«داعش» وصلت بيوتنا

بالأمس وقع علينا كـ"الصاعقة" خبر إقدام شقيقين ينتميان إلى التنظيم الإرهابي "داعش"، على قتل والدتهم طعنا، ومحاولة قتل والدهما وشقيقهما الأصغر، اللذين يرقدان على السرير الأبيض في حالة حرجة.
الجريمة وقعت في العاصمة الرياض، وتم إلقاء القبض على الجانيين في مدينة الخرج، وما زالت التحقيقات جارية لكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة والإرهابية التي استهدفت أغلى الناس وأقربهما لأي نفس بشرية ألا وهما الوالدان.
أي فكر يحمله هذا التنظيم الإرهابي "داعش"، وأي قلب يحمله أعضاؤه المجرمون، فهو لا يعادي ويكفر الآخرين فقط، بل وصل الأمر به إلى مناصبة العداء ضد الوالدين في فكر حتى "البهائم" التي لا تملك عقولا تتبرأ منه، ولا يمكن أن تقوم بأفعالهم.
هذه النبتة الخبيثة التي تدعى "داعش"، وجدت في صغار السن وسيلة لتنفيذ أجندتها الإجرامية، وبلغ بها الأمر مبلغا إلى إقناعهم بأن الطريق إلى الجنة يكمن في قتل الوالدين والأقارب وكل من يخالفهم الفكر ولا ينتمي إليهم.
حربنا ضد "داعش" وفكره الضال ليست مسؤولية الجهات الأمنية فقط، بل هي حرب تعنينا جميعا ويجب أن نخوضها بكامل أفراد المجتمع، وأن نتجرد من "كسلنا"، سواء مواطنون أو علماء أو إعلاميون، أو أي فرد سواء من المواطنين أو من المقيمين، وأن نسهم في مساعدة الجهات المختصة على اجتثاث هذه النبتة الخبيثة التي تستهدف كل من لا يؤمن بها.
من الواضح أن "داعش" يستهدف صغارنا قبل كبارنا، مستعينا بقلة وعيهم وإدراكهم وعدم قدرتهم على التمييز بين الصحيح والخطأ، ومن هنا تقع المسؤولية الأكبر على رب الأسرة سواء الوالدان أو الأشقاء والإخوة الكبار في المنزل، علينا مراقبة أبنائنا وتوعيتهم وتنويرهم وحمايتهم من أي أفكار دخيلة، وألا نتورع عن إبلاغ الجهات المختصة عبر الرقم "990" عن أي شكوك أو تغيرات في سلوكيات أبنائنا أو أي شخص يمكن أن يصدر منه ما يثير الشكوك.
أعود وأكرر ما كتبته في مقالات سابقة في هذا الشأن، حرب "داعش" على السعودية لا تستهدف رجال الأمن والمنشآت فقط، بل تستهدف الجميع على هذه الأرض الطاهرة، سواء مواطنيون أو مقيميون، ومن هنا يجب ألا نتقاعس عن خوض الحرب دفاعا عن وطننا وعن أنفسنا وأبنائنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي