مولر .. أكثر من مجرد هداف لألمانيا في يورو 2016

مولر .. أكثر من مجرد هداف لألمانيا في يورو 2016

عندما يخوض المنتخب الألماني لكرة القدم فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016) بفرنسا ينتظر أن يكون للاعبه توماس مولر دور بارز في قيادة الفريق لإضافة اللقب الأوروبي إلى اللقب العالمي الذي أحرزه الفريق قبل عامين في مونديال 2016 بالبرازيل. ويرى بعض النقاد الرياضيين أن مولر نجم بايرن ميونيخ لا يستطيع فعل العديد من الأشياء. ولكنه حتى في حالة تجاهل اتخاذه الأماكن المناسبة وقدرته على هز الشباك في التوقيت المناسب يبدو أكثر من مجرد هداف.

وقال مولر في مقابلة نشرتها مجلة "إيت باي إيت" : أعلم أنني أرتكب بعض الأخطاء الفنية من حين لآخر .. إنه أحد وجوه اللعبة التي أمارسها منذ سنوات. وأضاف "أعتقد أنني نجحت في تقليص عدد هذه الأخطاء الفنية إلى أقل عدد ممكن ولكنها تحدث أحيانا. وفي المقابل تكون هناك لحظات تألق فنية".

ومن بين لحظات التألق التي يشير إليها مولر كانت لحظة تسجيله هدف بايرن في مرمى دارمشتاد خلال فبراير الماضي برملة مزدوجة خلفية بعد أن هيأ الكرة بصدره اثر تمريرة عرضية ليتنفس الفريق البافاري الصعداء. وتسابقت وسائل الإعلام الألمانية في الإشادة بتسديدة مولر التي وصفتها مجلة "كيكر" الرياضية بأنها "تحفة رائعة" فيما وصفتها صحيفة "سودويتشه تسايتونج" بأنها "لمحة فنية".

وقبل خوض فعاليات يورو 2016 بفرنسا يبدو يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني واثقا ومتأكدا من أن مولر سكون عنصرا أساسيا مهما في تشكيلته الأساسية بهذه البطولة التي يتطلع خلالها الفريق إلى الفوز بأول لقب له في البطولات الأوروبية منذ توج بلقبه الثالث في 1996. واعترف مولر نفسه بأنه لا يتمتع بسرعة فائقة وليس مراوغا جيدا. كما ذكر أحد النقاد الرياضيين في صحيفة "ذي جارديان" البريطانية : أن مولر "ليس صانع ألعاب تماما كما أنه ليس مهاجما على أي حال. ولا يتمتع بإمكانيات هائلة من الناحيتين البدنية والفنية".

وحتى زميله الهولندي آريين روبن قال مازحا إن مولر لا يتعرض للإصابة أبدا لأنه لا يمتلك العضلات حيث يتكون جسده فقط من الجلد والعظم.ورغم هذا يتمتع مولر بموهبة هائلة لا تضاهى في اتخاذ الأماكن المناسبة بالملعب علما بأن استغلال المساحات الخالية في لعبة كرة القدم أصبح أمرا مهما للغاية في كل شيء بداية من التمرير ومرورا بصناعة الهجمات ووصولا إلى إيجاد الأماكن المناسبة داخل منطقة الجزاء لتسجيل الأهداف.

وما زال مولر في السادسة والعشرين من عمره لكنه سجل أكثر من 30 هدفا في 70 مباراة دولية خاضها مع المنتخب الألماني كما اجتاز حاجز المئة هدف مع بايرن ميونيخ سواء خلال مسيرته مع الفريق الثاني للنادي أو الفريق الأول. وتصدر مولر قائمة هدافي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا كما ساهم في فوز المانشافت بلقب النسخة التالية من البطولة وذلك في 2014 بالبرازيل. وأحرز مولر مع بايرن ميونيخ لقب دوري أبطال أوروبا في 2013 بخلاف فوزه بأكثر من لقب مع الفريق في بطولتي دوري وكأس ألمانيا.

وسبق للهولندي لويس فان جال المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد الإنجليزي أن أشرف على تدريب مولر في فريق بايرن ميونيخ قبل سنوات وعمل فان جال على أساس "مولر يلعب دائما". وبدا أن الأسباني جوسيب جوارديولا الذي تولى تدريب بايرن في المواسم الثلاثة الأخيرة سار على نفس النهج حتى كانت المفاجأة بجلوس مولر على مقاعد البدلاء في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا بالموسم المنقضي رغم إمكانيات وأهداف اللاعب.

وكان من الممكن بشدة أن يواجه مولر هذا بغضب هائل وخيبة أمل شديدة مثل النجوم الآخرين ولكنه تصرف بهدوء ولم يبال بهذا كثيرا. وقال مولر إنه إذا ارتسم الغضب والعبوس على وجوه جميع اللاعبين السبعة الذين يجلسون على مقاعد البدلاء فإن هذا لن يفيد أحدا. ولم يكن هذا الهدوء أمرا مفاجئا من مولر الذي اشتهر بروحه المرحة وسرعة بديهته في التعامل مع زملائه والمشجعين ووسائل الإعلام.

الأكثر قراءة