في البيئة المحيطة بمسار مرور القطار، إذ عمدت الجهة المنفذة على أن يمر القطار داخل أنفاق عند مدخل المدينة المنورة، فيما تم رفع المسار في منطقة مكة المكرمة عن الأرض نظرا لطبيعة المنطقة التي تعتبر مجموعة من الأودية مثل وادي فاطمة وغيره، بينما تم رفع المسار عند اختراقه أودية أخرى ذات منسوب عال من المياه مثل منطقة وادي فرع، فيما تم التعامل مع الجبال التي يقطعها المسار بحسب طبيعة تلك الجبال إن كانت رملية أو صخرية أو أحجارا متحركة حتى لا تؤثر تلك العوامل في مسيرة القطار بعد تشغيله.
وأكد أن بناء مسار القطار استغرق وقتا طويلا لقياس التربة وعوامل الحرارة المختلفة من منطقة لأخرى، إذ إن بعض المناطق التي يمر بها القطار تصل الحرارة فيها إلى أقل من الصفر المئوية في بعض أيام السنة، فيما قد تتجاوز درجة الحراة 56 درجة مئوية في بعض أيام الصيف، وهو ما تطلب التأكد من تطبيق مواصفات عالمية عالية الجودة لا تتوافر إلا في القطارات الكهربائية التي تتناسب مع البيئة السعودية والظروف المناخية المختلفة. وتوقع المصدر أن تُحدث مشاريع قطار الحرمين والنقل العام، في حال الانتهاء منها، نقلة نوعية يتمناها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للوطن والمواطن، مؤكدا أنها ستحدث نقلة اقتصادية واجتماعية وثقافية لدى المجتمع. وأشار إلى أن التشغيل الكلي لقطار الحرمين سيكون بنهاية 2017 وحلول 2018، فيما سيبدأ التشغيل التجريبي للقطار فور الانتهاء من كل أجزاء المشروع والمسار بنهاية 2016، مشيرا إلى أنه تم تسليم الجهات الحكومية والتنفيذية المسؤولة عن مشاريع النقل العام الأماكن المخصصة لمحطات المترو وخلافه في كل من مكة المكرمة وجدة ليتم التنفيذ وفق ما هو مخطط له دون تأخر أو تأثر بتأخر القطار. كما أوضح المصدر أن نسبة الإنجاز في محطة مكة المكرمة بلغت نحو 97 في المائة، فيما بلغت في محطة جدة نحو 98 في المائة، فيما أنجزت محطتا المدينة المنورة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ بالكامل، مبينا أن مشروع قطار الحرمين السريع يمثل أحد العناصر المهمة في البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة، وقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين على أن يتم تنفيذه كمشروع حكومي بتمويل من الصناديق المتخصصة.
ويتكون مشروع قطار الحرمين من إنشاء خطوط حديدية مكهربة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بجدة ورابغ بطول 450 كيلو مترا مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة, كما يوفر المشروع قطارات سريعة بأحدث التقنيات المستعملة في القطارات العالمية، إضافة إلى التجهيزات الأخرى التي تجمع بين الضرورة والترفيه والمتعة العالية.
ويتكون المشروع من أربع محطات ركاب رئيسة محطتين طرفيتين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ومحطتين وسطيتين في كل من جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ إضافة لمحطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي التي يتم إنشاؤها من قبل هيئة الطيران المدني، وستتم صيانة وتشغيل المشروع وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طيلة فترة عقد التشغيل.
ويعد مشروع قطار الحرمين السريع قطارا كهربائيا مزدوجا بطول 450 كيلو مترا لنقل الركاب، وهو عبارة عن مجموعة من القطارات السريعة ذات تقنية عالية تسير بسرعة تشغيلية 300 كيلو متر في الساعة تمر بأربع محطات للركاب في كل من مكة المكرمة وجدة ورابغ والمدينة المنورة، وتم ربط المحطات بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات، كما تم ربط المحطات بممرات مشاة تتصل مع محطات القطار الخفيف المزمع تنفيذها في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة.
ويوفر المشروع عند اكتماله خدمة سريعة وآمنة وموثوقة لنقل الركاب، ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة، مما سيكون له بالغ الأثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية.
ولمرور مشروع قطار الحرمين السريع بعديد من المدن والهجر كان من الضروري استملاك العقارات التي تعترض المشروع لإنشاء المسار والمحطات وكذلك ورش الصيانة ومسار الضغط العالي المغذي للمشروع ومحطات الكهرباء، حيث بلغ عدد العقارات المنزوعة لمصلحة المشروع ما يزيد على 5470 عقارا.
ويجري حاليا تنفيذ المشروع على مراحل متوازية، وهي المرحلة الأولى - الجزء الأول تشمل الأعمال المدنية للمسار، والمرحلة الأولى - الجزء الثاني تشمل المحطات، والمرحلة الثانية تتضمن تمديد الخط الحديدي وأعمال الاتصالات والسلامة وتوريد وتشغيل القطارات وصيانتها، ومشروع إيصال التيار الكهربائي لمشروع القطار.
وتتمثل المرحلة الأولى من المشروع في الأعمال المدنية ومحطات الركاب، وقد تمت تجزئة هذه المرحلة إلى جزأين المرحلة الأولى - الجزء الأول (الأعمال المدنية للمسار) وتتمثل في الأعمال المدنية، وتشمل تصميم وتنفيذ أعمال البنية الأساسية، وهي عبارة عن أعمال ردم وتسوية ورصف مسار الخط الحديدي وبناء الجسور والعبارات وجسور الوديان ووضع العوارض الأسمنتية على امتداده أو الطرق المتقاطعة معه.