ما الذي يحصل في الأمم المتحدة .. تراجعت عن تقريرها المجحف؟
ربما تكون أول مرة تتراجع فيها الأمم المتحدة عن قرار اتخذته وإن كان هذا ليس عيبا بل هو عودة إلى الحق وهو خير من التمادي في الباطل فقد تراجعت الأمم المتحدة عن قرارها ضد دول التحالف العربي والإسلامي في اليمن الذي تضمن إجحافا بحق دول التحالف وافتراء بانتهاكات لحقوق الأطفال بشكل خاص وهو ادعاء غير صحيح جملة وتفصيلا، بل ويتعارض مع الواقع ويتصادم مع الحقيقة بما يجعله تقريرا فارغ المضمون بعيدا كل البعد عما يجري على الأرض فعليا.
ولذا فإن التراجع عن هذا التقرير لا مناص منه لأنه ليس خاطئا فقط بل ويضر بالجهود المبذولة حاليا من المملكة ودول التحالف العربي والإسلامي، حيث تجري محادثات ومفاوضات لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن لإيقاف الحرب الأهلية وإعادة تأهيل وبناء القدرات الوطنية لدولة اليمن حتى لا يقع ضحية للتدخل العسكري الخارجي أو الوقوع في براثن الميليشيات المسلحة التي تشاطر الدولة مسؤولية الإدارة المحلية في اليمن.
إن قوات التحالف العربي لم تستخدم قوتها العسكرية إلا في وجه الميليشيات الطائفية التي يقودها الحوثيون وتدعمها إيران أكبر راع للإرهاب في العالم، وإن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ظلت تقدم دعمها الإنساني للشعب اليمني، وأن ما تقدمه السعودية للشعب اليمني في المناطق المحررة التي كان يسيطر عليها الحوثيون وميليشيات الرئيس المخلوع، دليل واضح على احترام المملكة لحقوق الإنسان والأطفال الذين هم أحوج للاستقرار والأمن الذي زعزعته الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران. كما أن قوات التحالف سبق أن أعلنت أكثر من مرة التزامها بإيقاف العمليات العسكرية في اليمن حتى يتم إيصال المساعدات الإنسانية التي تسهم في جزء كبير منها الحكومة السعودية وبقية دول مجلس التعاون والدول العربية.
لقد ظهر قرار تشكيل قوة عسكرية عربية الأجواء العامة خلال القمة وما بعدها. خصوصا بعدما شدد القادة العرب على البدء بالعمل على تشكيل هذه القوة، ومنح فترة زمنية قصيرة لاستعراض النتائج. ومن أهم مزايا هذه الخطوة، أنها تركت الأمر اختياريا لكل بلد عربي، وهذا يعني أنها لن تفرض على أحد. العالم العربي بات الآن أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى قوة تضمن استقراره وأمنه، من أي اعتداء، سواء كان من خارج المجموعة العربية، أو من داخلها. وعلى مدى عقود لم يتوقف استهداف العرب، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة على وكلاء هم في الواقع عملاء، ينشطون ضد من؟ ضد أوطانهم! والقوى ذات النيات السيئة تجاه العرب، تعرف تماما أن هؤلاء ليسوا قاصرين عن حماية أنفسهم وشعوبهم ومكتسباتهم. لعبت هذه القوى في الوقت الضائع فقط.
ولعل من أهم ما اتفق عليه في القمة العربية، هو إقرار"النظام الأساسي المعدل لمجلس السلم والأمن العربي". فهذا التعديل حدد بصورة واضحة لا مجال فيها للتأويل، من يتحول إلى مهدد للأمن والسلم، بصرف النظر عن هويته. فضلا عن أنه يتضمن الحقوق الرئيسة للإنسان، وسيادة القانون، واحترام القانون الدولي. كان ضروريا بالفعل، لوضع النقاط على الحروف، حيال المعتدي والمعتدى عليه، ولا يترك مجالا لأي نقاش عابر "أو حتى بيزنطي" في هذا المجال. إنها خطوة، تدخل مباشرة في عملية تحديث الجامعة العربية، هذه المؤسسة التي تحتاج بالفعل إلى الإصلاح وفق متطلبات المرحلة الراهنة، وكل الاستحقاقات التي ستظهر لاحقا.
لا شك في أن عملية "عاصفة الحزم"، تركت انعكاساتها الإيجابية على القمة العربية، ودفعت إلى الواجهة، أشياء كانت منسية، أو في أحسن الأحوال كانت مؤجلة. إن المرحلة المقبلة على الساحة العربية، لن تشبه مرحلة سابقة على الإطلاق، خصوصا بعد أن ظهرت بأوضح الصور الجهات التي تستهدف الوطن العربي بأسره، دون حتى إخفاء نياتها.