الجبيل: أبراج سياحية لمحميات صناعية تحوي طيورا وحيوانات نادرة
يتوقع أن تنضم مدينة الجبيل الصناعية للوجهات السياحية خلال عامين، حيث تعمل الهيئة الملكية على إعداد مشاريع تسهل الدخول للمحميات الصناعية، ولا تضر بالبيئة، تتمثل في عدد من الأبراج السياحية لرؤية المحميات من مسافات بعيدة، حفاظا على الطيور والحيوانات النادرة فيها
وأوضح لـ "الاقتصادية"، المهندس عويد الرشيدي مدير حماية ومراقبة البيئة في الهيئة الملكية في الجبيل، أنه يجري العمل على تطوير جزئي لمحمية "سبخة الفصل"، يمكن أن تعتمد كموقع سياحي، من خلال أبراج سياحية، حيث لا يخل بالحياة الفطرية والبيئة لوجود الطيور، ليتمكن السياح من استخدامه.
جاء ذلك على هامش الملتقى الذي نظمته إدارة حماية ومراقبة البيئة في الهيئة الملكية في الجبيل أمس بعنوان "الاتجار غير المشروع بالحياة البرية"، حيث شهد الملتقى ثلاث جلسات علمية ناقشت استراتيجية الحفاظ على الموارد البيئية والمياه، كما تم تسليم جائزة الهيئة الملكية للأداء البيئي لعام 2015، وجائزة الهيئة الملكية للمبادرة البيئية لعام 2015، وجائزة الهيئة الملكية لأفضل شركة راعية للأنشطة البيئية لعام 2015، وجائزة الريادة البيئية المدرسية.
وبين المهندس الرشيدي، أن الأبراج قيد الإنشاء، وهي في مرحلة التصميم، ومن المتوقع أن ينتهي العمل منها خلال عامين، مشيرا إلى وجود خطة لإيجاد محمية جديدة في متنزه الإقليمي تكون على هيئة خمس بحيرات، سيضخ فيها من المياه الفائضة للري، لتكون منطقة موازية لتكاثر الطيور، وستبدأ باستقبال المياه خلال عامين.
ولفت إلى أن محمية"سبخة الفصل" في مدينة الجبيل الصناعية، أنشأتها الهيئة عن طريق ضخ المياه الزائدة عن الحاجة، التي تعد على مستوى العالم محمية صناعية، يعيش فيها سنويا 20 ألف طائر مهاجر، لافتا إلى أن الهيئة تتابع هذه المحمية ووضعت دوريات أمنية بيئية لمنع الصيد بها، حيث تضم 200 طير مسجلة، ويصل عمرها إلى 30 عاما، وتبلغ مساحتها 1300 هكتار تتغذى على المياد الفائضة عن الحاجة.
وأوضح أنه يمكن الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة المناسبة، حيث يمكن أن تنشأ بها بيئة مناسبة للطيور والحياة الفطرية لها، بدل أن تصرف تصريفا غير معالج مضرا للبيئة، مشيرا إلى تجربة مطار الملك فهد الدولي بضخ الفائض من المياه المعالجة لديها ضمن محمية.
وقال الرشيدي، إن الجبيل تضم محطتين الأولى لمعالجة مياه الصرف الصناعي والأخرى للصرف الصحي، وتتم معالجتها لإعادة استخدامها في الري ومع موسم الشتاء يقل استهلاك الري ويفيض أيضا منها 10 في المائة تضاف إلى المحمية.
من جهته، أكد المهندس أحمد بن محمد مدير عام الشؤون الفنية في الهيئة الملكية في الجبيل والمشرف العام على الملتقى، أن استضافة الهيئة الملكية لهذا التجمع لرموز الصناعة والبحث العلمي والمختصين في مجالات البيئة المختلفة، ينبع من إيماننا بالدور الذي تلعبه هذه المناسبات العالمية في تناقل الخبرات والاستفادة منها.
وقال مدير عام الشؤون الفنية إن الاتجار غير المشروع بالحياة البرية يسرق من الدول والمجتمعات الأهلية رأسمالها الطبيعي وتراثها الثقافي، موضحا أن النشاط اللامسؤول والفساد المرتبطين بالاتجار غير المشروع يقيدان احتمالات الاستثمار والتنمية المستدامة المطلوبة في نشاطات ومشاريع اقتصادية جديدة.
وأشار إلى أن الهيئة الملكية قد حرصت على تعزيز برامج مراقبة الحياة الفطرية من خلال مراقبة المواقع الطبيعية والمواقع التي صنعها الإنسان كـ"سبخة الفصل"، التي تعزز الحياة البرية والطيور المهاجرة، حيث تعتبر ملاذا لعديد من الطيور المهاجرة.
يذكر أن هذه الاحتفالية - التي تأتي متزامنة مع يوم البيئة العالمي - تهدف إلى جمع المهتمين وأهل الاختصاص في مجال البيئة، لتبادل الخبرات في المجالات المتقدمة التي تسهم في تحقيق بيئة أفضل وأكثر فاعلية، وغرس روح المسؤولية لدى الشركات الصناعية في المحافظة على البيئة، ورفع مستوى الوعي البيئي، إضافة إلى مناقشة أحدث التقنيات العالمية والمحلية التي من خلالها يتم الارتقاء بمستوى المحافظة على البيئة في المناطق والمدن الصناعية، وفق الأسس والمنهجية التي تحرص على تطبيقها حكومة المملكة العربية السعودية.